طفلة لم تتجاوز مرحلة الطفولة بعد كباقي أطفال العالم تحب اللعب وتمارس حياة الطفولة في دولة لاتحترم لاطفل ولاحتى تحترم ما للطفل من خصوصية الطفولة ، نعم إنها الطفلة الفلسطينية ديما الواوي الاسم الذي تردد في الإعلام الاسرائيلي ، واصفاً إياها كإرهابية حاولت قتل مستوطنين وجنود الاحتلال حسب روايتهم ، ولكن الحقيقة أنه اسم لطفلة فلسطينية بعمر الورود تبلغ من العمر اثني عشر عاماً فقط، كانت تعيش بين إخوتها العشرة في منزل في مدينة حلحول شمال مدينة الخليل المحتلة في فلسطين ، حيث قام الاحتلال الغاشم باعتقالها كما لو أنه يعتقل مجرماً إرهابياُ دون مرعاة حقوق الطفل والإنسانية حتى ، حيث جرى اعتقالها في بلدة ديما القريبة من مستوطنة " كرم نسور" والتي اغتصب الاحتلال أراضي منها في مدينة الخليل ليتهمها لاحقاً رغم نعومة أناملها وصغر سنها بتهمة الطعن التي يستحيل عليها القيام بها .
وكعادتها سلطات الاحتلال أصرت على تقديمها للمحاكم الاسرائيلية ليحكم على هذه الطفولة البريئة من قبل المحكمة الاسرائيلية الدنيئة حكماً بالسجن أربعة أشهر ونصف ويضاف عليها غرامة مالية لتسجن هذه الطفلة وتدخل التاريخ كأصغر أسيرة في العالم معتقلة من قبل الاحتلال الاسرائيلي ليثبت هذا الكيان أنه معدوم من الإنسانية وحقده الذي لا يميز بين طفل وحجر .
"براءة الطفولة في قفص الاتهام"
هل يخيل لك عزيزي القارىء أو أن يخطر في ذهنك بأن ترى طفلة صغيرة تجلس في قفص صغير مكبلة الايدي والأرجل وتجر السلاسل والقيود ترتدي بلوزة المدرسة وحذاء ممتلىء بالطين والماء في ظل جو شديد البرودة حيث جردها الاحتلال من اللباس المدرسي وحقيبتها ، نعم سترى هذا فقط لدى هذا الكيان المجرم ولن تراه في كتب التاريخ حتى ، والصورة المرفقة بالمقال أكبر برهان على وحشية هذا الإحتلال الذي ضرب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل عام 1991 بعرض الحائط والتي تنص على وجوب عدم حرمان الأطفال من حريتهم بشكل تعسفي أبداً ، حسب المعايير الدولية لعدالة الأحداث وللعلم بأن الكيان الأسرائيلي هو الدولة الوحيدة بالعالم التي تقوم بمحاكمة الأطفال أمام المحاكم العسكرية والتي تفتقر لمعايير المحاكم العادية و من تجاهلها لمصلحة الطفل والتي لا يتم الأخذ بها عند التعامل مع الأطفال الفلسطينيين أمام المحاكم العسكرية ، حيث لا يوجد هناك أي عقل بشري سليم تمر عليه هذه التفاهات من قبل جنود الاحتلال ومحاكم إسرائيل الموجهة، وأن طفلة بهذا العمر بكل تأكيد لا يمكن لها أن تقوم بعمل كهذا.
واختم مقالي هذه بأن قضية اعتقال الأسرى الأطفال والتنكيل بهم هدفها النيل من عزيمتهم وقتل طفولتهم، وأدعو من هذا المنبر إلى المشاركة الفاعلة في توجيه رسائل إلى العالم تطالبهم بضرورة العمل الجاد لوقف النزيف والقتل والاعتقال الذي يمارسه جنود الاحتلال الاسرائيلي بشكل ممنهج ضد الطفولة الفلسطينية، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط العشرات من الشهداء الأطفال والمئات من الأسرى.
بقلم الأستاذ وسيم وني