عندما يحدث في مجرى حضارتنا انعطافًا خطيراً غير متوقع ، ، وعندما يحدث بدل التحسن المستمر الذى كنا نأمل به تراجعاً ملموسا اوصلنا الى حفة الهاوية ، سنصبح نرى انفسنا مهددين ايضا بأخطار تذكرنا بأنماط وحشية متطورة ، ونفهم ونعي كل شيء باستثناء ذاتنا ..
نتساءل بحسرة ألم يعمل اقوى افرادنا بدون تهاون لجعل واقعنا افضل ، الم نوجه كل امكانياتنا وطاقتنا الجسدية والفكرية صوب حلم الوحدة والحرية والعدالة والتقدم ؟
والفاجعة كانت في الحصاد المر حيث ، وجدنا النتيجة مغايرة لما كنا نهدف اليه وبدل الحرية والنهضة والوحدة والازدهار ، وجدنا انفسنا وجه لوجه امام العبودية والقلق والبؤس والخوف من المجهول الآت ..
شرعنا نتهم قوى سياسية مسيئة افشلت مشارعينا واحلامنا ، واصبحنا ضحايا قوى شريرة تنسج اكاذيبها الطويلة وشعاراتها المستهلكة علينا ..
أمام تلك المتزاحمات الفكرية ،لابد من قهر ودحر تأثير القوى الشريرة من معتقداتنا ونسقنا قبل متابعة الطريق للحياة الافضل ..
بصراحة أكبر نحن لسنا متفقين على تحديد هوية المذنب الاوحد ، وهذه ايضا اشكاليتنا فترانا نتهم تارة الاسلام السياسي، وتارة البرجوازية الكومبرادورية الخبيثة ، وتارة خبث المتغيرات الإقليمية وانعكاساتها السلبية وفرضها اجندات أكثر خبثا ، وطوراً غباء قياداتنا ، او نتهم حزبا كان عند البعض أمنية كبرى للقضاء عليه رغم محاولة اجتثاثه منذ سنين .
ومع كل ذلك فعقلنا الجمعي مقتنع أن الافكار السائدة في اذهان الجيل الجديد غير مغلوطة وتحمل في طياتها نوايا وإرادة حسنة يجب ان ننهض بها ..
في بلادنا يجب ان نتخلص من الشعار الخاطئ الذى ادى الى تراجعنا القائل (نحن مستعدون للقبول بكل الحلول للخروج من ازمتنا الحالية ، باستثناء طرح واحد هو أن نعي - أن ازماتنا الحالية ناتجة عن خطأ حقيقي نابع من ذاتنا ، وبات البحث عن المثاليات والشعارات الكاذبة والغالية علينا وهمًا وسرابًا )
المطلوب اليوم وبعد سلسلة الحروب ان نواجه مجددا المعضلات الاساسية وايجاد السبل الى تجنب مصير صعب حل بشعوب قريبة منا ..
بقلم/ د. ناصر اسماعيل اليافاوي