بكم أسرانا البواسل ترتفع الرؤوس,وتظمئن القلوب,وتنشرح الصدور,وتشمخ النفوس بصبركم,ولكم تنحني الهامات إجلالا وإكبارا بعظمة صمودكم,وعند ذكر سيرتكم العطرة تتقزم معاني العبارات,وأمام جداران الصمت المطبق وتقاعس القريب والبعيد من الأصدقاء والخلان,وتخاذل مؤسسات حقوق الإنسان,تحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتكم أيها الفرسان,
رجل من رجالات الوطن الشرفاء,وبطلاً من أبطال فلسطين الغراء,رجلاً شجاعاً صنديدً مغوار عصياً على الانكسار,رغم انف جبروت وظلم الأعداء,في هذا الزمن الغابر الذي شح فيه قيمة ومعدن أصالة الرجال,بطلاً سطر في شهور ومازال يسطر انصع الصفحات,وضرب لنا أروع الملاحم البطولية,في معركة حرب الأمعاء الخاوية وصراع الإرادات,بين الحق والباطل...
رغم إعياءه الشديد وتدهور حالته الصحية وتعرضه للموت المفاجئ,مازال ينبض بالحياة ويشعر بالأمل بإيمانه العميق بالله وبحتمية النصر,وبخطى ثابتة ووطيدة يخطو البطل الأسير الصحفي محمد القيق خطواته نحو تحقيق الحرية والانتصار,في مواصلة خوض إضرابه عن الطعام في تحديه لقوات الاحتلال الصهيوني ومصلحة السجون الإسرائيلية ومؤسساتها الأمنية,لليوم الثالث والسبعون على التوالي,بعزيمة فولاذية لا تلين,وبإرادة قوية لا تنكسر,كونه صوت الضمير الإنساني الحر,وعين الكاميرا الكاشفة الفاضحة لجرائم الاحتلال ومن لف لفيفهم من المأجورين في قمع أبناء شعبنا الفلسطيني....
ولذر الرماد في العيون,وتضليل الرأي العام,والهروب من المسؤولية الكاملة,والتنصل من أي كارثة صحية,قد تلم بحياة الأسير القيق المضرب عن الطعام,والرافض لأخذ المدعمات والفيتامينات وتناول العلاج,فقد قرر المحكمة العليا الإسرائيلية تجميد قرار اعتقاله الإداري بناء على التقرير الطبي المقدم,وإبقاءه في مستشفى العفولة إقامة قصريه مع السماح لذويه بزيارته,ويعتبر هذا القرار المخادع اللعين في مضمون جوهرة لا يوقف ولا يلغي الاعتقال الإداري التعسفي,بل هو بمثابة إعدام وقتل مع سبق الإصرار والترصد بغطاء طبي قانوني, قد يتم اعتقاله مرة أخرى بعد انتهاء فترة علاجه وتحسن حالته الصحية كما جرى مع الأسير محمد علان.....
فقد جاء الرد حازم ورافض لكل محاولات التلاعب والتسوية والتسويف من قبل الأسير محمد القيق,معتبراً ما صدر من قرار من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية هو قرار ظالم وباطل وشكلي للاعتقال الإداري,كما هو بمثابة التفاف على التضامن والإضراب,وإجهاض لكل الخطوات التضامنية والنضالية في مواجهة الاحتلال وأجهزته الأمنية,وقد طالب بالإفراج عنه باعتباره أسير حرية الرأي والتعبير....
احترامي وتقديري لكل الشخوص والجهود المخلصة الشريفة التي تبذل من كافة الفئات العمرية والتي تأتي وتشارك بنفس طيب دون أي مآرب شخصية وحزبية مقيتة دعماً وإسنادا منها للقضايا الأسرى في جميع المواقف التضامنية,أما بخصوص الشخوص المارقين والمتسلقين سارقين جهود الآخرين, الذين لا يأتوا منهم بجديد فهم يقومون باسكتش مسرحي هزلي قاتل ومميت للقلب وهادر للوقت والجهد ولا ترتقي اسطواناتهم المشروخة"كوبي بيست"بعد إلى تضحيات الأسرى القابعين في غياهب السجون والمضربين عن الطعام ......
والله من وراء القصد
بقلم الكاتب// سامي إبراهيم فودة
[email protected]