لقد كشفت عملية اغتيال المناضل عمر النايف في صوفيا بلغاريا العهر السياسي والأخلاقي وفساد ما يسمي ممثليات وسفارات الشعب الفلسطيني التي تستنزف ملايين الدولارات من مقدرات وقوت الشعب الفلسطيني والتي وجدت من اجل الدفاع وحماية الجاليات الفلسطينية والقيام بشرح معانات والآم وهموم شعبا ما زال يعاني من أبشع احتلال عرفه التاريخ بدل التهرب والتنصل من مسؤولياتها , فيقول الأكاديمي والكاتب فهمي شراب عرفنا عن قرب ان بعض سفراء فلسطين في الخارج يرفضون أن يسكنوا في فيلات وبيوت إن لم يكن فيها حوض سباحة، ويصرون على البقاء أشهرا في فنادق ذوات خمس نجوم، محملين الشعب الفلسطيني تكاليف تغطية رفاهية عائلاتهم وذويهم , وتحول بعضهم الى تجار وأصحاب مطاعم وبورصة وتجار شنتة وفيزا ومنح دراسية وغير ذالك ناهيك عن ان أكثرهم جاء عبر الواسطة والمحسوبية , وكان أجدر بالرئيس ووزارة الخارجية الفلسطينية وضع سفراء أكفاء على قدر عالي من المسؤولية والخبرة والجاهزية والتدريب وممثلين ذوي أخلاق نبيلة مشرفة . فهل ميزانية وزارة الخارجية الفلسطينية تستطيع تحمل مثل تلك النفقات ولا تستطيع تحمل عبئ إنقاذ الفلسطينيين من الجحيم
لقد استطاع الاحتلال النيل من عمر النايف كما القادة والمناضلين الذين سبقوه غسان كنفاني وابو جهاد وابو اياد ووديع حداد وباسل الكبيسي والكمالين وحسن سلامة وناجي العلي وسمير القنطار والقادة العظماء ابو عمار وابو على مصطفي واحمد ياسين والشقاقي ومئات الشهداء الذين سقطوا على مذبح الحرية والاستقلال ليبرهن هذا الاحتلال على فاشيته ونازيته مستغلا كل الوسائل المتاحة لديه من تكنولوجيا المعلومات والاستخبارات وغيرها من الوسائل المتطورة وتعاون وتواطؤ الطابور الخامس من العملاء الذين باعوا انفسهم ووطنهم وضميرهم وكرامتهم للشيطان مقابل الفتات على موائد النخاسة والمهانة , وتواطؤ وتعاون معظم أجهزة الاستخبارات العالمية وبعض أجهزة الاستخبارات العربية على الجرائم المرتكبة بحق المناضلين والشرفاء من الشعب الفلسطيني والتغطية السياسية من قبل الدول المتساوقة مع الجرائم الصهيونية , وان الحكومة البلغارية هي الشريك الفعلي للجريمة والتي أتت بعد زيارة رئيس الوزراء بلامين إلى إسرائيل
لقد أراد الاحتلال ان يوصل رسالة الى الفلسطينيين والعالم اجمع عن طريق اغتيال عمر النايف ان يد إسرائيل طويلة وتستطيع الوصول الى اي مكان في العالم ولن يستطيع ايا كان ان يوقفها , وان من تتلوث يدة بالدم الصهيوني او المساس بالأمن الإسرائيلي سوف يكون مصيره القتل وأنة لا يوجد اي حصانة سياسية او دبلوماسية او خطوط حمر او اي اعتبار لمواثيق وقوانين دولية امام الإرادة الإسرائيلية واعتقد ان هذه الرسالة ارسى الاحتلال قواعدها منذ قيام كيانه المسخ على إنقاذ الشعب الفلسطيني وكل عملية يقوم بها أنما هي للتذكير وان العالم فهم الرسالة وتعاطي مع الاحتلال انه فوق كل القوانين والأعراف الدولية
ان السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية والوطنية اتجاه اعدام عمر النايف ويجب محاسبة وفضح المقصرين وعلى رأسها
اولا : السفير وطاقم السفارة لما ابدوا من ممارسات غير أخلاقية اتجاه قضية عمر النايف من محاولة أخراجه من السفارة وتسليم نفسه والمضايقات التي تعرض لها وعدم التحرك الدبلوماسي الجدي للسفير مع رئيس الوزراء البلغاري ووزير العدل وأعضاء البرلمان , وعدم القدرة على حشد رأي عام مناصر لقضية عمر ولم يكن على قدر المسؤولية حتى بعد استشهاده وقضية الغموض والتصريحات المتناقضة للسفير , وكان أجدر بوزارة الخارجية إحالته إلى التحقيق وإقالته من عمله فورا
ثانيا : وزارة الخارجية الفلسطينية ممثلة بوزيرها رياض المالكي الذي لم يتحرك بشكل فوري وجدي وتشكيل خلية أزمة تتحرك على جميع الصعد السياسية والقانونية والدولية وحتى حينما زار رئيس الوزراء البلغاري الأراضي الفلسطينية لم يتم فتح ملفه وتم الاكتفاء فقط بقضية إضراب الأسير محمد القيق واذا كانت السلطة الفلسطينية لا تستطيع حمايته كان الأجدر بها ان تبحث عن دول تستطيع سفاراتها ان تحميه إلى حين إنهاء ملفه القانوني , ولكن المطلوب الان من الخارجية الفلسطينية ومن وزارة العدل حمل الملف الى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها
ثالثا : المخابرات الفلسطينية التي كان باستطاعتها توفير الحماية الأمنية منذ اليوم الأول وهي تدرك ان هناك مطلوب التجئ أليها طلبا للأمن والأمان وعليها ان توفر الحراسة على مدخل السفارة وفي داخلها وان تقوم بنصب أجهزة المراقبة وان لاتتركه وحيدا داخل السفارة وهي تدرك جيدا طبيعة وقدرة الأمن الإسرائيلي في الوصول الى الشهيد
رابعا : الجبهة الشعبية والجالية الفلسطينية في بلغاريا تقع على عاتقها مسؤولية حيث كان بإمكانها تشكيل طوق آمان وحماية لعمر بوجود متضامنين في السفارة على مدار الساعة والقيام باعتصامات ومظاهرات أمام البرلمان ووزارة العدل البلغارية واستقطاب سياسيين ونقابيين وحقوقيين وكان أجدر بالجبهة حينما أدركت فشل السفارة بالقيام بواجبها في حمايته ان تبحث عن دول صديقة للشعب الفلسطيني مثل روسيا وكوبا وفنزويلا والبرازيل وتشيلي والأكوادور ومحاولة نقله وطلب اللجوء السياسي او البحث عن حل قانوني
ولكن يبدو ان الواقع الفلسطيني الرسمي سلم بنتيجة ان الاحتلال يستطيع ان يفعل ما يشاء وما علينا الا ان ننتظر أقدارنا دون ان نفعل ما يعيد لنا كرامتنا المسلوبة وتعودنا ان نحصي شهدائنا ونرثيهم بفصاحة وبلاغة اللغة العربية وما تحمله في طياتها من مفردات اللغة وعبر التاريخ النضالي لشعبنا لم نستخلص العبر من هزائمنا وشهدائنا وسياساتنا الخاطئة ولا من أمننا المسلوب ولكن ان أردت تضييع الحقيقة وتخفيف وطئتها ما عليك الا تشكيل لجنة تحقيق لها كحال اللجان التي شكلت للتحقيق في باستشهاد ياسر عرفات ......... لله درك يا وطني