اغتيال المناضل عمر النايف اثبت القصور في اداء السفارات الفلسطينية:

بقلم: سهيله عمر

حقيقه الفلسطيني الذي يقيم في الخارج خاصه اللاجئ سواء كان من لاجئين ال 1948 او من لاجئين 1967 لا يجد الا سفارته الفلسطينية تربطه ببلده وينتظر منها الامن والحمايه. لكن للأسف ابسط ما يمكن ان نصف به سفاراتنا الفلسطينية بالخارج انها سفارات بدون خدمات على مستوى من الشفافيه وتتملص من خدمة الفلسطيني في مختلف الجوانب. العرف السائد في هذه السفارات كما هو عندنا في قطاع غزه او الضفة ، انه ان كنت مسئول متنفذ او من طرف أي مسئول، فهو يخدمك ويسهل معاملتك، اما ان كنت على قد حالك يقول لك ناسف الخدمة مش موجوده ويتم اهمال معاملتك لكن بدبلوماسية.

قبل التعليق على حادثة عمر النايف التي ابرزت القصور والخلل في اداء السفارات، سألخص بداية بعد مظاهر القصور في خدمات سفاراتنا في الخارج:

1. هناك الالاف من لاجئين ال 1967 في دول العالم والدول العربية يستحقون هويه فلسطينية بحكم انهم مواطنون اصليون في قطاع غزه والضفة الغربية، وهم مسجلون في السفارات الفلسطينية، الا ان السفارات لم تساعدهم في اصدار هويه وتمكينهم للعودة لا رضهم ومازالوا يحملون وثائق مصريه للاجئين الفلسطينيين او جوازات اردنيه مؤقته مع ان من حقهم اصدار هويه فلسطينية بما انهم سكان اصليون في الضفة الغربية وقطاع غزه.

2. عندما يتوجه الفلسطيني في الخارج ويسأل عن منحه دراسية، يقال له لا يمكنه الحصول على منح دراسية بالخارج ويجب عليه ان يتقدم للمنحة من داخل فلسطين في غزه او الضفة. الا انني فوجئت عندما كنت ادرس في دوله أوربية ان معظم الفلسطينيين حصلوا على منحهم من خلال سفاراتهم في البلد التي يعيشون بها. وهذا يؤكد ان الحصول على منحه من خلال السفارة يخضع لمعيار الواسطة والمحسوبية، بل لا يتم الاعلان عن المنحه في السفاره ويتم التقدم والترشيح لها بمنتهى السريه.

3. عمل والدي حوالي 30 عام في دوله خليجيه حتى التقاعد، وكانت السفارة تستقطع منه 5% من راتبه لصالح المنظمة. اضف انه كان اصلا مدرس في قطاع غزه قبل نكبه 1967 وهجرته اسرائيل مع باقي شباب القطاع الى مصر ولم تسمح له بالعوده، فاصبح بين يوم وليله من نازحين 1967 ولم يستطع العوده لعمله. وعندما طالب السفارة بعد التقاعد براتب تقاعد بحكم انه كان يستقطع من راتبه لصندوق المنظمة 5% اضف انه موظف سابق في قطاع غزه وتم ابعاده عنوه عام 1967، بينما تم اعاده جميع الموظفين قبل نكبه عام 1967 للعمل بعد عودة السلطة عام 1994، بل تم اعطاءهم اراضي ايضا، لكن تم التملص من تقديم أي استحقاقات بمعاش للتقاعد او حتى اعادته لعمله الاصلي في القطاع.

4. عندما كنت ادرس في احدى الدول الأوربية كانت ترفض السفارة مساعدتي لتجديد الجواز وكانت تطالبني بأرساله لأهلي لتجديده. وعندما كنت اقيم في دوله خليجيه ودوله افريقيه كانت السفارة تجدده، فلماذا الفارق في امكانيه تجديد الجواز بين السفارات ؟؟

5. عندما يزور فلسطيني بلدا ما لأيام معدوده ولا يوجد لديه مكان للسكن، لا يجد أي عرض من السفارة لاستضافته خلال فتره زيارته بينما مفترض وجود بيت للاستضافة تابع للسفاره.

6. عندما يفشل الفلسطيني في الحصول على فيزا لمصر للعودة لقطاع غزه، ترفض السفارة في التدخل لدى السفارة المصرية لمساعدته بإصدار فيزا.

7. عندما تحدث مشكله لموظف ولا يجدد عقده، ترفض السفارة التدخل والتوسط لجهة العمل لا نصافه واعادته العمل.

