قانون الوجود لا يفرق عن القانون الطبيعي
وباقي القوانين الأخرى تحاول التدخل لإجراء تحسينات على هذا القانون
فمن كان سرسريا وهو سكير سيبقى سرسريا لو انقطع عنه المسكر أو حتى لو أصبح شيخا يسكر من روح الايمان
ومن خلق كذابا سيمارس الكذب حتى على الحيطان لو وضع منفردا في زنزانة
من خلق ليزحف لن يطير أبدا وإن حاول الطيران سيقع وينكسر
ومن طالت أذنيه لسماع النميمة وبناء المواقف عليها سيموت لو أصاب أذنيه العطب
ومن استمرأ الظلم يتعود على ممارسته حتى على فلذات كبده
أسوأ ما في قانون الوجود تضخم الأنا فهي قاعدة انطلاق لكل ما سبق ولكن الأسوأ على الاطلاق أن تنقذ غريقا فيصبح على خشبة الأمان ويراك تغرق فيتركك ويمضي في نفس المكان دون رمشة عين.
عندما تفقد جزءا من لياقتك وتعاني من تلاطم الموج حتى الانهاك من أجل انقاذ غريق فلن تعوضك الكلمات عن فقدانك
على مسرح الحياة قصص يشيب لها الولدان لو كتبت وعلم بها من غرقوا عن حال من مدوا لهم يد الانقاذ ولكن ليس كل ما يحدث من غرائب يسجلها أصحابها فالتضحية أجمل ما فيها أن تبقى تغذي نفس المنقذين ببطولاتهم فالبطولة للذات وليس للتكريم
أكبر الخوازيق على مر التاريخ من قانون الوجود هي اللي فيا فيا لو قطعوا رجليا
هناك أناس ما انفكوا يدفعون الثمن في كل المراحل ليس لشيء إلا لأنهم جبلوا على فعل الخير ونجدة الملهوف وانقاذ الغرقى وهذا الجزء الجميل أو الوجه الآخر من قانون الوجود وهو الوجه الأقل عددا من الناس فالوجه القبيح لقانون الوجود تحمله الأغلبية وهو ما يحدث المعاناة للأنسان ذو الوجه الجميل في قانون الوجود ... ومن أجمل الجميلين من أنقذ وسامح وابتلي بالضيم بشرط إدراك هذا الجمال ممن كانوا في لجة الموت غرقى.
بقلم/ د. طلال الشريف