الشرق الأوسط والحرب الاقليميه الشاملة بفعل تغير موازين القوى في سوريا

بقلم: علي ابوحبله

الانتصارات المتلاحقة للقوات السورية وحلفائها على الأرض قلب من موازين القوى واخل بالمخطط التركي السعودي لإحداث منطقه عازله في الشمال السوري والجنوب السوري وحطم أحلام ومخططات السلطان العثماني الجديد اردغان ، رفع الحصار عن نبل والزهراء دفع بالسعودية وحلفائها للإيعاز لوفد الرياض بالانسحاب من المفاوضات في جنيف مما دفع ممثل الأمم المتحدة ديمستورا للإعلان عن تأجيل جلسات الحوار للسابع والعشرين من الشهر الحالي ، ويبقى السؤال فيما إذا كانت هناك استعدادات سعوديه وتركية وقطريه وغيرها من قوات تستعد للدخول في حرب للأراضي السورية تحت شعار محاربة داعش فهل ستسمح سوريا وحلفائها لهذه القوات الدخول إلى سوريا وخرق السيادة السورية ضمن مسلسل التآمر الأمريكي الصهيوني للمخطط للشرق الأوسط الجديد الذي ابتدأ في العراق وليبيا وصولا إلى سوريا واليمن

الرعب دب في هذه الدول المتحالفة والمتآمرة على سوريا والمنطقة بفعل الانتصارات التي تتحقق للجيش العربي السوري وهزيمة القوى المتحالفة مع أمريكا وإسرائيل بصراعها على سوريا وقلب موازين القوى لصالح الجيش السوري

كان بودنا لو أن التحالف السعودي كانت وجهته تحرير القدس والأقصى وفلسطين لكن حقيقة ما يجري في عالمنا العربي محزن ومدمر ونخشى ما نخشاه أن الصراع قد بدأ يخرج من حرب الوكالة إلى الحرب المفتوحة وهي حرب مدمره ونتائجها وانعكاساتها لن تكون سوى لصالح إسرائيل وأمنها وعلى حساب الحقوق الفلسطينية

وبودنا التوجه للمسئولين السعوديين والقطريين والعرب جميعا نريد توصيف للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني والتشريع لقتل الفلسطينيين لمجرد الاشتباه فهل من تعريف وتوصيف لذلك أم أن إسرائيل هي حليف لهذه الدول في استعداداتها للحرب على سوريا حيث كل الدلائل تشير بمشاركتها بحربها على اليمن وسوريا ودعمها للمجموعات الارهابيه التي تمارس إرهابها ضد السوريين .

وقد كشفت صحيفة امريكيه عن تدخل عسكري سعودي تركي مرتقب في سوريا ، وذكرت صحيفة “هافينغتون بوست” الأمريكية عن وجود محادثات عالية المستوى بين تركيا والمملكة العربية السعودية بوساطة قطرية لتشكيل تحالف عسكري للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر المطلعة على تلك المحادثات قوله: إنه من المتوقع أن تقدم تركيا القوات البرية، في حين ستدعمها السعودية بالغارات الجوية، لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ضد نظام الأسد.كما أوردت عن مصدر آخر قوله، إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أطلع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هذه المحادثات خلال زيارة الأول للبيت الأبيض في شهر شباط الماضي.ونقلت الصحيفة عن مصدر مشارك في المحادثات قوله: إذا نجحت المحادثات بين تركيا والمملكة العربية السعودية، فإن تدخلهما في سوريا سيمضي قدما سواء دعمته الولايات المتحدة أم لا.وأوضحت الصحيفة، أن إدارة أوباما شجعت دول الخليج على بذل المزيد من الجهود الخاصة لتعزيز الأمن الإقليمي، لا سيما في سوريا، معتبرة أن تدخل السعودية الأخير في اليمن يشير إلى أن المملكة أصبحت أكثر جرأة في استخدام القوات الخاصة، بدلا من الاعتماد على وكلاء.وقالت الصحيفة، إن الجيش التركي هو واحد من أكثر الجيوش قوة في المنطقة، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية تحرص على الحصول على مساعدات تركيا لتحقيق الاستقرار في أجزاء من سوريا، ودعم المعارضة المعتدلة والضغط على الأسد للتفاوض والرحيل وإنهاء الحرب الأهلية في سوريا.