8. عندما يتعرض فلسطيني لمخالفه في أي بلد وممكن يعتقل على اثر شكوى من أي شخص، ترفض السفارة التدخل لانقاذه مع ان ذلك مسئوليتها.

9. نسمع عن التنسيقات للسفر عبر معبر رفح من خلال السفارة الفلسطينية ويدفع فيها الفلسطيني كثيرا ليتم التنسيق له للسفر.

10. جميع العاملين في السفارات يتمتعون بامتيازات عالية حيث يكون جميع العاملين بها من حملة الجوازات الدبلوماسية مع عائلاتهم، ومن هنا لا يشعرون بمعاناة الفلسطيني في هذه الدول الذي يضطر للحصول على فيزا لمصر والاردن بشكل مستمر للعودة لا رض الوطن.

11. حادثه اغتيال سفير السلطة الفلسطينية في براغ جمال الجمال في انفجار مطلع 2014 التي حفظ التحقيق فيها. وحتى الان ظروف الحادث غامضه. وبعد الحادث، اكتشفت الشرطة في منزل السفير 12 قطعة سلاح لم تكن مسجلة في الجمهورية التشيكية.أفادت صحيفة تشيكية أن الانفجار الذي أسفر عن مقتل السفير الفلسطيني في براغ كان سببه انفجار عبوة ناسفة بلاستيكية مخبأة في كتاب منذ 10 أعوام. وكشفت أن الشرطة خلصت إلى أن جمال الجمل لم يُقتل جراء اغتيال، ولكن لأنه فتح عن غير قصد كتاباً زُرعت فيه عبوة ناسفة قبل 10 أعوام. بل قدم بعد ذلك دبلوماسيون فلسطينيون اعتذارهم للسلطات التشيكية بسبب وجود هذه الاسلحة غير الشرعية. علما ان التشيك على علاقه وطيده مع اسرائيل. وسؤالي كيف سيتسبب سفير في مقتل نفسه وانه يوجد لديه كتاب مزروع فيه عبوه ناسفه من 10 سنوات؟؟ اصلا السفير تعين حديثا بالسفارة التشيكيه عام 2013 ولا يمكن ان يمرر كتاب عبر الطائرة يحتوي متفجرات في دوله متقدمه كالتشيك. وعلى افتراض ان الكتاب او الخزنة كانوا لدى السفارة وتم نقلهم البيت، فلا يعقل ان تكون هناك عبوه مزروعة في خزنه لا يعرف رقمها الا اشخاص متنفذين او تكون مزروعة بكتاب داخل السفارة الفلسطينية بينما عليها حراسه امنيه ومراقبه مشدده خاصه انه موقع السفارة تغير فلا يمكن وجود العبوه من 10 سنوات. ثم كيف ممكن ان يحوي بيت سفير فيه زوجه واولاد على متفجرات خاصه ان العاملين بالسفارة التشيكية من اكثر الناس حرصا ؟؟ برايي انه حتما زرعت العبوه عن قصد في الكتاب بالمنزل من خلال عميل.

12. ظهر على السطح اشاعات عن احد السفراء في اوروبا بانه يقوم بمساعده الفلسطينيين للحصول على فيزا بمقابل مادي للهجرة.

13. واليوم نقع في قضيه بمنتهى الغرابة اثبتت بشكل قاطع القصور الشديد في امن السفارات الفلسطينية بالخارج، حيث تعرض المناضل المبعد عمر النايف من مدينة جنين شمال الضفة المحتلة إلى عملية اغتيال داخل سفارة فلسطين ببلغاريا، تحمل بصمات مخابرات الاحتلال "الموساد."

هذا كان جزء من ملاحظاتي على القصور والاهمال في خدمات السفارات بالخارج، وببساطه شديده هو جزء من الفوضى في التعامل التي تسود مؤسساتنا بقطاع غزه او الضفة، والتي تحكمها الواسطة والمحسوبية والمزاجية من الموظفين العاملين بها.

