بذكري الجبهة الديموقراطية...أين اليسار ؟؟!! .

بقلم: وفيق زنداح

نعيش هذه الايام الذكري 47 لانطلاقة الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ...ذكري وطنية نعتز ونفخر بها ...كما اعتزازنا بكافة المناسبات والانطلاقات لفصائل العمل الوطني والاسلامي ....ومجمل الاحداث والمواقف الوطنية الفلسطينية .
تأتي ذكري انطلاقة الجبهة الديموقراطية ..كما كافة انطلاقات الفصائل ...في ظل أوضاع فلسطينية غاية بالصعوبة والتعقيد ...في واقع انقسام اسود ...فتت من جهودنا وطاقاتنا ...ولا زال يشكل عبء ثقيل على مواقف كل منا .....كما لا زال يشكل هاجسا وكابوسا على مجمل فصائل العمل الوطني والاسلامي ...وما وصلت اليه نتيجة هذا الانقسام من ترهل وتراخي وضعف عام أصاب معنوياتنا ...كما وأثر بصورة مباشرة وغير مباشرة.... على مقومات صمودنا وقدراتنا .....للدفاع عن قضيتنا ..وانجازاتنا .
تأتي ذكري الانطلاقة للجبهة الديموقراطية ...ولا زالت أوضاعنا الفلسطينية بائسة ويائسة ....في ظل اعباء وتراكمات تجربة طويلة .....لم يعد لاحد أن يستخلص منها عبر ودروس ...يمكن أن تشكل ثقافتا ووعيا وطنيا مانعا وحصينا ....يمنع عنا .....المزيد من تدهور الاوضاع وانعكاساتها السلبية والمدمرة لروابط العلاقات الوطنية .....ونسيجنا المجتمعي ...واضعاف غير مبرر لمقومات الصمود الوطني ....في ظل الضعف العام للحالة العربية وغياب العدل عن السياسة الدولية .
الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين تعتبر أحد القوي اليسارية الفلسطينية .....ومن المؤسسين الاوائل لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ...كما وتعتبر فصيلا قائدا في اطار الحركة الوطنية الفلسطينية ....باعتبارها رمزا من رموز اليسار الوطني الفلسطيني ....والتي لا زالت تواصل طريقها ومسيرة نضالها المعمد بدماء الالاف من الشهداء والجرحى والاسري ....ولن يكون أخر الشهداء الشهيد عمر النايف أحد كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي امتدت اليه يد الغدر الصهيوني في صوفيا بالعاصمة البلغارية.... والذي يؤكد أن مخطط الاستهداف الاجرامي الصهيوني .....يأتي في اطار السياسة المعتمدة للأجهزة الاستخباراتية المعادية للحركات الثورية ....ولقياداتها ....ولكوادرها .
سجل الاجرام الصهيوني ...وسياسة الاغتيالات المبرمجة بفعل ايادي صهيونية.... أو من يتحالف معهم من قوي استخباراتية معادية ...أو من خلال عملاء وخونة باعوا ضمائرهم ...لأجل حفنة من المال ....لا ضمير ولا مبادئ تحكمهم ....يشاركون عدونا الصهيوني بالوصول الي غايته وأهدافه .....لقتل المناضلين والكوادر ....كما قتل القادة ....وكم من الشهداء الذين سقطوا في بيروت ...وتونس ....وعبر الساحات الدولية ...وبأغلبيتهم العظمي سقطوا بفعل اغتيالات قام بها رجال الموساد الاسرائيلي .....كما أن هناك العديد من القادة البارزين الذين سقطوا شهداء على ارض الوطن .....وعلى رأسهم الشهيد القائد ياسر عرفات ...والشهيد الشيخ الجليل أحمد ياسين ...والشهيد القائد فتحي الشقاقي ...والشهيد القائد أبو علي مصطفي .....كما تم استشهاد الشهيد القائد عمر القاسم .....وغيره من قادة وكوادر الجبهة الديموقراطية بالعديد من الساحات النضالية .
حرب مفتوحة بكافة الساحات ..داخليا ...وعربيا ...ودوليا يمارس فيها سياسة الاغتيالات للقادة والكوادر ....من ابناء الحركة الوطنية الفلسطينية ...والتي تؤكد أن هذا العدو المجرم لم ولن يتوقف ......عن سياسة الاغتيالات والارهاب المنظم ....لأنه تأسس على الارهاب والاجرام ....ولا زال يواصل سياساته الاجرامية والارهابية والاستيطانية .....تحت شعاراته وأكاذيبه وخداعه المستمر للرأي العام الدولي .
