تزايدت أعداد الانتحار للشباب الفلسطيني في قطاع غزة في الأوان الأخيرة , ومع انتقاد الكثيرون لإقدام الشباب على حرق أنفسهم والانتحار بطرق مختلفة, إلا هؤلاء لم يبحثوا في المسببات والدوافع الرئيسة لذلك, وإن كانت جميعها تتمحور حول الوضع الاقتصادي وتردي وتراجع مستويات المعيشة , إلا أن تصريحات الحكومة وبيانات الداخلية تعيد السبب في بعض الحالات لمعاناة المُنتحر من اضطرابات نفسية , ناسية أن تلك الاضطرابات إن وجدت هي نتاج طبيعي للواقع الاقتصادي الأكثر صعوبة في قطاع غزة, وخصوصا افرازات العام 2015 وهو العام الأسوأ على الاقتصاد بغزة وكيف انعكس ذلك بارتفاع معدلات الجريمة والطلاق والانتحار.
ونظراً لتزايد حالات الانتحار في قطاع غزة, اهتم الكثيرون بتوضيح المشكلة وردها للوضع الاقتصادي والنفسي, حاولت وعبر عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك, وعبر هاشتاق #ابو_الشرور_السبب, وقمت باعتبار الفقر هو السبب الرئيس لمشكلات غزة القائمة وخصوصا انعكاسات الفقر على المؤشرات الاجتماعية والتي تنذر بانهيار وشيك للنسيج المجتمعي ما لم تتحرك القوى والفصائل الفلسطينية والتصدي لتلك المشكلات ووضع الحلول الواقعية , وإرغام مدراء الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني بالتصالح, والبدء ببناء اقتصاد حقيقي منتج قوامه العدالة الاجتماعية, كفيلاً بكبح جماح تلك المعدلات العالية من التراجع المجتمعي.
وهذه بعض المنشورات التي سردتها على الفيس بوك :
1- وتستمر خسارة الرجل الفادحة في الحصول على احتياجاته الرئيسة في قطاع غزة الجريحة .
عن تزايد حالات الانتحار وتقديم الشبان أرواحهم كقرابين مجانية أتحدث ؟
2- في غزة :تزداد عمليات الانتحار ويزداد معها اتهامات الحكومة للمنتحرين الضحايا_ "شهداء الفقر والجوع وفساد الإدارة وتمادي الغول الاقتصادي "_ بالمعاناة من اضطرابات نفسية وكأن تلك الاضطرابات لا ترتبط بواقع اقتصادي هو الأكثر سوء .
الانتحار رغم اعتراض الكثيرون على تلك الأعمال ألا ان هناك شيء لا يفهمه الصامتون والمغيبون رغم أن هناك وسائل أخرى للاعتراض والتمرد على ما ألت إليه الأوضاع .
ماذا لو اجتمعت أرواح هؤلاء الضحايا أمام مراكز صنع وتنفيذ القرار والتف حولهم ضحايا جدد آخرون وطالبوا بحقوقهم المقدسة إذ ان العيش بكرامة إنسانية هي حق وضرورة وطنية وانسانية وأخلاقية .
ما هو سبب الانتحار : هو ان الفقر والذل والمهانة وغياب الدور الحكومي التكافلي بات في الوطن غربة .
الغربة بهذا المعنى أفقد ت الشباب المرتمون على الطرقات والازقة حقهم بالتمتع بأدنى أساسيات العيش بوطن دافع عنها الآلاف واستشهد وجرح واعتقل لأجله كذلك الالاف في حين انتزع من مئات الآلاف في غزة حقهم بالعيش .
3- لسان حال الضحايا الشباب الذين يتقدمون أفواجاً للانتحار كونه الخيار الأصعب لاستقبال السماء لهم " ضحايا الاسبوع الماضي نموذجا لذلك" يقولون :
لا يهمني لون من يحكم الأراضي الفلسطينية أبيض أو أسود أو حتى رمادي , وإنما الأهم لدينا هو أن يقدموا لنا البديل الواقعي عن الانتحار وهو القضاء على مسببات ودوافع الانتحار المتمثلة بانتشار ظاهرة أبو الشرور بشرعية إدارة الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني .
ما هو السبب والدافع لشاب عمره 26 سنة للانتحار ؟ خسارته الفادحة في الحصول على رغيف الخبز , ووقوعه ضحية للمدعو أبو الشرور "الفقر"..
4- تزايد عدد حالات الانتحار, الطلاق, الجريمة , وعدم دراسة مسببات ودوافع ذلك الاقتصادية وتأثيراتها على النسيج المجتمعي يعني التالي :
أن من يحكم الأراضي الفلسطينية لا يخطئون ؟
السبب : لأنهم لا يعملون , وتلقائيا من لا يعمل لا يخطئ
انظروا : عدد الوزراء ونواب التشريعي الاموات الذين لا يعملون , هم كُثر .
جميعهم أموات , لا يخطئون كونهم لا يعملون ,
عن ديمومة عدم الخطأ المرتبط بعدم العمل لدى نواب المجلس التشريعي الفلسطيني أتحد ث !!
نجاة أبو بكر : تعمل , إذن تخطئ , فهي حية في ظل وجود عشرات الأموات من زملاءها وخصوصا في غزة .
كل الاحترام لجرأة نجاة أبو بكر في تناولها لقضية الاتصالات واستغلال الوزراء لموارد الحكومة العاجزة .
5- في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة , ومع تزايد حالات الانتحار .
كيف يمكن لعشرات الأموات من أعضاء التشريعي والوزراء وصناع القرار من الانتقال من حالة الموت الفعلي إلى حالة الحياة ؟
الجواب : من خلال العمل .
ما هي القضايا التي من الممكن العمل فيها الآن ؟
الجواب : دراسة مسببات ودوافع انتحار شاب عمره 26 سنة , تحليل الدوافع المتعلقة بصور وطرق الانتحار كالحرق والشنق والقاء النفس من السيارة ومن علو .
إضافة لتحليل واقع غزة الاقتصادي وتأثيرات الانقسام على المجتمع , وقضايا الفساد , واستغلال المال العام , وقضايا الغول الاقتصادي.
هل لو قاموا بذلك سيصبحون أحياء ؟ نعم , ولكن سيلاحظون أنهم سببا ً للمشكلة وليسوا جزء اً من الحل.
6- سؤال راود الضحية الذي قدم روحه مجاناً للإسراع في الموت بعد موت بطئ لسنوات؛ كم عدد من سيلحق بي وكم تكلفة ذلك للحصول على الحرية والكرامة؟ والأهم كم هو السقف من الضحايا الذين بإمكانهم تحريك المياه الراكدة في الأراضي الفلسطينية ؟
وكم دولارا ً يحتاج قيادات الحراك والقوى الطليعية غير الموجودة حاليا لقيادة مسيرة أحد أهدافها الرئيسة توقف حالات الانتحار .
7- كيف يستقبل الغزيين موجة المنخفض الجوي القادمة ؟ من خلال بيع شاب جاكيته الخاص في أحد الأسواق كان ذلك لشراء غذاء يومه .
شراء غذاء يومه وليس علبة سجائر
لأن سعر علبة السجائر تزيد عن 6 دولارات .
بقلم/ حسن عطا الرضيع