لا أشك ان جريمة اغتيال عمر النايف هي من سلسلة جرائم الموساد الصهيوني، وطريقة اغتيال النايف كان لها اهدافها الصهيونية، باعتبار الجريمة تمت داخل السفارة، فبامكانه الموساد ان يغتال النايف بمدن وشوارع بلغاريا وحتى ببيته الذي يسكنه، فهو من اغتال ابو جهاد ببيته وامام زوجته، فهل كان يعجز عن اغتيال النايف؟ ارادوا من عملية الاغتيال يعمق الخلافات الفلسطينية الفلسطينية وارهاب الفلسطينين والنشطاء انه سيلاحقهم باي مكان وانهم لن يفلتوا من جرائمه.
عندما لجأ النايف الى السفارة، طالبه السفير الفلسطيني بمغادرة السفارة او تسليمه للسلطات البلغارية، كما منع اي زيارة للنايف من اي طرف او من قبل اقربائه ومحاميه، وهذا التصرف كان مدان ومرفوض ويعبر عن الموقف الانهزامي والاستسلامي عند السفير الفلسطيني ومرجعيته السلطة الفلسطينية ووزير خارجيته.
اصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانا، حذرت به السفير الفلسطيني من تسليم النايف وحملته وحملت السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة للحفاظ على حياة الاسير المحرر، وتواصلت الجبهة الشعبية مع السلطة الفلسطينية وقيادة المنظمة برام الله بهذا الشأن، واعلنت السلطة من طرفها انها شكلت خلية ازمة لمتابعة قضية النايف.
الجبهة الديمقراطية من طرفها اصدرت بيانا تعتبر ان السفير الفلسطيني ببلغاريا احد كوادرها، وذكرت ببيانها ان الجبهة الشعبية اعتذرت عن موقفها المتسرع اتجاه سفير الجبهة الديمقراطية والذي نفته الشعبية، كما هددت الجبهة الديمقراطية الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني بايطاليا واتهمتهم بالعمالة للكيان الصهيوني وستقوم بملاحقتهم ومحاسبتهم نتيجة موقفهم من تصرفات السفير، كما منعت الجبهة الديمقراطية عناصرها وانصارها من المشاركة بحملات التضامن مع النايف بكافة دول العالم.
كانت قضية النايف على جدول جولة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ليلى خالد باروبا حيث التقت نائب رئيس برلمان الاتحاد الاوروبي، كما ناقش البرلمان قبل ايام بجلسة خاصة قضية النايف وتسليمه للسلطات الصهيونية.
احمد النايف شقيق الشهيد عمر النايف يقول لوكالة معا: "شقيقي كان يتعرض لتهديدات مباشرة وغير مباشرة من قبل بعض افراد السفارة وخاصة السفير حيث كانوا يطالبوه بالخروج من السفارة التي احتمى بها بعد تهديده من قبل الموساد الاسرائيلي بالاعتقال". وتساءل احمد شقيق الشهيد عمر عن وجود عناصر امن في السفارة خلال عملية اغتيال شقيقه؟ واتهم الطاقم الامني بـ"التواطؤ" في عملية الاغتيال.
اما حمزة النايف الشقيق الاخر يقول باتصال مع بوابة الهدف: "السفير الفلسطيني احمد المذبوح شريك في اغتيال أخي عمر, السفارة الفلسطينية ومنذ اليوم الأول للجوء عمر إليها وهي تضيق عليه الخناق وحاولوا إخراجه من السفارة, وكانت تطلب منه مغادرة السفارة, والطاقم الأمني لم يشكل له حماية بالمطلق" ويوضح أن السفير الفلسطيني في بلغاريا احمد المذبوح كان يقول لشقيقه حرفياً, "سوف يضعون لك السُم في الطعام ويقتلونك, والطيارة تنتظرك لتعيدك الى اسرائيل". فهل المذبوح كان على علم باغتيال
السؤال الذي يطرح نفسه، هل السفارة الفلسطينية عليها حراسة امنية؟ كيف تمكنوا من الدخول الى السفارة واغتيال النايف؟ هل يوجد بالسفارة كاميرات حراسة بامكانها كشف القائمين على الاغتيال؟ ما الذي يمكن ان تقدمه السفارة من معلومات؟ هل تم العبث بمحتويات السفارة واسرارها اذا لديها اسرار؟ وهذا يعيدنا الى عملية اغتيال محمود المبحوح بدبي من قبل الموساد الصهيوني حيث الكاميرات الموزعة بالفندق هي التي كشفت الجريمة.
اغتيال النايف عار على السلطة بكل تفاصيلها، عار على منظمة التحرير بكل تفاصيلها، عار على سفارة فلسطين وسفيرها ببلغاريا بكل التفاصيل، فدخول السفارة واغتيال النايف جاء ليقول ان سفاراتنا مرتع للموساد والجاسوسية والخيانة، فهل هناك سفارة محمية او بعيدة عن عيون الموساد ونشطائها، فالعملاء متواجدين وبقوة داخل مؤسسات السلطة والمنظمة وكافة اجهزتهما ويسرحون ويمرحون، فلا تستغرب عملاء بسفارة فلسطين ببلغاريا، فكان بالامس عميلا بمكتب صائب عريقات منذ 20 عاما.
استشهادك يا نايف جاء ليقول انهم تأمروا عليك ليسهلوا عملية الاغتيال، فانت من نقلت موقف سفير اوسلو احمد المذبوح الذي كان اول المتأمرين على قتلك، الم يقم بتهديدك لتسليمك للسلطات البلغاريا؟ وكل من دافع عن موقفه ايضا شريكا بالمؤامرة، فنحن بحاجة يا عمر الى ان نصفع بنعالنا كل السفراء الذين ارتضوا ان يبيعوا ضميرهم واخلاقهم ومبادئهم من اجل مصالحهم الذاتية والراتب، لن تكون انت اول الشهداء، وانما انت بداية المسيرة الجديدة التي كرستها عملية اغتيالك، هكذا يجب ان يكون العهد والوعد، ان لا نسمح للعملاء والخونة وكل من تأمر على اغتيالك ان يهدأ او ينام، بجريمته الموساد يقول " وراء الفلسطيني بكل مكان" فها هو يطارد الفلسطينيون ويلاحقهم بكل مكان، فاغتيالك يجب ان يكون بداية مرحلة جديدة بالمواجهة اذا ارادوا الاخلاص لمبادئك ونضالك وتاريخك المشرف.
جادالله صفا
26 شباط 2016