لن تستطيع الشابة المناضلة ياسمين التميمي الا ان تروي ارض فلسطين والخليل بدمائها فكانت جراحها عربون الوفاء حينما أطلق جنود العدو الصهيوني الرصاص عليها وعدم اسعافها تحت يافطة عملية الطعن ، لتكشف للعالم الصامت الوجه القبيح للحركة الصهيونية النازية حيث تركها جنود الاحتلال تنزف على الأرض والاكتفآء بتصويرهآ.
لا شك أن انتفاضة فلسطين الذي يقودها الشابات والشباب من خلال مواجهة الاحتلال وقطعان مستوطنيه ومن خلال العمليات البطولية بالطعن بالسكاكين والدهس تشكل الصورة المشرفة والبطولية للشعب الفلسطيني رغم كل المحاولات التي تريد ان تغتال نور الانتفاضة الباسلة.
لهذا نقول بوضوح ان وسائل الاعلام والصحافيين على ارض فلسطين يشكلون بدعمهم للانتفاضة ولشابات والشباب الثائرين اكبر عملية دعم في كشف الحقيقة ، فهذا العمل الإعلامي الميداني الممهور بالدم هو يوجه رسالة صدق وشفافية إلى رسالة تضحية وفداء وإخلاص للشعب الفلسطيني في مواجهة الارهاب الصهيوني
ومن هنا نحن نرى ضرورة اعادة صياغة المشهد الفلسطيني والحفاظ على الانتفاضة لإبقائها البوصلة القادرة على اعادة الاعتبار للقضية المركزية على الصعيد العربي والدولي وكسب الراي العام العربي والاسلامي والدولي.
وفي ظل هذه الظروف نقول نحن بحاجة الى اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على كافة الاصعدة الدولية والعربية والعمل على انهاء الانقسام كخطوة اولى نحو الذهاب للمواجهة بالحجارة والحجارة فقط مع المحتل الاسرائيلي الغاشم..
ان الانتفاضة الشعبية خيار الشعب الفلسطيني الاوحد ، فلا تحرفوا البوصلة وتجهضوا تجربة الصدور العارية والعزل من بدايتها ،نحن بحاجة لاستمرار الانتفاضة بهمة جيل من الشباب لا يرى أي امل في الحياة مع المحتل او في ظل الانقسام البغيض، حيث أدرك الشباب الفلسطيني الآن بأن الاحتلال لن يرحل إلا بالدم والنضال، وعلى الجميع ان يدرك مسؤولياته للولوج لمرحلة جديدة عنوانها الانتفاضة الفلسطينية الشاملة نحو استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها حقه في الاستقلال والتحرر وكنس الاحتلال واقامة دولته الوطنية والحق في العودة.
ان الانتفاضة قد عززت صمود الشعب الفلسطيني امام مختلف الضغوط والمحاولات للاستجابة الى الاهداف الامريكية – الاسرائيلية، حيث يقدم الشعب الفلسطيني في هذه المعركة ذات الطابع المزدوج تضحيات كبرى، من الشهداء والجرحى والاسرى مما يتطلب وضع استراتيجية واضحة وصياغة الاهداف الآنية الملحة للنضال الفلسطيني، وتقرير أساليب النضال التي تحقق عائدًا ايجابيًا للقضية الفلسطينية وتعمّق ازمة كيان الاحتلال وتوسّع الدعم العالمي الشعبي والرسمي للقضية الفلسطينية العادلة، في مقدمتها انهاء حالة الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وبذل الجهود لتأمين الدعم الشعبي والرسمي العربي لهذا النضال الباسل.
ومن موقعنا نؤكد على ضرورة القيام بالفعاليات التضامنية مع انتفاضة الشعب الفلسطيني من خلال المشاركة السياسية الفاعلة ، ونحن هنا ننوه بما تقوم به الحملة الاهلية النصرة فلسطين وقضايا الامة في لبنان لأنه يعكس بصدق، مواقف القوى والاحزاب والتيارات السياسية المختلفة من القضية الفلسطينية، التي كانت ولا زالت، تعتبر القضية المركزية لجميع الشعوب العربية، والتي لا زالت تستأثر باهتمام شديد من قبل القوى والاحزاب والتيارات اليسارية والديمقراطية في العالم أجمع. وما اظهرته مواقع التواصل الاجتماعي من صور اثناء جريمة الاحتلال بحق المناضلة الشابة الفلسطينية الجريحة ياسمين التميني التي شهدته ولا زالت تشهدها العديد من العواصم الغربية ان هي الاّ أبلغ دليل على ذلك.
لذلك نقول على القوى والاحزاب العربية رغم ما تواجهه من تحديات حقيقية وجدية،فالمرحلة تتسم بالدقة والخطورة، حيث يتكثف الصراع الآن بين القوى الظلامية مدعومة من القوى الامبريالية والرجعية من جهة، وبين قوى المقاومة والقوى القومية واليسارية والقوى المناهضة للمشروع الصهيوني من جهة أخرى، سيحدد بكل تأكيد مستقبل المنطقة، الأمر الذي يفرض على كل القوى الحريصة على التحرر والتقدم، التصدي لهذه الهجمة واعادة بوصلة الصراع ضد المشروع الصهيوني، الذي يستهدف الهوية العربية وقطع الطريق على كل محاولات النهوض العربي، كما يستهدف كل وسائل الاعلام باعتبارها صوت ومنبر للمقاومة ومواجهة المخططات الأمريكية والصهيونية .
امام كل ذلك نقول ان الانتفاضة الفلسطينية في شهرها الخامس، تستمر وهي أشد قوة وأكثر تصميم في وجه الاحتلال ، حيث يكتب الشباب الفلسطيني بدمائهم وشجاعتهم وإصرارهم تاريخ فلسطين، من خلال المواجهات الميدانية، حيث يتجسد في المشاهد التي يراها العالم كل يوم من إعدام بدم بارد للذين ينفذون أو بالزعم أنهم ينفذون عمليات الطعن والحجر والدهس كما يرى العالم صرخات وأنين أحمد مناصرة وياسمين التميمي وكلزار العويوي وغيرهم الكثير.
ختاما: كل التحية للشابات والشباب الفلسطيني ، وما ارسته المناضلة الفلسطينية الشابة ياسمين التميمي عبر دمائها أن التحرير قادم لأن الأرض هي المقدسة، وان غد الحرية في فلسطين سيأتي مهما بذل من دماء فإرادة هذا الشعب الفلسطيني العظيم لا تُقهر، وهذا هو التاريخ شاهد وشهيد، فكانت ياسمين تكتب بدمها رسالة تضحية وفداء وإخلاص.
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي