خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء ضمن مخاطر التوصيف لأهل ألسنه والشيعة

بقلم: علي ابوحبله

خطاب السيد سماحة الشيخ حسن نصر الله بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء  تناول السيد حسن نصر الله العديد من القضايا الهامة ، وفي مقدمتها أن المشروع الأمريكي الصهيوني بالتحالف الذي تقوده أمريكا قد فشل في سوريا وان المواجهة بين الفرقاء في الصراع الذي تشهده المنطقة مستمر حتى دحر المشروع الأمريكي الصهيوني .
وأكد السيد حسن نصر الله أن سوريه ستبقى موحده ولن تقسم سوريا لطوائف ومذاهب واثنيات وان الشعب السوري هو صاحب الاراده الشرعية والوطنية في اختيار من يمثله ، وأطلق نصر الله العديد من المواقف فيما يتعلق بالسعودية وتركيا من انه لا بد من تغيير للمنطقة حتى يتحقق الأمن والسلام ،
وان الموقف لحزب الله من الصراع مع إسرائيل تحكمه قواعد تغير موازين القوى وأضاف أن تهديد إسرائيل لتدمير الضاحية الجنوبية في بيروت يصاحبه نظرية حيفا وما بعد حيفا وهنا يظهر حجم أهمية الخطاب ضمن نظرية الردع والتوازن في القوه بين حزب الله وإسرائيل ،
كنا نتمنى على سماحة الأمين العام أن لا ينزلق منزلق ما يتم ترديده بخصوص التقسيم الطائفي والمذهبي وان ينأى بذلك عن هذا الموضوع المدمر الذي يهدف البعض من وراء خطابه وإعلامه لتجسيد الخلافات وإثارة المسلمين بعضهم ببعض من خلال التركيز على أهل ألسنه والشيعة ، مع أن الخطاب تضمن خطورة ما يحاك في المنطقة ضمن عملية التوصيف للصراع الذي يروج له من ماكينة الإعلام المسيس والمسخر لخدمة أهداف ومخططات لا تمت بصله لصالح المسلمين والعرب وان عملية التوصيف لحقيقة الصراع وكأنه صراع سني شيعي مع انه وفي حقيقته هو صراع يهدف لترسيخ إسرائيل وتكريس احتلالها على حساب وحدة المسلمين ووحدة دولهم ضمن عمليه تهدف لتثبيت عروش وتفتيت دول وهو حقيقة ما يجري في سوريا والحرب على اليمن والصراع سوريا ضمن ترسيخ إسرائيل في المنطقة وهي حروب بالوكالة تقودها انظمه ضمن نظرية صراع البقاء
وهنا فالتركيز في هذا الخطاب ومضمونه ضمن احد أهم العناوين " هل يقبل أهل السنة صديقاً لهم كـ"إسرائيل"؟
حيث أكد الأمين العام لحزب الله أن "هناك تطابق بين الأدبيات الإسرائيلية مع بعض أدبيات الإعلام العربي وبالأخص السعودي والخليجي".
ونوّه سماحته إلى أن "بعض العلاقات العربية الإسرائيلية بدأت تخرج إلى العلن ومن تحت الطاولة إلى فوق الطاولة"، مضيفاً أنّ "الإسرائيلي يعمل لتقديم نفسه كصديق لأهل السنة في العالم العربي، وفي مرحلة من المراحل قدم نفسه كحامٍ للمسيحيين في لبنان وفلسطين وماذا كانت النتيجة؟"
وتساءل أمين عام حزب الله: "ماذا فعل الصهاينة بأهل السنة منذ احتلال فلسطين إلى اليوم؟ هل أهل السنة يقبلون صديقاً لهم كإسرائيل؟"... وتابع: "هل تقبلون صديقا يحتل أرضاً سنية؟ هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر بحق أهل السنة؟"
"من الذي يمنع الفلسطينيين من العودة إلى أرضهم ومنازلهم؟ من الذي دنس ويدنس المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي؟ وكم حرب شنّها العدو الصهيوني على غزة ودمر منازلها؟"، تابع سماحته.وأردف: "هذا العدو الإسرائيلي قتل الشعب الفلسطيني على مر الزمن على مرأى الحكام العرب"، فـ"كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم إسرائيل على أنها صديق وحامي، هؤلاء الذي يقدمون هذا العدو على انه صديق هم عملاء وخونة وحاقدون".
وشدد السيد نصر الله على ضرورة مواجهة هذا الطرح بجدية، الذي ترى فيه "إسرائيل" فرصة لبناء علاقات مع الدول العربية، "فمن الذي فتح الباب أمام الإسرائيلي، هذا واجب الجميع لرفض هذا الخداع والتآمر".