الان عوده لحادثه اغتيال عمر النايف. تعود قصة عمر النايف إلى العام 1986، حين اعتقل بتهمة المشاركة في قتل مستوطن بمدينة القدس وحكم عليه بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من السجن نُقل إلى مستشفى في مدينة بيت لحم، حيث تمكن في وقت لاحق من الهرب إلى دولة عربية، ثم استقر في بلغاريا عام 1994.ورغم مرور ثلاثة عقود على قتل المستوطن، ظل النايف مطلوبًا وملاحقًا وهدفًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي. وكان رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف موجودًا قبل الاغتيال بيوم في الأراضي المحتلة، وناقش موضوع النايف مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وقال إنه لم يعطِ ضمانات للإسرائيليين بتسليمه لأن الفصل في القضية يعود إلى القضاء البلغاري. ثم وجد مقتولًا في ظروف غامضة داخل مقر سفارة فلسطين ببلغاريا، والتي يحتمي فيها منذ شهرين بعد مطالبة الاحتلال بتسليمه.
وأشارت التحريات المبدئية في قضية اغتيال الأسير الفلسطيني السابق عمر النايف إلى وجوده ملقى في حديقة السفارة الفلسطينية في العاصمة صوفيا، وعليه آثار تعذيب. وقالت مصادر بلغارية إن جثة عمر النايف لا يوجد فيها أي أثر لطلقات نارية، وإنما يبدو من المعاينة الأولى كأنه ألقي من مكان شاهق، علمًا بأن المنطقة التي وجد فيها النايف ليس فيها بنايات عالية. ويواجه الادعاء البلغاري صعوبات كبيرة في التحقيق باغتياله اوذلك بسبب عدم وجود كاميرات مراقبة في السفارة الفلسطينية وغياب حراسة رجال الأمن البلغاريين. وعن عدم وجود حراسات ونظام أمن وحماية في السفارة، قال السفير الفلسطيني في تصريحات صحفية، إنه وتحديداً قبل نحو 6 سنوات صدر قرار من قبل وزارة الخارجية البلغارية بناء على دراسة اجرتها بسحب جميع الحراسات عن السفارات التي لم تتعرض منذ 20 عاماً لأي اعتداء، وعليه سحبت الحراسات عن سفارة فلسطين.

والان التساؤلات المطروحة في قضيه اغتيال عمر النايف:
• لماذا تطارد اسرائيل عمر النايف بعد 30 سنه، هل كان له نشاط سياسي في بلغاريا ضد اسرائيل؟؟
• من هو في وضع عمر نايف يحق له طلب لجوء سياسي اضف انه حتما يحمل الجنسية البلغارية، فكيف تسلمه بلغاريا لإسرائيل ؟
• لماذا يغتال عمر النايف بعد ان كان رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف موجودًا قبل الاغتيال بيوم في الأراضي المحتلة، وناقش موضوع النايف مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي،
• اعرف جيدا ان في الدول الأجنبية خاصه بأوروبا وجنوب افريقيا وامريكا ترتفع بها وتيره الجريمة، وتكون المنازل وجميع المؤسسات في منتهى التحصين ومزوده بأجهزة انذار ومراقبه وكاميرات ومغشيرات ولا يستطيع أي احد الدخول للمكان الا بموافقه الامن او اصحاب المنزل. وحتما السفارات يكون عليها امن ومراقبه اكثر تشديدا ولا يسمح لاحد بالدخول الا بموافقه الامن. فكيف ممكن ان نستوعب انه لا يوجد امن او كاميرات مراقبه بحجة ان بلغاريا سحبتهم من 6 سنوات لعدم تعرضها لحوادث ؟؟؟ ام تريدون منا ان نصدق ايضا ان المعتدين لديهم مفاتيح السفاره ففتحوها واغتالوه وبدون ملاحظة الامن، او نصدق ان عمر النايف فتح لهم الباب، او انه القى بنفسه وانتحر ؟؟

اذا من المنطقي جدا ان نشتبه ان المعتدين دخلوا وخرجوا بكل هدوء بدون مقاومه بموافقه الامن وتم ازاله جميع كاميرات المراقبة قبل ارتكاب الجريمة. وحتما تم الاعداد لهذا السيناريو بعد اخذ موافقه رئيس الوزراء البلغاري لإسرائيل وسيتم طمس معالم الجريمة خلال التحقيق البلغاري، ويمكن يتم الادعاء انه انتحر او ان الحادث عرضي كما حدث مع السفير التشيكي. ومن هنا ارى عدم الاعتماد على لجنه تحقيق بلغارية وانتداب لجنه تحقيق مستقله تشارك به الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحكم انه احد منضاليهم . علما ان هذا مجرد راي شخصي وليس اتهام لاي جهه كانت فانا لا اعرف ملابسات وظروف الجريمة الا من خلال الاعلام.

سهيله عمر
[email protected]