لعل الزيارات والاتصالات المكثفة بين المملكة العربية السعودية وتركيا بالإضافة إلى قطر، دفعت العديد من مراكز الأبحاث السياسية، وكذلك المواقع الغربية لتحليل ودراسة وجمع بعض المعلومات المتوفرة عما يجري أو يتم التحضير له ويؤكد الموقع أن هناك مؤشرات سابقة على أن تركيا والمملكة العربية السعودية تناقشان جهود التعاون فيما يخص سوريا، وخصوصا عندما زار الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، العاهل السعودي الملك (سلمان بن عبد العزيز)، حيث أعلنا عن اتفاق بشأن تعزيز دعم "المعارضة السورية" وتوسيع نطاق التعاون الشامل في مجال الدفاع والمسائل الأمنية".ويستدرك التقرير بأن التقارير الجديدة تعبر عن أول تعاون عسكري مباشر بين البلدين، فبعد أسابيع من لقائه العاهل السعودي وقع أردوغان اتفاقية تعاون عسكري مشترك مع قطر، وتقضي بالتعاون الأمني، والتشارك في المعلومات الاستخباراتية، ونشر القوات التركية والقطرية في مناطق النزاع الأخرى. وجاء هذا الاتفاق بعد اتفاقية وقعت بين البلدين عام 2012، ما جعل قطر في وضع جيد للتوسط بين السعودية وتركيا. ويظهر الموقع أن ممثل حزب الشعب وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان النائب عصمان تاني كوركوتيرك، قد عبر عن قلقه من إمكانية نشر القوات التركية قريبا في سوريا. ويجد التقرير أن التقارب التركي السعودي يشمل تخفيف حدة المواقف السعودية من الإخوان المسلمين، وهو ما تراه تركيا أمرا مهما. وبحسب المتخصص في الشؤون التركية في المعهد الملكي للدراسات المتحدة (آرون ستين)، فإن اللقاء الذي عقد في آذار/ مارس بين أردوغان وسلمان جاء بسبب موقف العاهل السعودي المختلف من الإخوان المسلمين، حيث يشير (ستين) إن الملك سلمان "ربما لا يحب الإخوان، لكنه اكتشف أن الحرب ضدهم ستقسم العالم العربي، وستمنع من التوافق حول أهداف السياسة الخارجية السعودية، من مثل وقف تقدم إيران وهزيمة الأسد".

هذا وقد عبّر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر عن تطلعه لمناقشة ما قيل إنه استعداد سعودي للتدخل بريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، في وقت أفاد العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي بأن اجتماعا لممثلي التحالف يعقد في بروكسل الأسبوع المقبل سيبحث تطوير الحرب على التنظيم.وقال كارتر خلال زيارة لقاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا، إنه على علم بالتقارير التي أفادت بأن الحكومة السعودية عرضت إرسال قوات برية لسوريا، وإنه يتطلع لمناقشة هذا العرض مع المسئولين السعوديين في بروكسل الأسبوع المقبل.

وأضاف كارتر أن زيادة نشاط الدول الأخرى سيسهل على واشنطن تعجيل قتالها ضد تنظيم الدولة، مضيفا أن مثل هذه الأنباء محل ترحيب.

وأكد كارتر أن الحكومة السعودية أبدت استعدادها لفعل المزيد في الحرب ضد تنظيم الدولة، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.

وكان العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي ذكر في وقت سابق أمس أن بلاده على استعداد للمشاركة في أي عمل عسكري بري ضد تنظيم الدولة في سوريا. وأضاف أن السعودية مستعدة للتدخل بريا ضد التنظيم إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة القيام بعمليات من هذا النوع.

