لو كتب التاريخ فصوله بعد خمسين عاما من الآن فلن يتبقى لامعاً في ذاكرته إلا القليل من الأحداث أي من أحداث زماننا هذا ، وبعض الرجال الخالدين الذين من المؤكد أن هذا الزعيم الذي زينت صورته نظرته إلى فلسطين وحبه لمدينته صيدا ، حتى ولو كتب التاريخ الحوادث العظام التي كان لها عميق الأثر في القرن الواحد والعشرين لكانت القضية الفلسطينية على رأس هذه الأحداث ولتقابلت القضية وهذا الزعيم في عنوان واحد تعرفه كل فلسطين ، وأن هذه الشخصية التاريخية الخالدة شخصية هذا الزعيم الشهيد لم تفيها حقها مئات الكتب والأبحاث التي كتبت عنه باللغات الأجنبية ولا عشرات الكتب التي كتبت عنه باللغة العربية
نعم إنه وبكل فخر الشهيد معروف سعد ابن مدينة صيدا البارة لفلسطين ، إنها الذكرى الحادية والاربعون لاستشهاد هذا الزعيم الذي حمل حب مدينته صيدا في قلبه وحب فلسطين في روحه فكان المناضل المقدام من عاصمة المقاومة صيدا الذي ناضل وحارب وقاتل الاحتلال والاستعمار ، حيث دخل هذا الزعيم العمل العسكري ضد الاستعمار الذي دنس أرض فلسطين عام 1936 بكل ما تحمله جوارحه وعواطفه من حب لأرض فلسطين .
فقد ترك بصمات خالدة في التاريخ وخلّف إرثاً نضالياً لايمكن نسيانه، ومواقف مشرفة كانت نهجاً شعبياً وطنياً. ومفاهيم تفوح بعبق القومية وحب فلسطين . فقد حمل هذا الزعيم في وجدانه فلسطين كجزء من قلبه لا يتجزء ولا ينفصل ، وحضن ثوارها ومقاوميها ، وكان على رأس معاركها إيماناً بتحرير فلسطين ، و لابد للظلم أن ينجلي ، ومن أقواله الخالدة : ” إن إرادة القتال هي السلاح الأمضى لاستعادة الحق السليب في فلسطين”.
لقد صدح التاريخ باستشهاد الزعيم العملاق معروف سعد الذي سقط بين أحبابه من فقراء وصيادين وعمال وكادحين الذين بادلوه الحب والاحترام وبقيت ذكرى استشهاده خالدة في ذاكرتهم وذاكرة كل فلسطيني ولبناني وعربي ومسلم حيث أمضى حياته دفاعاً عن لقمة العيش بكرامة .. وروى تراب الوطن بدمائه الطاهرة الزكية كما قال الشاعر :
خير المطالع تسليم على الشهدا أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا
فلتنحنِ الهام إجلالا وتكرمة لكل حر عن الأوطان مات فدى
لقد أثبتت الأحداث أن الشهيد البطل معروف سعد كان يعيش في قلب لبنان وتعيش فلسطين في قلب الشهيد
فاسم معروف في فلسطين معروف .
بقلم الأستاذ وسيم وني