وهنا تستوفنا دلالات الخطاب ومعانيه التي نرفض نحن معشر المسلمين في غالبيتهم هذا التصنيف بين المسلمين كاهل ألسنه والشيعة ، وأن عقيدتنا الاسلاميه ترفض ذلك وتصر على وحدة المسلمين .
إن مصطلح أهل ألسنه والشيعة هي مصطلحات صهيونيه امريكيه يروج لها بعض وسائل الإعلام الماجوره والتي تخدم مخطط لا يمت بصله لتطلعات عالمنا العربي .
مؤتمر هرتسيليا للأمن الإسرائيلي ركز في توصياته على عملية الصراع المذهبي بين أهل ألسنه والشيعة وهي من ضمن التوصيات الاسرائيليه للعمل على إشعال نيران الفتنه بين المسلمين
إن مصطلح أهل ألسنه وتحالفات إسرائيل مع أهل ألسنه هو توصيف خاطئ إذ أن العديد من أنظمة الحكم العربية لا تمثل شعوبها وان الشعوب في هذه الدول غير راضيه عن سياسة حكامها وتحالفهم مع إسرائيل .
ويبقى السؤال لمصلحة من التأجيج الطائفي وهذا الحشد والتعبئة لتكريس الانقسام وتغليف الصراعات التي تشهدها المنطقة وكأنها انعكاس للصراع المذهبي والطائفي ،إنّ المعيار السليم للتعامل مع ما يحدث الآن من تأجيج طائفي ومذهبي في المنطقة، هو في التساؤل عن المستفيد الحقيقي من كلّ ذلك التأجيج وعن الخاتمة المترتّبة عليه. ولا يجب أن تكون صعوبة الظرف وقلّة الإمكانات وسوء المناخ السياسي والإعلامي المسيطر، عناصر تدفع من يرفضون واقع العرب اليوم، لليأس والإحباط، بل إنّ هذا الواقع يفرض المزيد من المسؤولية والجهد والعمل لتغييره نحو الأفضل. فالبديل عن ذلك هو ترك الساحة تماماً لصالح من يعبثون في وحدة بلدان هذه الأمّة ويشعلون نار الفتنة في رحابها.
إنّ الفتن الداخلية العربية الجارية الآن في أكثر من مكان، لا يمكن عزلها عن الصراع العربي/الصهيوني على مدار مائة عام. فلم يكن ممكناً قبل قرنٍ من الزمن تنفيذ "وعد بلفور" بإنشاء دولة إسرائيل دون تقطيع الجسم العربي والأرض العربية، حيث تزامن الوعد البريطاني/الصهيوني مع الاتفاق البريطاني/الفرنسي المعروف باسم "سايكس- بيكو" والذي أوجد كياناتٍ عربية متصارعة على الحدود، وضامنة للمصالح الغربية، ومسهّلة للنكبة الكبرى في فلسطين. فلا فصل إطلاقاً بين معارك التحرّر الوطني من المستعمر الغربي التي جرت في البلاد العربية وبين الصراع العربي/الصهيوني.
إنّ ما يحدث اليوم على الأرض العربية هو تتويجٌ لحروب المائة سنة الماضية. فالاعتراف الدولي بإسرائيل، ثمّ الاعتراف المصري/الأردني/ الفلسطيني بها، بعد معاهدات "كامب ديفيد" و"أوسلو" و"وادي عربة"، ثمّ "تطبيع" بعض الحكومات العربية لعلاقاتها مع إسرائيل، كلّها كانت غير كافية لتثبيت "شرعية" الوجود الإسرائيلي في فلسطين، وللتهويد المنشود للقدس ومعظم الضفة الغربية، فهذه "الشرعية" تتطلّب قيام دويلاتٍ أخرى في محيط "إسرائيل" على أسس دينية أيضاً، كما هي الآن مقولة "إسرائيل دولة لليهود". فكلّما ازدادت الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية على الأرض العربية، كلّما اقترب الحلم الصهيوني الكبير من التحقّق في أن تكون إسرائيل هي الدولة الدينية الأقوى في منطقةٍ قائمة على دويلاتٍ طائفية ومذهبية.
هذه هي حقيقة التوصيف التي تتطلب منا جميعا الترفع او الانزلاق لهذه التوصيفات المذهبيه الطائفيه وهي مدمرة لوحدة المسلمين وهي توصيفات امريكيه صهيونيه ضمن عملية تاجيج الصراعات والتي تضمنها خطاب السيد حسن نصر الله وقصد إلى ذلك في توصيفه حيث هدف الى ارسال رساله ان اولوية الصراع في المنطقه مع اسرائيل وفي بناء قدرات الردع والتوازن مع اسرائيل

المحامي علي ابوحبله