لا نقرأ ....واذا ما قرأنا لا نفهم ...واذا ما فهمنا لا نتعظ ....ولا نعمل بما فهمنا ....لأن هناك شيء ما يسيطر علينا ....يسيطر على عقولنا ....ويسلب ارادتنا ....ويخلط ما بين أولوياتنا ....والي درجة أن البعض منا..... يمكن أن يكون (دمية) يمكن أن تحركها قوي ....وتتلاعب بها مصالح.
هناك من القوي الدولية التي لازالت تتسيد وتسيطر على العالم ....بما تمتلك من قدرات وقوي ....عسكرية ....واقتصادية ...وبما يمتلك الاخرون من هوان وضعف ....وعدم مقدرة على استنهاض مقومات قوتهم ....وبالتالي عدم مقدرتهم على ترتيب أولوياتهم .
قرأت أحد المقولات لأول رئيس لوزراء حكومة اسرائيل ديفيد بن غوريون قال فيها ( ان عظمة اسرائيل ليست بامتلاكها قنبلة ذرية ...أو ترسانتها العسكرية ...ولكن عظمة اسرائيل تكمن بانهيار ثلاث دول عربية هي مصر ....سوريا ...والعراق ) .
مقولات عديدة وتصريحات عنصرية ومستفزة يطلقها قادة هذا الكيان ....لكن يبدو أن بعضها في اطار السياسات الاستراتيجية .....والبعض الاخر منها في اطار التكتيك السياسي ...وربما البعض الاخر في اطار الحرب النفسية والاعلامية ....لإشعارنا بمدي ضعفنا ...وهرولة أحوالنا ...وما نعيشه من فوضي وعدم انتظام ....واضاعة لقدراتنا ومقدراتنا .....في أمور جانبية لا علاقة لها بمصالح قطرية ...ولا حتي بمصالح قومية .
جولدا مائير رئيسه الحكومة الاسرائيلية قالت مقولتها الشهيرة ( كبارهم سيموتون ....وصغارهم سينسون )...كما قالت أيضا( أن أسوأ واسعد يوم في حياتها ....الأسوأ يوم أن حرق المسجد الأقصى ....والاسعد كان اليوم التالي.... لأنها لم تري العرب والمسلمين يحركون ساكنا ) .
تصريحات ومقولات تشعرنا بالحزن والغضب ....وتؤكد لنا أننا لا زلنا لا نتعلم من دروس التاريخ ....ولا نستخلص العبر ...ولا زلنا على فرقتنا وعدم توحدنا ...كما لا زلنا نهدر طاقاتنا....ونعبث بما نمتلك بقضايا جانبية لا علاقة لها من قريب ....ولا من بعيد ....بمصالح شعوبنا ....ومقومات قوتنا .
تاريخنا مع مثل هذه التصريحات والمقولات ليس سوادا عاما ....بل هناك مما لم يتم قوله ...وحتي اذا ما قيل بمناسبات عديدة .....فانه كان مجرد اوهام ...وكلمات بالهواء ...ونسيت جولدا مائير ....او تناست.... وهي تهتز وتفقد توازنها ...عندما دخل الجيش المصري قناة السويس ...ودمر خط بارليف في حرب اكتوبر 73 ...كما دخلت القوات السورية ووصلت الي بحيرة طبريا.
مقولات وعبارات وتمنيات لقادة هذا الكيان العنصري .....ولن ننسي مقولة رابين ( أنه يريد أن يستيقظ ليري غزة وقد أغرقها البحر ) ...كما شارون الذي تحدث (بان قادة الثورة الفلسطينية سيضعهم في قفص حديدي ليشاهدهم العالم بعد هزيمتهم )....ولم يتحقق لشارون ما تمني ...بل على العكس تماما ....كانت النتائج بعكس ما اراد .....كما ديان الذي تحدث (ان الثورة الفلسطينية كالبيضة عندما يضغط عليها ...سيهشمها ) ... ولا زالت الثورة الفلسطينية وبقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد تتقدم بخطواتها على طريق بناء دولتنا .....ولا زال الشعب الفلسطيني بصموده وتضحياته .....انما يؤكد على اصراره وارادته لنيل حريته واستقلاله .
عودة لتصريح بن غوريون اول رئيس وزراء لإسرائيل ( يري ان عظمة اسرائيل في انهيار ثلاث دول عربية هي مصر ....سوريا ...والعراق ) ...وهذا ما يحتاج الي وقفة موضوعية ....والي دراسة تحليلية استراتيجية ....كما ويحتاج الي ربط تاريخي تحليلي ...استراتيجي ما بين هذا الكيان السرطاني داخل المنطقة ....وما بين قوي عظمي تعمل وتخطط ضد أمتنا العربية ....وحتي بعض الدول الاقليمية التي تعتبر ادوات تنفيذية .....لهذا المخطط الاستراتيجي الهدام الذي يستهدف المفاصل الرئيسة للدول العربية الاكثر تأثيرا واهمية وقوة ....للدفاع عن مصالح الامة وخيراتها ...ودعم عوامل استقرارها وأمنها .
