عندما دعونا مراراً وتكراراً إلى ضرورة وأهمية ترتيب وضع فتح الداخلي وتحديداً في قطاع غزة ليس من باب العنصرية والتحزب الجغرافي,وإنما لأهمية هذه الساحة ومدخلاتها وتشعباتها ومراكز القوى فيها,وانه من الصعب الاستيعاب بأننا ذاهبون إلى المؤتمر السابع للحركة,لترتيب وضعنا العام على المستوى الوطني,وقيادة غزة الحالية هم جزء أصيلاً من حالة التشذي والفوضى والاستزلام,أمام حالة الترهل التنظيمي وضياع أبناء فتح,وبذلك لم تعد هذه القيادة مؤهلة ولا تحوز على الثقة بالإعداد والتجهيز والتحضير والمشاركة على ترتيبات المؤتمر العام,فيما يتعلق باستحقاقات ونصيب حصة قطاع غزة...
لذلك وجب على الرئيس القائد العام محمود عباس"أبو مازن"التدخل الشخصي والمباشر لضمان قيادة تشارك في صياغة القرار وتتحمل مسؤولياتها,فيما يتعلق بالمستقبل القادم.وأننا نعتقد مدخلات ومخرجات المؤتمر العام السابع للحركة,يجب أن يكون بل من الضرورة الحتمية أن يكون من المقيمين إقامة دائمة في قطاع غزة من حيث "أ" أعضاء المؤتمر العام "ب" أعضاء المجلس الثوري"ج" أعضاء اللجنة المركزية,ودون ذلك ستظل الحركة تراوح مكانها ولا يمكن أن تعيد اعتبارها لذاتها أو أن تقدم حلولاً واقعية عملية للمشكلات الوطنية التي تعصف بمشروعنا الوطني ...
على أن تمنح الفرصة الأكبر لجيل الشباب على قاعدة دمج الأجيال ومشاركتها,وليس تدافعها وإقصاءها,لأننا لم نعد نؤمن بأن الأشخاص الحاليين من ساحة قطاع غزة والموجودين في الأطر القيادية العليا,أنهم يمثلون أمالنا وأحلامنا,بل بالعكس باتوا عبئاً ثقيلاً علينا وعلى وطنا, وأنهم لم يعد في القوس منزع,وإن الحراك الفتحاوي بات فكراً يتردد بين ألاف القيادات والكوادر من أبناء قطاع غزة,لأنهم ضاقوا ذرعاً في هؤلاء الإخوة والأخوات مع الاحتفاظ باحترامنا وتقديرنا لكل أخاً منهم وأخت على المستوى الشخصي...
لأننا نؤمن بان فتح والوطن أكبر من الأشخاص,ولا يمكن أن ترتهن غزة بكل ما قدمت طوال ألـ 51 عام من الثورة قرارها ومصيرها بيد حفنة تجاوزها الزمن,نحن الآن ما بين الرجاء والأمل والقهر التنظيمي الذي كاد أن يقتل فينا روح الانتماء,فلم نعد قادرين على تحمل الواقع الأليم وأن حركة كبيرة عظيمة كفتح تحتاج إلى قيادات عظيمة,بعظمة هذا التنظيم والذي يجب أن تعيد الاعتبار له....
والله من وراء القصد
انتهى وفي لقاء آخر انتظرونا
بقلم/ سامي إبراهيم فودة