وأكد في تصريحات للجزيرة أن موقف السعودية جاء بناء على تجربة التحالف العربي في اليمن والتحالف الدولي، التي أكدت أن القصف الجوي غير كاف لتحقيق نتائج على الأرض ما لم يسند ذلك عمل بري.

كما أشار إلى أن السعودية وباعتبارها إحدى أكثر الدول تضررا من تنظيم الدولة حريصة على القيام بدورها الكامل في التحالف الدولي، مشيرا إلى أن آخر غارة نفذتها القوات السعودية ضمن التحالف الدولي كانت في يناير/كانون الثاني الماضي.

ونفى عسيري وجود أي خطط لتوسيع مهام أي تدخل بري محتمل خارج محاربة تنظيم الدولة، وأوضح أن اجتماع ممثلي التحالف الدولي في بروكسل الأسبوع المقبل سيبحث تطوير الحرب على التنظيم.وتشارك السعودية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والذي يشن منذ سبتمبر/أيلول 2014 ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا.وأعلنت السعودية في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة "الإرهاب".

وقال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن "التحالف لا يستهدف تنظيم الدولة فقط، بل يتصدى عسكريا وفكريا وإعلاميا لأي منظمة إرهابية في العالم الإسلامي".

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وقتها أن المملكة ودولا خليجية أخرى تبحث إرسال قوات خاصة إلى سوريا في إطار التحالف الدولي.

يشار إلى أن أميركا أعلنت قبل يومين عزمها رفع الميزانية المخصصة للحرب على تنظيم الدولة العام المقبل بنسبة أكثر من 50% عما هي عليه العام الجاري.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في تعليقه على تصريحات مستشار وزير الدفاع السعودي، إن التحالف يؤيد في العموم بأن تزيد مساهمة الشركاء في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، لكنه لم يطلع على المقترح السعودي المذكور.وأضاف “لن أعلق على هذا الأمر على وجه الخصوص إلى أن تتاح لي فرصة للاطلاع عليه”.وألمحت واشنطن في أكثر من مناسبة على لسان وزير دفاعها ومسئولين آخرين إلى إمكانية القيام بتدخل بري ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات، والسفير السعودي الأسبق في كل من لندن وواشنطن، يعتبر بمثابة المتحدث الرسمي غير المعلن باسم المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، ومن ضمن ابرز مهامه المعلنة، المشاركة في الندوات الدولية المتعلقة بقضايا الإرهاب، علاوة على إجراء اتصالات، معلنة وسرية، مع مسئولين إسرائيليين.

وبسبب هذه الخلفية، مضافا إلى ذلك دوره التاريخي في دعم الجماعات الجهادية في أفغانستان، وتسهيل تدفقهم، وعمليات تسليحهم، في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، في إطار خطة أمريكية سعودية محكمة لإسقاط الاتحاد السوفيتي، وإنهاء احتلال قواته في كابول، فان التصريحات التي أدلى بها الأمير لصحيفة “لوموند” الفرنسية المعروفة، وتحدث فيها عن كيفية هزيمة “الدولة الإسلامية”، تستحق التوقف عندها بكل الاهتمام والتحليل.

في إجابته على سؤال للصحيفة عن كيفية هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” قال الأمير الفيصل، ونحن ننقل هنا حرفيا “للقضاء على (فاحش) يجب العمل على تقديم العلاج لبغداد ودمشق للشفاء من المرض الذي ينخرهما، المرض هو بشار الأسد في سورية، ونتائج سياسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في العراق”.

