الصهيونية ....عنصرية غالبة وديمقراطية غائبة !!

بقلم: وفيق زنداح

الكيان الذي تأسس على انقاض شعب اخر ....وعلى انقاض حقوق الاخرين ....وحرية شعب اخر ...وباستخدام كافة وسائل التآمر منذ المؤتمر الصهيوني الاول ...مرورا وحتي وعد بلفور 1917 ....وما صدر من قرار اممي أعطي حق اقامة هذا الكيان على حساب ارضنا في ظل مرحلة استعمارية إمبرياليه..... وتقلبات حروب عالمية ....وفي سياق اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت المنطقة العربية ....وهيأت المناخ لتمرير مخططات الصهيونية العالمية ..والإمبريالية الامريكية ...والانتداب البريطاني على فلسطين ....مما شكل بمجموعه حالة غير عادلة .....أنتجت هذا الكيان العنصري.... ليمتد من داخل المنطقة باعتباره راس حربة ....للقوي الاستعمارية لمواجهة كافة احتمالات قيام أي دولة عربية بتجاوز حدود المسموح لها ...ومحاولة ايهام وخداع العالم أن المنطقة العربية يسيطر عليها أنظمة شمولية ديكتاتورية ....لا علاقة لها بالأنظمة الديمقراطية .
خدعة دولية ...صهيونية ...عالمية ...تم من خلالها تبرير تأسيس هذا الكيان العنصري على حساب أرضنا ...وداخل منطقتنا ....بمحاولة تمرير أكاذيبهم انها واحة الديمقراطية ...والمدافع الاول عن العالم الحر.... والمحافظ على مصالحه الاستعمارية السياسية والامنية والاقتصادية .....وتوجيه الضربات الاستباقية ......لأي دولة داخل المنطقة تحاول رفع راسها أو زيادة معدلات قوتها بما يتجاوز المسموح به .
الكيان العنصري الاسرائيلي ومنذ قيامه وتأسيسه على انقاض حقوقنا وأرضنا ...أكد على عنصرية كاملة..... وشاملة لكافة التفاصيل المصاحبة للفكر الصهيوني ....وللصهيونية العالمية التي مارست عنصريتها واحتكارها وديكتاتوريتها بكافة محافل ومناحي الحياة السياسية ...الاقتصادية ....والاعلامية ....وعبر المؤسسات المالية والصناعية والتجارية .....ومراكز النفوذ والابحاث وصناعة الرأي العام العالمي .....وأحداث التغيرات بما يتناسب ويتلاءم مع الحركة الصهيونية ومصالحها وتحالفاتها مع القوي الاستعمارية والامبريالية .
الصهيونية العالمية تأسست على الفكر العنصري القائم على شطب الاخر .....والقائم على التمييز والمفاضلة ما بين الاجناس والديانات ...وحتي ما بين الطبقات والشرائح ...باعتبار أن الصهيونية من وجهه نظرهم تمثل فكر اعلى الدرجات البشرية ....واكثرهم مصالح ....بعكس ما يدعون حول انسانيتهم ومدي الظلم الواقع عليهم ....وسعيهم لتعزيز الحريات والنظام الديمقراطي .....الذي يحفظ العدل والمساواة ما بين بني البشر ....وهذا بعكس ممارساتهم وأفعالهم ونتائج وجودهم .
مفاهيم عنصرية صهيونية تؤكد مدي عنصرية المنهج .....والفكر .....والممارسة ....وما حاولوا نشره وترسيخه في العديد من الدول عبر مؤسسات اعلامية اقتصادية ...واحزاب سياسية ...ومراكز بحثية لا زالت تمارس عنصريتها ....تحت مزاعم الدفاع عن الديمقراطية والحرية ...وهذا بعكس الحقيقة والتجربة .
