أكتب وأواصل كتاباتي ولا أعفي نفسي من تحمل المسؤولية التاريخية والوطنية والأخلاقية والإنسانية,تجاه إخوتي الأسرى البواسل القابعين في غياهب سجون الاحتلال,إخوة الدرب ورفاق الأسر والمعاناة,إذا قصرت لا سمح الله مع قضيتهم العادلة,فإن كلماتي وعباراتي المتواضعة على سطور مقالي قد لا تفي الحاجة بحق وقامة هؤلاء الأبطال الصناديد أمثال الأخ الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام والذي يصارع الموت المحدق,ويمر بحالة صحية حرجة للغاية وجسده المنهك لا يمتلك القدرة على مقاومة أي جلطة مهما كانت طبيعتها لأنه أصبح فاقد المناعة,فإذا لم يسارع الجميع منا على كافة الأصعدة والمواقع والمسميات في إنقاذ حياته قبل فوات الأوان,قد يرتقي شهيداً وينضم في أية لحظة من الساعات القادمة إلى قافلة الشهداء......
القيق من على سرير الأسر في مستشفى العفولة,دخل في مرحلة خطيرة جداً وأصبحت حالته الصحية معقدة للغاية,مع تواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم"92"على التوالي,وهو يخوض معركة الأمعاء الخاوية رافضاً تناول العلاج وأخذ المدعمات والسوائل وإجراء الفحوصات الطبية واكتفاءه فقد بأخذ الماء دون الملح, احتجاجاً على اعتقاله القسري وزجه في المعتقلات الصهيونية دون وجه حق,مما ترتب على صحته نتيجة إضرابه عن الطعام دخوله في نوبات قلبية وواخزات في القلب وأوجاع في الصدر وارتفاع في درجة الحرارة وفقدانه للسمع والنطق وضعف في البصر بدرجة عالية,وفقدانه العشرات من الكيلوغرامات من وزنه,وأوجاع في كافة أطراف جسده,وانتشار البكتيريا في أقدامه......
وبهذا الصمود والصبر الأسطوري,والتحدي لعنجهية وسلف الاحتلال, ليضرب لنا القيق أروع الملاحم البطولية في معركة الإرادات,معركة الحرية والكرامة,ليسطر بآلامه ومعاناته ووجعه وانصهار جسده المنهك,أنصع صفحات المجد والعزة والشرف والانتصار على ظلمة السجن وجبروت السجان,ويقدم هذا البطل الفلسطيني الذي أصبح أيقونة وعلامة فارقة ومهمة في تاريخ العظماء لكل أحرار العالم نموذجاً خلاقاً بهذه الصورة المشرفة,التي خرجت للعالم وهو يتكلم بكلمات متقطعة أوجعت قلوبنا وأبكت عيوننا لن أتوقف عن الإضراب حتى أنال الحرية,لله درك يا محمد في كل زفرة تزفرها وكل شهقة تشهقها تدخلها إلى أنفاسك وتخرجها من صدرك..........
تابع السواد الأعظم من أبناء شعبنا عن كثب الحالة الصحية المقلقة للأخ الأسير القيق عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة,ومازالت الحكومة اليمنية الصهيونية المتطرفة الليكودية بزعامة بنيامين نيتناهو,سادة أذنيها أذان من طين وأخرى عجين,ومصرة بكل إجرام على إعدام الأخ الأسير الصحفي محمد القيق بشكل بطئ,ضاربة بعرض الحائط كل النداءات والضغوطات والاتصالات السياسية والحقوقية والهبات الجماهيرية في الوطن والشتات وعواصم العالم المتضامنة والداعمة والمؤازرة للأسير القيق,بهدف إنقاذ حياته من فم الموت من أجل إذعان الاحتلال الصهيوني للاستجابة للمطالبة العادلة بأنهاء اعتقاله الإداري التعسفي الظالم......
ومن هنا أكد وأضم صوتي لكل الشرفاء والأحرار في العالم بأن الحكومة الصهيونية وأجهزتها الأمنية وجهازها القضائي وعلى رأسها المحكمة العليا,هم من يقفوا وراء اغتيال الأسير القيق مع سبق الإصرار والترصد,ويتحملون المسؤولية الكاملة عن حياة القيق,كما وأيضاً نحمل المجتمع الدولي وكافة مؤسساته الدولية التي تقف عاجزة عن إلزام الكيان المسخ بالإفراج عن الأسير القيق.....
طوبى للأسير الصحفي البطل محمد القيق....
المجد كل المجد للشهداء الأبرار.....
والحرية للأسرى البواسل....
والشفاء للجرحى الأوفياء....
بقلم/ سامي إبراهيم فودة