الذكرى الـ 22 لمجزرة الحرم الإبراهيمي

بقلم: حنا عيسى

ذكرى التمرد على النسيان والتهميش ..ذكرى مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف..نعم  ، قبل إثنين وعشرين عاماً. ما زالت وستبقى ذكرى خالدة في محراب الصمت الإنساني علَ ناقوسها يصل إلى خلايا هذا الضمير المخدَر إلى حدِ الموت والجمود فمتى يصحو؟!

سؤال بحجم مآساة فلسطين وشعبها من ألف الحزن إلى ياءِ الجريمة البشعة في غابة الإنسان في عصر العولمة والتنوير الزائف .

إن الزمن الذي يعلق المبادىء والقيم الإنسانية على خشبة الجلاد لا شك أنه زمنٌ ردىء بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، مجموعة من المصلين في محراب المسجد الابراهيمي خرجوا لصلاة الفجر وليس في قلوبهم أي حقد على أحد، لا يحملون سوى سلاح القلب الخافق يحب الناس كلِ الناس بعيداً عن الضغائن السوداء، يتعرضون لقتل أيدولوجي مبرمج عبر قرون من التأمر الصهيوني على كلّ القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية وكل ما في العنصرية من بشاعة يطلق غولدشتاين الصهيوني  ، رصاصات رشاشة الأحمق لقتل شريحة من الناس وهم في حضرة ابي الانبياء وحامل رسالة السلام الى كل العالم، وإن هذا الاعتداء لم يكن في دائرة الانسان الفلسطيني فقط، ولكنه اعتداءٌ على تراث القيم الانسانية عند كل الشعوب بكل انتماءاتها.

وإننا ونحن نعيش هذه الذكرى الفاجعة، نستوقف الضمائر الحية علَها تسمع صراخ الآهات والزفرات من صدور الذي عاشوا في هذا الوطن الأقرب الى السماء منذ آلاف السنين ، وذنبهم وجريمتهم أنهم فلسطينييون آشارت التوراة  الى وجودهم منذ فجر التاريخ  .

إننا لا نناشد العالم ولا نستجديه لسماع صراخنا من الاعماق، ولكننا نبكي دماً على هذا الحضارة المزيفة التي صعدت الى عنان السماء منذ الاف السنين  وزرعت الرايات على سطح قمرها الدافىء، إلا أنها أمام فلسطين الارض والانسان نزلت الى اسفل السافلين، وكأنها ما زالت تتثائب في مغارة الانسان الاول الذي كان يأكل لحم اخيه ميتاً دون وجلٍ او خجل. فيا حسرتاه على هذا العالم المغشي عليه من الجبن والظلم والكيل بالف مكيال وليس بمكيال واحد.

بقلم/ د. حنا عيسى