بداخلها طفلة تحلم وتلعب ..تعشق وتحب.. تعمل بجهد.. تثابر من الروح.. تسعي لتحقيق الأمن ..بها الإستقرار والحضن ..الجمال من يزينها ..برائحتها وطلتها ..نحكم عليها من بعد ..نتسائل عنها.. من هي تكون ..هل هي بالفعل المرأة الحديدية كما يطلقون عليها ..
نجاحها فاق الوصف.. كيف بنت نفسها بداخل هذا البيت ..الطفلة هنا مدللة والمكان ليس مكانها ..هي لاجئة وليست بأرضها ..
عانت من الخيمة ..ترحلت كثيراً ..سكنت المخيمات ..كبرت في ظل الحروب ..شاهدت الكثير من الألم ..لم يتغير بها شيئ ..زادها فخر بأن تتحدي ..وبكل ما أصابها ..تلهو تتعلم تهتم بغيرها..هي صاحبة قضية ..تتجسد بها أينما وجدت ..حالها حال الكثير من شعبنا ..كالعادة المرأة لها أسرارها ..والفتاة لا تنسي أول من سكن قلبها ..مهما تغير الحال بها ..هذا لا يقلل من شأنها ..فلا حكم هنا علي أرواحنا ..فهي مطلقة بحريتها ..طالما لا تمس ولا تجرح كرامة غيرها ..هي الإحساس والمشاعر منذ الصغر ..هذا أيضاً ينطبق علي الرجل ..فالأرواح واحدة ولا فرق بينهما ..الصدق وحده من يميزهما ..ليعود العاشق بعد الغياب لها ..لتكتشف من جديد أنوثتها ..وبعكس النظرة لمن يعرفها ..
بكاريزما خاصة بها..ترفع من شأنها ..بعيون محبيها ..لطفها ومزحها لا يفارقها ..فالجميع يهاب منها ..ويحسب لها ألف حساب وحساب عند غضبها ..أي صفات تجمع هذه المرأة ..وهي الحاضنة لصغارها وبيتها ..حياتها مليئة بالعمل والسفريات دون التأخر علي واجبها ..ومع ذلك تقرأ وتتذوق الشعر والكلمات ..
نستغرب من كل هذا الوقت وكثير هنا ما يقال بحقها ..بالطبع هي أنثي وترقص كما يحلو لها وعلي أغنيات أم كلثوم تراقص أحزانها ..تتمايل كغصن الأشجار في مهب الريح والخريف لا يتركها..هي صدمات الحياه ..واقع لا يحترم الحريات ..فالكل يتهم ويمضي بدون إبداء الأسباب ..أهي الغيرة بحق ..أم حسد لكل من نجح ومسك القمر بيده..وهنا الأمثلة كثيرة والأسماء يطول شرحها..ويبقي السؤال بيننا ..لما نحارب بعضنا ..القوي لا يرحم الضعيف منا ..علي الناجح إكرام الصغير وتقدير العامل ..مهما كان إمراة أو رجل حاضر ..فالأدب يجب أن يكون مقدس لنا ..ومنه نرتوي ونحيا ..لنبقي كما نحن ..بسير أحلامنا وتحقيقها..ببثها في زهراتنا الصغيرة ..فهي ستكبر بيوم ..وتكون مسؤولة عن نفسها ..كما هي السيدة الحاضرة معنا بين الكلمات والحروف ..فلا مفر من قدرنا ..وعلينا مواجهة الحقيقة كما هي ..عقلنا وفكرنا من يحدد مستقبل المرأة وما تعنيه لأمتنا ..فهنا تكون الحاضرة هي الأم والحبيبة والأخت والزوجة ولا فرق بالمعاملة ..فلكل منهن الحق والمواصلة كيفما تريد أرواحهن ..وتاريخ الماجدات والثائرات كثيراً جداً وقليل من أخدن حقهن ..بالتعريف عن تاريخهن ونضالهن ..نحن العرب لا نبحث كثيراً ولا ندقق بين الحروف بكشف من يستحق الظهور وبالعلن ..ويمثلنا كما يجب ..من حقها علينا ألا ننسي يومها ولا ذكراها ..بل هي الحاضرة علي الدوام معنا ..وهنا القصد كبير وليس محصور بإمرأة واحدة ..
فلنحاول الكشف عن المستور ..ونضع الحقائق بين أيديكم ..حتي لا يضيع الحق ..ويذهب فكركم لبعيد ..فالقضية واضحة وضوح الشمس ..وهنا تلخيص صغير وبصدق ..فالعالم اليوم أصبح لا يميل للكتابة الطويلة والشرح بالتفاصيل ..فعليكم القراءة بإحساس مرهف ومشاعر جياشة كما هي المرأة بكل مكوناتها ..الجميلة بطفولتها ودلالها ..ومهما كبرت تبقي المدللة بأنوثتها الطاغية ..لها العذر منا إن قصرنا بحقها ..فهي تستحق التذكير دوماً ..فكيف ننساها ونحن لا نعيش بلاها ..
===
بقلم/ كرم الشبطي