سنوات طويلة ...وعقود متتالية ..ولا زالت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين تعتمد مبادئها ...وتواصل نضالها الوطني ...ومسيرة كفاحها.... من خلال كافة خياراتها ومواقفها واساليب نضالها ...ومن داخل مؤسسات الشرعية الفلسطينية والمتمثلة بالمجلس الوطني ...والمجلس المركزي ....واللجنة التنفيذية .....وهذا ما يسجل للجبهة الديموقراطية حرصها على المؤسسات والشرعية ...ونضالها من داخلها ......وعدم محاولة الزج بمواقفها في اطار التنظير السياسي ...والمزايدات .....لتحقيق المكاسب الفصائلية ....بل تستمر عبر عقود طويلة وحتي يومنا هذا بمواصلة نضالها بروح وطنية وحدوية ...حريصة على وحدة الموقف ...ووحدة الصف الوطني .
الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ...باعتبارها أحد رموز اليسار الفلسطيني ...الثوري ..والمكافح ....والذي نعتز به..... وبمواقفه الوطنية والوحدوية .....لكننا وبذكري الانطلاقة نري أهمية أن تكون المناسبات الوطنية ....وذكري انطلاقات الفصائل وعلى راسها فصائل اليسار الوطني ....للتأكيد على أهمية وحدة اليسار.... باعتباره قوة كبيرة ...لها تأثيراتها ومؤثراتها .....لها فكرها وثقافتها وابداعاتها ....كما وتمتلك ادوات فكرية وتعبويه وكادريه. تستطيع أن تحدث بعدا تعبويا ...فكريا ...وطنيا ... كفاحيا .....قادرا على البناء والتأثير الثقافي ....الاعلامي ....السياسي .....الاجتماعي ...والانساني .
الحركة الفلسطينية بمجموعها الوطني والديني..... بحاجة ماسة الي قوة اليسار الوطني الفلسطيني .....ليس في اطار المنافسة والصراع على الحكم ....ولكن في اطار التعددية ....والشراكة المتوازنة.... والمتساوية .....والتي تشكل واقعا فلسطينيا .....فكريا ...قادرا على اعطاء التصور العام للحالة الفلسطينية ....بشموليتها وتفاصيلها .....وحيثياتها .
قوة اليسار الفلسطيني ...وتوحد جهوده .....في ظل كادره المميز .....وثقافته العالية ....وايمانه الحاسم بعدالة قضاياه ...وصوابيه توجهاته .....قادر على التحرك والفعل الملموس ...والتأثير المباشر ....لإحداث التغيير المطلوب بخارطة القوي السياسية الداخلية ....وما يمكن أن تشكله وتحدثه من متغيرات..... في مفاصل النظام السياسي الفلسطيني ....مما يشكل مانعا قويا وصلبا .....للخارطة السياسية لهذا النظام ......وما يشكله من قوة ثقافية ...ديموقراطية ...قانونية ....لإحداث التوعية المطلوبة..... في مفاصل العمل القيادي داخل الساحة الفلسطينية
اليسار الفلسطيني عليه الكثير من العمل ....كما عليه الكثير من بذل الجهود والطاقات التي يجب أن تسخر.... من أجل احداث حالة النهوض بالمشهد الوطني الفلسطيني .....وهذا أحد مهام الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بذكري انطلاقتها .....مع باقي فصائل اليسار الوطني الفلسطيني .
خارطة القوي السياسية القائمة حاليا ...لم تؤدي بنا الي ديموقراطية الحياة السياسية ....ولا الي التعددية السياسية الديموقراطية ....ولا الي الشراكة الديموقراطية ....بل ستودي الي نظام التكتلات والتحالفات والمخاصصة ...... التي ستفقدنا الكثير من مميزات النظام الديموقراطي التي نسعي لتحقيقه.
ان البناء على التجربة الديموقراطية الفلسطينية الممتدة منذ سنوات .....يمكن أن يولد لدينا ديموقراطية غير مكتملة ....رغم خبراتها المتراكمة ...وقدرتها عبر مسيرة الكفاح الوطني... وعلى المحافظة على الحد الأدنى من وحدة الموقف ....والقرار الوطني الفلسطيني المستقل ...وهذا ما يحتاج الي اعادة صياغة فكرنا السياسي الديموقراطي .....كما واعادة رسم نظامنا السياسي ....على اسس وطنية وحدوية ديموقراطية ....نغلب فيها مصالح الوطن والشعب ....على مصالح الفصيل وأجندته الخاصة .
كل التهنئة للرفاق بالجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بذكري انطلاقتهم .....وعلى رأسهم الرفيق الامين العام نايف حواتمة.... وكافة اعضاء.... وكوادر قيادة الجبهة ...وبكافة الساحات داخل الوطن ....وخارجه .
الكاتب : وفيق زنداح