هل نحن بحاجة لصحوة ؟؟!!.

بقلم: وفيق زنداح

ربما يكون السؤال هاما وملحا ....بتوقيتاته التاريخية ومنعطفاته الهامة ...وربما لا يري البعض في هذا السؤال من أهمية ...أو حاجة لصحوة ....في ظل ما تعيشه الامة من صحوات ...وثغرات ...وانتفاضات ..وعلى مدار عقود ...حتي ان احتمال ان يسال احد منا حول المغزى من تلك الصحوة ...وما سوف يعود علينا ....وهل نحن بحاجة الي المزيد من التجارب ...في ظل ما نحن عليه من اوضاع لم تعد تحتمل تجارب جديدة ...ولا تحتاج الي صحوات وأفكار وتنظيرات ....وكما يقال خلينا بما نحن عليه ....فربما في السكوت فرصة .....وربما في الاستكانة ملاذ .....وربما في الخنوع انقاذ ...وربما يكون في الصحوة ومناهضة كافة مظاهر التخلف.... ممرا اجباريا للمواجهة ...وربما للتعافي من أمراض مزمنة..... سادت جسم هذه الامة ..ونخرت بتاريخها ...وأصابتها بانتكاسات عديدة.... جعلت منها جثه هامدة ...وأعداد رقمية ...وامكانيات مجمدة لا حول لها ولا قوة ....ولا تستطيع المواجهة في ظل الطاغوت الامريكي المهيمن والمسيطر... بفعل عوامل قوته المستمدة من واقع الضعف والانتكاسات والاحباطات وحالات التراجع ...وعدم القدرة على النهوض ...والتي أفقدتنا كأمة بفعل عوامل حياتنا الضاغطة ...وتراكمات تجاربنا الفاشلة ...حتي أصبنا بصدمة الجمود والتجميد وعدم القدرة على الحراك والتحرك ...خوفا وارهابا يمارس علينا ...وينهب خيرات امتنا ...ويسلب فكرنا واستقرارنا ..ومصالحنا وما تبقي من مقومات قوتنا ....ارهاب يمارس ضد أمتنا ويسرق خيراتها ....ويشتت طاقاتها .....ويعزز بذور الفتنة والنزعات الطائفية والمذهبية بداخلها ....حتي أصبحنا كأمة بحالة سعي محموم للملمه أحوالنا ....وما تبقي لنا ...والتقوقع بذاتيه كل منا ....وربما في احسن احوالنا ...غضب صامت ..وصوت خافت ..وتحرك خجول ....بما أضر بنا ..وخرب علينا ....وكأننا نؤجل لمرحلة الخراب الشامل .....حتي لا يكون بعهد كل منا ...وحتي يكون لمن هم بعدنا ....وعليهم بتسليك شوكهم بأيديهم..... وأن يتحملوا ما أصابهم وما تراكم على حقبتهم الزمنية..... من حالات الخنوع والبلادة ...الاتكالية والارتجال ....وفقدان البصر والبصيرة .
وكأن الامة بكل ما فيها من خيرات وطاقات ...بكل ما فيها من امكانيات هائلة أصبحت مجمدة ...أو على أقل تقدير.... بحالة تدشين وتسكين .....وعدم قدرة على مواجهة ما يخطط ضدنا ....وحتي عدم القدرة والخوف من تحديد مصدر ارهابنا ..وتعكير اجوائنا ...وزعزعة الاستقرار داخل دولنا .
المشكلة ......أن ما يخطط لإضاعة الحقوق ...وتدمير العباد والبلاد ..وتهجيرهم عن اوطانهم وسلب خيرات بلادهم .....ومحاولة تدمير مؤسساتهم ...واركان دولهم .....يشارك بها وعن عمد وقصد ....وبإرادة مشاركة...... هم من أبناء هذه الامة ...ممن فقدوا ضمائرهم واحساسهم بأمتهم ووطنهم ...وحتي من ضاعت منهم تراكمات تاريخهم ...موروثهم الثقافي والوطني حيث غلبوا مصالحهم وانانيتهم على مصالح أمة ووطن.... وجعلوا من الخراب ممرا لتحقيق أهدافهم التي ضاقت بهم ....وجعلت منهم فرادي وجماعات..... بحالة اتهام دائم على ما ارتكبوا ...وما اقترفت أياديهم ....وما ساهموا به من خراب ودمار ....واعطاء الفرص لأعداء الامة بأن يسلبوا خيراتها ...ويحققوا مأربهم وأهدافهم على حساب المصالح العليا للامة ...وعلى حساب كل وطن من اوطانه .
