لا تسأ لون ....لا تفكرون .... لا تغضبون .....لا تفرحون ....مرحلة (اللعم) بكل ما فيها وعليها ...مرحلة الصمت المطبق ....والقبول الجانح ....مرحلة الاذعان ....على مهبط التردي والتراجع مرحلة الجمود ...والبلادة وعدم الاحساس بأحوالنا ...وممن حولنا .....مرحلة غاب فيها الكثير مما كنا نتميز به عن غيرنا ...وبما ميز مسيرتنا .... مما أضاف لحياتنا الكثير.... مما نفاخر ونعتز به.... نحن الان بمرحلة المراوغة والمجادلة ... مرحلة التذاكي والشطارة الزائدة ....وقد يكون بضجيج ...وقد يكون بهدوء ...مرحلة الطحن ....مرحلة طحن الهواء والماء ...مرحلة النتائج الصفرية .....مرحلة الصم والبكم .
حتي اذا ما حاولت الغضب .....فأمامك خيارات اصعب من بعضها البعض ...خيارات لا تؤدي الي نتائج ...خيارات فيها من الكفر وعدم الايمان ....فالانتحار ليس سبيلا مقبولا ....ولن يكون طريقا للتعبير عن حالة الغضب .....لكننا بإمكان كل منا أن يسمع صوته عبر المنابر والوسائل الاعلامية وما أكثرها...وتعدد أحزابها ....أومن خلال الفصائل وما أكثرها ..كما ليس خيار لنا أن نهاجر أوطاننا .... تحت مبررات الظروف القاسية ....فالأوطان لا يتم مغادرتها ...ولكن العيش فيها ....والبناء عليها ....والموت في ثراها ....هو ما عشنا عليه... وسنموت من أجله ....هذه ليست شعارات نظرية ....لكنها حقائق تاريخية.... تم تأكيدها عبر قرون وعقود ...ولا زلنا على نهجها ....رغم كل ما يصعب علينا حياتنا.... وما يزيد من أعبائنا ...وما يحرمنا من الكثير من حقوقنا .
أتسألون لماذا الانقسام أصبح ممتعا ولذيذا ؟؟؟ أتسألون لماذا الوجوه هي الوجوه ؟؟؟ ألا زلتم تسألون لماذا الانتفاضة فردية ....وليست شعبية ؟؟؟ ...ألا زلتم تسألون لماذا طال أمد الانقسام
ولماذا اعتدنا على الحرمان ....أتسألون لماذا قضيتنا لا زالت بداخل الادراج وعلى الرفوف.... ولا زالت بالخطابات وعلى المنابر ......مادة للحديث.... وليس للفعل ؟؟؟....أتسألون لماذا الاستيطان تغول بمعظم ارضنا .....أتسألون لماذا المستوطنين والغزاة قد بنوا وعمروا وصنعوا وعملوا ما استطاعوا ....ونحن لا زلنا نتكلم ونتحدث ....نغضب ونهتف ....نصرخ ونعارض ....أتسألون ونحن المنقسمون بفعل ارادتنا ....ومصالحنا ....وأجندة كل منا ؟؟؟.......أتسالون لماذا تتحاورون ....وتلتقون ....وتتصافحون.... وقلوبكم شتي ...وعقولكم شاردة ...وإراداتكم غائبة ...ونواياكم .....الله اعلم بها ؟؟....أتسألون ...من تسألون ؟؟؟ ....قد مللنا السؤال ...ومللنا الحديث ...مللنا المناشدة والدعوة لكل منكم .....بأن تهبطوا بطائراتكم على مهبط وطنكم ...أن تلتقوا ما بين أبناء شعبكم ....ولا مانع أن تلتقون.... بأحد كرفانات الوطن ....فجميع الكرفانات ترحب بكم.....وبالتأكيد تستصرخ ضمائركم ....والاكيد أيضا ....أنها تخاطبكم بمودة ومحبة .....أنكم منا وعلينا ...ولن يكون لكم شأن بعيدا عنا .....ولن يصلح حالنا الا باتفاقكم ووحدتكم..... وخروجكم من هذا النفق المظلم الذي اساء لكم ....كما أساء الينا ....عطل اهدافكم ...كما عطل علينا حياتنا .
ما هذا الذي نحن عليه ؟؟!!!.
الرسالة واضحة ...واياكم ...والسؤال !!.
ماذا ستفعلون بنا أكثر مما فعلتم .....وماذا علينا أن نفعل بأكثر مما قدمنا ....من أجلكم كان الكثير .....ولا مجال لسرد تاريخ طويل ....من أجلكم كانت التضحيات وسنوات الحرمان ...كان الشهداء والجرحى والاسري ....كانت عذابات الامهات والاباء والابناء ....كان الكثير مما واجهنا وقبلنا به بشموخ وعزه ..... كرامة واباء...ليس لأجلكم تحديدا ....ولكن لأجل وطننا الذي ولدنا عليه ....وأكلنا من خيراته ...وتربينا بجنباته واحيائه ....هذا الوطن الجريح والنازف ...بفعل عوامل كثيرة ..وأسباب عديدة .....لا تسألون عنها ....ولا تمتلكون الاجابات عما تشهده الساحة بمجملها من تساؤلات عديدة .....لا تريدون سماعها ...ولا تمتلكون الاجابة عنها ....فهل أنتم بأحسن أحوالكم ؟؟!!....وهل بانقسامكم تتحقق أهدافكم ؟؟!!....وهل بهذا الانقسام الاسود سنحقق حريتنا وسيادتنا واقامة دولتنا ؟؟؟!!! .
لقد عجز اللسان ...وضاعت كافة الكلمات... التي يمكن أن نقولها لكم ....ولا نعرف مدي قدرتكم على الاستماع...لكننا نشك كثيرا بأنكم تسمعون ....لكن المتأكدين منه انكم تتحدثون ...تلتقون ...وتأكلون ...وتشربون ....ونحن نبحث عن الاحساس ...الاحساس بنا.... وبمرارة حياتنا ....وعذابات اجيالنا وأبنائنا .....وما نعاني..... حتي أصبحنا نشعر بالفرحة الغامرة مع مجيء الكهرباء ...ومع حضور اسطوانة الغاز ...وحتي عندما تأتي المياه ....حياة لا تستقيم مع شعب مكافح.... يقدم التضحيات تلو التضحيات ...مع شعب يفخر به التاريخ ...وتعتز به الشعوب ....أن يصل به الحال الي ما وصل اليه ...فهذه مصيبة الواقع والتاريخ ...والتي لن يتسامح مع من كانوا شركاء بهذا الواقع .
بقلم/ وفيق زنداح