الأمير الفيصل يعاني من “حالة إنكار” في تعاطيه مع المنظمات “الإرهابية” و”الجهادية”، مثلما يفضل البعض تسميتها، ويرفض تسميتها بأسمائها المتداولة، فلم يذكر اسم زعيم تنظيم “القاعدة” على لسانه لا نادرا، وكان يستخدم تعبير “المدعو”، وها هو يكرر الشيء نفسه فيما يتعلق بـ”الدولة الإسلامية”، حيث ينحت لها اسما جديدا غير أسمائها المتداولة، وهو كنية “فاحش”، ولا يفعل الشيء نفسه مع “جبهة النصرة” حيث يحرص على ذكر اسمها كاملا دون أي تحريف، على سبيل المثال رغم أن التنظيمين ولدا من رحم “القاعدة” نفسه بطريقة أو بأخرى.

إن تقدم الجيش السوري وحلفاؤه على جبهة ريف حلب الشمالي على حساب جبهة النصرة والجبهة الشامية وأحرار الشام واحكم السيطرة على بلدات دوير الزيتون حردتينن وباشكوي ورتيان وتل جبين ومعرستة خان و فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ عامين ونصف العام. وتمكن الجيش بهذا التطور العسكري من قطع طريق حلب إعزاز المؤدي إلى تركيا والمعروف بطريق (غازي عينتاب الدولي)، وإحكام الحصار على الأحياء الشرقية من مدينة حلب بعد عزل ريفها الشمالي عن حلب المدينة. حيث تتحصن المجموعات المسلحة داخل الأحياء الشرقية وأحياء المدينة القديمة لحلب.

في الريف الشرقي لحلب يوسع الجيش نطاق السيطرة حول مطار كوريس على حساب تنظيم الدولة فيما تنطلق قوات أخرى باتجاه مدينة الباب مستهدفة قضم بلدات حافر وتادف وبزاعة وصولا للباب اكبر مدن الريف الشرقي القريبة من الحدود التركية بعد السيطرة على بلدة عيشه الاسترتيجية.

في الريف الجنوبي سيطر الجيش السوري على بلدة الحاضر ، واتجه نحو مطار أبو ضهور العسكري، تمهيدا للانطلاق نحو بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف ادلب.

وبسيطرة الجيش على خان طومان في الريف الجنوبي، يكون قد نجح في،قطع طرق الإمداد الرئيسي للفصائل المسلحة، ونجح في تأمين مدينة حلب من بوابتها الجنوبية الغربية.

ويتقرب الجيش السوري بهذه التحركات في أرياف حلب لتطويق مدينة حلب بالكامل وقطع خطوط إمداد المسلحين داخلها وهناك نموذج قريب مما حصل في مدينة حمص وحصار الفصائل المسلحة في ريف دمشق.

إخراج مدينة حلب من معادلة الميدان وإضعاف الفصائل المسلحة داخل المدينة وفي أريافها يضرب المراهنة التركية على انجاز السيطرة على حلب ويفعل بقوة نظرية شل القدرة التركية على التأثير في الميدان السوري ، وهو استباق لردة فعل تركية والسعودية على انهيار المفاوضات ومحاولاتهما تحسين موازين القوى لصالح الفصائل المسلحة الحليفة لهما.أمريكا تدفع دول التحالف والدول الاقليميه للصراع المباشر ضد سوريا تحت مسمى وشعار محاربة داعش ،السعودية عبر تحالفها غارقة في حرب اليمن ولم تتمكن السعودية رغم مرور عام على حربها على اليمن ومشاركة قوات عربيه وغير عربيه وبلاك وتر من حسم الحرب في اليمن وهي الآن أمام تورط وحرب استنزاف تضعف قدرات السعودية فكيف الحال إذا ما دخلت قواتها للحرب في سوريا بالتحالف مع تركيا مما ينبئ حقا في محاولات إعادة تقسيم وترسيم المنطقة وفق التقسيم المذهبي والطائفي وما تسعى أمريكا وإسرائيل لتحقيقه وهذا هو مكمن الخطر الذي يتهدد المنطقة بالتدخل السعودي التركي القطري ضمن الحرب المفتوحة غير مضمونة النتائج بفعل الوجود الروسي في سوريا وتحذير روسيا من إمكانية أي تدخل إقليمي غير محمود النتائج والعواقب.

بقلم/ علي ابوحبله