أمتنا العظيمة بكل ما فيها من طاقات فكرية ...ثقافية ..علمية ومهنية ...ومن امكانيات مادية ..وموارد طبيعية وبشرية وقدرات تكنولوجية تؤهلنا كأمة أن نكون قوة سياسية واقتصادية ذات تأثير على خارطة السياسة الدولية ....وعلى خارطة التجارة العالمية ...ولا نعرف سببا واحدا يمكن أن يكون مقبولا بهذا التأخر الممنهج ....وهذه الحالة من الضعف التي أصابتنا وجعلت منا أمة مستهلكة ....غير قادرة على صناعة ما تأكل ....وغير قادرة على صناعة مستلزمات حياتها ....أمة لا تستطيع الانتاج والمنافسة في سوق الصادرات والتجارة العالمية رغم امكانياتها الهائلة .
لقد امتلك الامة حالة من الارتجال ...حالة من الكسل والقنوط والبلادة وعدم الاحساس ...حالة من الاتكالية وعدم المسئولية ...حالة من خلط الاوراق ....وعدم القدرة على ترتيبها ...حالة من الفوضي الفكرية والادارية والانتاجية ...جعلت من مواردنا للاستهلاك .....وليس لإعادة الانتاج وتحقيق العائدات المجزية والتي تحقق فائضا اقتصاديا ...وبعدا تنمويا ..وأرقاما قياسية في سوق المال والاعمال وداخل البورصات العالمية .
متابعة الخارطة الاقتصادية والسياسية في هذا العالم .....تدلل على ان هناك صحوات وثورات بمفهومها الاقتصادي والتكنولوجي ...الصناعي والتنموي..... حدثت بالعديد من المناطق وعلى سبيل المثال وليس الحصر في الصين الشعبية وبعد ان كان عدد سكانها الهائل عبئا اقتصاديا واجتماعيا ....أصبح من خلال الارادة والتخطيط ...العزيمة والاصرار ...وصوابيه التوجهات ....والتخطيط العلمي موردا واساسا تنمويا ...واقتصاديا ....عزز من قدرات هذا البلد الصديق ....كما الهند وباكستان وكوريا ومليزيا واليابان ....صحوات وثورات صناعية ....وتنموية وصلت الي العديد من الدول والشعوب ....كما حدث ما بعد الثورة الصناعية في القارة الاوروبية والتي بدأت نشاطا اقتصاديا تنمويا وصناعيا... جعل من أوروبا قوة اقتصادية وسياسية وأخذ منحي اقتصادي تكتلي يساعدها على النهوض والتنمية من خلال توحيد نقدها وسوقها ....وتعزيز مقومات قوتها الاقتصادية ....بما يوفر لها الضمانات لمواجهة الاهتزازات الاقتصادية ...والاختراقات الامنية التي تعيشها القارة .
العالم اليوم لا يعترف بالضعفاء .....ولا يعترف بمن يبيعوا انفسهم لأهوائهم وملذاتهم ...ومن يضيعوا مواردهم وخيرات بلادهم .....ومن يساهموا في تخريب أوطانهم.... والعبث بأمنهم ...وتفتيت وحدة وسلامة اوطانهم ....العالم اليوم ....يحتاج الي الاقوياء .....القادرين على صناعة خبزهم ...ومستلزمات حياتهم ...القادرين علي توفير مستلزمات وموارد التنموية واقتصادهم ....لا مكان للضعفاء ..ولا مكان لمن لا زالوا غير مدركين لمصالحهم ...ومصالح أوطانهم وشعوبهم ....المحافظين والمدافعين عن امتهم وأوطانهم بإرادتهم الحرة ...وفكرهم المستنير ...واقتصادهم القوي ...وتنميتهم المستدامة .....بفعل خططهم العلمية ...وبنيتهم التكنولوجية والتنموية ....حتي يكونوا بصدارة التاريخ .....الذي لا يرحم من لا يرحم نفسه .

الكاتب : وفيق زنداح