الكيان الصهيوني الذي أقيم على انقاض شعبنا ...وعلى حساب حقوقنا وأرضنا ....يمثل مدخلا عمليا لتأكيد عنصرية هذا الكيان .....والمستمد بفكره وسياساته ....من الصهيونية العالمية ..ومؤسساتها المنتشرة والمتعددة بنشاطاتها وأهدافها .....وبهذا تكون العنصرية صفة غالبة ومؤكدة لهذا الكيان ....والذي يتأكد بالعديد من الامثلة والوقائع ....وما يجري من تمييز عنصري ما بين المهاجرين ....وحتي ما بين المستوطنين ....وما بين العرب الاصليين اصحاب الارض والتاريخ .....وما بين اليهود الشرقيين ....مجتمع غير متألف..... تنخر فيه عنصرية قاتلة .....تؤكد على أن هناك صراعا خفيا بدأ يتبلور ...وينسج خيوطه ....من خلال قوي يمينية متطرفة ....عنصرية الفكر ..وصهيونية الايدلوجيا ....تحاول أن تتحكم بالشرائح والفئات المهاجرة ....ومن جنسيات متعددة .
عنصرية الكيان باتت واضحة ومفضوحة ....كما انها مكشوفة بممارساتها وأساليبها ...وما يجري ضد شعبنا من أساليب عدوانية قمعية .....وما يتم من عدوان واعدامات ...نهب وسلب ....استيطان مستمر ومتواصل ....واحتلال لازال جاثما على أنقاض حقوقنا ......وعلى حساب أرضنا ....تأكيدا لتسلسل تاريخي منذ تأسيس هذا الكيان العنصري ....الذي قام على العنصرية واستمر عليها ....ولا زال يتفشى وينتشر ..... بذات الاساليب والمفاهيم ...وبذات الفكر الصهيوني الداعم لاحتلاله وتوسعه ....واستيطانه .
العنصرية .....لا تجتمع ......والديمقراطية .....في نظام واحد ......فمن تأسس على العنصرية واستمر عليها ....لن يكون بإمكانه أن يمارس الديمقراطية بصورتها الصحيحة ...وممارساتها السليمة ....وفكرها المعروف .....وهذ هو حال هذا الكيان العنصري اللاديمقراطي ....والذي يحاول ان يروج ويضلل بشعاراته الكاذبة .....أنه يعمل على تأكيد الديمقراطية ....بكافة سياساته ومواقفه ...ومنهجه وفكره ....وهذا بعكس الحقيقة ...وعلى عكس الواقع بالمطلق .
في اسرائيل ...هذا الكيان العنصري ....لا علاقة له بالديمقراطية ...ولا علاقة له بحقوق الانسان ....ولا علاقة له بالحريات ....لان من يؤمن بالديمقراطية والحرية .....يؤمن بها ويمارسها ويعمل على تطبيقها .....وليس كما هو حاصل على مدار سنوات طويلة ...في واقع احتلال جاثم ...واستيطان مدمر ....ونهب وسلب للأرض ...وتهجير للسكان ...وطرق التفافية ...وجدار عنصري .....وحصار قاتل ....واعدامات واعتقالات ....وعدم استجابة لكافة نداءات السلام ....والالتزام بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي .
سياسة اسرائيل تتسم بالعنصرية ....وتتناقض والديمقراطية ...وتؤكد بصورة قاطعة وملموسة ...أن هذا الكيان سيولد عوامل انهياره من داخله .....بما يمثله من عنصرية غالبة .......وديكتاتورية..... تؤكد أن كل ما هو صهيوني فاشي .....يمكن أن يكون ضمن هذه المنظومة السياسية الاقتصادية داخل هذا الكيان .....وأن الديانات ليست ذات علاقة بما فيها الديانة اليهودية ...وأن مطالبات ساسة اسرائيل بيهودية الدولة ...كشرط مسبق للتسوية السياسية مجرد أكاذيب وافتراءات .....لا علاقة لها بالواقع.
لقد اضحت الصورة أكثر وضوحا ....ولم يعد هناك مجالا لاستمرار مسلسل الاكاذيب والاضاليل التي يحاولون من خلالها خداع العالم ...بسياستهم المكشوفة .....وتسويفهم ومماطلتهم والتي تؤكد أن ساسة هذا الكيان وأحزابه اليمينية المتطرفة يغلبون العنصرية ....على السلام ....كما يغلبون الصهيونية وأفكارها المتطرفة على الديمقراطية ....وبالتالي تفقد اسرائيل يوما بعد يوم...ومرحلة بعد مرحلة.... أهمية وجودها ......في ظل تقلبات وموازين قوي دولية ...لا زالت ترسم سياساتها ....وتحدد مساراتها .....وقادم الزمن.... كفيل بأن يحدد خارطة المنطقة ...وكياناتها .
الكاتب : وفيق زنداح