العراق كان البداية .....وليس النهاية ...حيث بدأوا ادعاءاتهم واكاذيبهم ومسلسل اجرامهم ....بان العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل ....وأن هذا خارج المسموح به للدول العربية ...وخاصة للدول التي لها عداء معلن .....مع بعض دول الشرق الاوسط .....وهذا بعكس الحقيقة والتجربة التاريخية .....والتي تؤكد أن ما تم الاعلان عنه ....ليس هو السبب الحقيقي من وراء الغزو الامريكي للعراق بل تم هذا الغزو والاحتلال لأسباب أخري ....لها علاقة بإسقاط الدولة ..وانهيار جيشها ...ونهب خيراتها ...وتقسيمها ما بين الطوائف ....وهذا ما تم في العراق وما يجري تنفيذه في سوريا ....بعد أن زرعوا قواعد الارهابيين المصنعين بمصانع المخابرات المركزية الامريكية والبريطانية.... ليبقوا بخاصرة الوطن العراقي ...كما الوطن السوري ...وتحت شعارات التغيير والديموقراطية .....ومحاربة الدكتاتوريات .....والوقائع والاحداث..... تثبت أن الدكتاتوريات الحقيقة تتمثل بالقوي الارهابية والشريرة ....وبالقوي الطائفية المدمرة لأوطانها ....وليس بالأنظمة الوطنية والقومية .....التي رفعت من شأن بلادها ...وجعلت منها أوطان قادرة على الدفاع عن نفسها .....وتوفير أمنها واستقرارها ....والاستفادة القصوى من خيرات بلادها .
دولتين عربيتين هما العراق وسوريا ...والذي تمني بن غوريون انهيارهما ما قبل ما يقارب 6 عقود .....وهذا ما يؤكد أن ما جري في العراق ...وما يجري في سوريا..... انما يأتي في اطار مخطط صهيوني أمريكي ...وبأدوات ارهابية شريرة ..ومن خلال قوي اقليمية .....مرتبطة بأجهزة استخبارات عالمية.....حماية لها ...وحفاظا على عروشها ....ومحاولة خداع الشعوب انهم يسعون للديموقراطية ...واطلاق الحريات .....وها نحن اليوم نشاهد ونسمع ونلمس .....القتل على الهوية ....كما القتل على الديانة .....كما القتل من أجل السرقة والنهب ....وامتهان كرامات الناس ...وسرقة النساء واغتصابهم .....سجل شرير..... ينذر بمخاطر وجرائم لا زالت بفصولها المستمرة ....انما تؤكد أن المخطط كبير ورهيب وأن القادم سيكون الاخطر..... اذا لم تتعظ الدول والشعوب ولم تستفد من درس التجربة والمشاهد ببعض الاقطار العربية.
ما جري بالعراق ...وما يجري في سوريا ....كان في اطار ما هو مخطط لأن يكون على ارض مصر الكنانة ...بقاهرة العروبة ....وضد شعب مصر العظيم .....الذي ادرك خطورة ما حدث ....وايقن أن عدم اليقظة والادراك والعمل بالسرعة المطلوبة .....سيولد المزيد من الكوارث ...والمزيد من المخاطر ....فكانت ثورة 30 يونيو وما تبعها من اجراءات وترتيبات دستورية ...وانتخابية .....رئاسية وبرلمانية.... وتصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية بانتخابات ديموقراطية شفافة ...وما يجري من عمل دؤوب ...وارادة مصرية خالصة ...لإحداث تنمية مستدامة ...وتعزيز قدرات ومقدرات مصر العسكرية ...والاقتصادية ....واحداث اليقظة والوعي لدي الشارع المصري ...ان المؤامرات لا تتوقف ...وأن المخططات الهدامة يجري نسجها منذ عقود طويلة ....وأن ما تم قبل سنوات قليلة من اعلان.... حول الفوضى الخلاقة ...وتقسيم المقسم ...وتجزئة المجزا ....انما كان في اطار فصل من فصول المؤامرة ....والتي ربما كانت اول خيوطها منذ المؤتمر الصهيوني الاول عام 1897 ...وما جري في اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ....مخططات ومؤامرات لا تتوقف ...ولا تنتهي عند محطة من المحطات.... بل تزداد شراستها وشرها... بحسب متطلبات كل مرحلة .
مصر العربية خط الدفاع الاول .....والمركز الصلب والرئيسي لهذه الأمة ....والتي يتحطم على حدودها كافة المؤامرات والألاعيب ....وهي ذات الدولة العربية الكبرى التي بمقدورها حماية ذاتها ...وحماية ابناء عروبتها .
مصر الكنانة ....وشعب مصر العظيم ...عليكم باليقظة والحذر.... وعدم الانسياق وراء مطالب شخصية ...ومصالح فئوية ....واحتياجات معيشية .....فالوطن اكبر واعظم من كافة المطالب الحياتية..... التي تزداد وتنقص بحسب امكانيات الدولة .....لكن الوطن عندما يذهب ...لا يعود بالتمنيات ....والبكاء على الاطلال ....فإياكم .....والوطن ....لأنه الحامي والقادر على حمايتكم ....وحماية ابناء عروبتكم ...فحافظوا عليه بحدقات عيونكم .....وبإرادتكم ....ودعائكم الدائم .
الكاتب : وفيق زنداح