قصة قصيرة .. الذين يحاولون إسقاط الرؤوس تحت الأقدام ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

سألني أحد الأصدقاء هذا المساء، والذي كادت الدموع التي يحبسها ، تنساب من عينيه .. قال بصوت ٍ مخنوق وبكل حرقة وقهر ..ما رأيك أستاذنا أي الأفضل ..؟! تركيب العداد مسبق الدفع..أم فاتورة السداد الآلي.. فأني قد اكتويت بنار الخصم من راتبي هذا الشهر لصالح شركة الكهرباء ، والذي ليس لنا ..أنا وأسرتي بعد الله سبحانه إلا.. هو ،ولا أعلم من أين نتلقى الضربات.. من شركة الكهرباء التي هي ليست اسمٌ على مسمى..بل الجزء الأول من اسمها فقط هو الموجود على أرض الواقع كعنوان ٍ ، أما الكلمة الأخيرة فنراها فقط في أحلامنا الوردية..وليت الأمر يقف عند ذاك الحد.. بل الضربات تتوالى فوق رؤوسنا من كل صوب ، وكل مرة تزداد عنفا وبطشا .. كما القذائف الإسرائيلية، وقت الحرب على غزة .. ولا أعلم من أين نتلقى تلك الضربات أيضا من شركة الكهرباء التي تأخذ ولا تعطي .. أم من الرسوم الجامعية لأبنائي ،والذين ينتظرون استلام راتبي بفارغ الصبر حتى يتمكنوا من تسديد أقساط رسوم دراستهم.. أم من الديون التي تطاردنا ، كل شهر ،كما تلاحق الشرطة اللصوص.. أم نتلقاها من ... انصحني ماذا أفعل ..؟! قلت له ..ياسيدي، طالما انك عقدت النية للتوصل لتفاهم مع شركة الكهرباء فضع الحبل بمعصمك لا برقبتك .! رمقني بنظرة ساخرة ،ولأول مرة ألمح وجود تجاعيدا جديدة وعميقة كالجرح الغائر ،قد ارتسمت بكل قسوة عندما قام بزمّ ِ شفتيه..ظننت انه سيتكلم لكنه.. طأطأ رأسه متحسرا،واحمرت عيناه ..لكنه لم ينطق بشيء ..قلت أقصد عليك أن تتمسك بخيار تركيب العداد مسبق الدفع لأنك ستتحكم في الظلام الذي يضيء بيتك فالمؤمن لا يلدغ من جحر ٍ مرتين ..!!

حقيقة أغرب ما في الموضوع هو عندما قرأت إعلانا لشركة الكهرباء مفاده .." أن الشركة تؤكد على تعميم تركيب العداد المسبق ، وذلك في إطار خطة تطويرية لتحقيق معادلة توزيعية سليمة تمكن الشركة من الإيفاء بالتزاماتها تجاه الجميع من المستهلكين والموردين"..المشكلة الكبرى أن هناك من هم يبدعون في محاولة إسقاط الرؤوس تحت الأقدام ،ولا يكتفوا أبدا بالشنق ..!!

بقلم /حامد أبو عمرة