النظام العربي مأزوم بدليل التخبط في المواقف والقضايا الوطنية ، وفقدان النظام العربي للبوصلة الوطنية حيث إن النظام العربي يعيش صراع وجود في ظل الصراعات المحتدمة التي تعيشها المنطقة ، القرارات للنظام العربي غوغائيه وبعيده كل البعد عن المصلحة الوطنية والقومية ، وليس مستهجن أو مستغرب تصنيف حزب الله بالإرهابي لان هناك سوابق عربيه تدلل على أن النظام العربي مرتهن في قراراته للاملاءات التي لا تخدم الأمن القومي العربي ، فقد سبق اتخاذ قرارات أسهمت في الحالة التي تعاني منها أنظمة العالم العربي من فقدان للقرارات المسؤوله ، ساهمت دول مجلس التعاون الخليجي باحتلال العراق ومهدت للقوات الغازية المحتلة الامريكيه باحتلال العراق عبر احتضانها وفتح حدود هذه الدول للقوات الامريكيه الغازية ، وشرعت ألجامعه العربية لقوات حلف الناتو بقصف ليبيا التي تحولت إلى دوله فاشلة ، وان دول ألجامعه العربية اتخذت قرارا بتجميد عضوية سوريا في ألجامعه العربية .
النظام العربي المتحالف مع إسرائيل في صراعه على سوريا يقف موقف المتفرج من تمدد المشروع الصهيوني في الأراضي الفلسطينية وإجراءات التهويد والتوسع الاستيطاني وتدنيس القدس وان دول مجلس ألجامعه العربية يقف موقف المتفرج العاجز عن تامين الحماية للشعب الفلسطيني وعن حماية المقدسات الاسلاميه في القدس وعن حماية المسجد الأقصى .
قرار مجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله إرهابي قرار يتماها مع المواقف الاسرائيليه وهو قرار يتساوق مع التسويق الإسرائيلي بان حزب الله إرهابي ، لان إسرائيل ترى بحزب الله التهديد الذي يهدد أمنها ويسعى لخلق حاله من توازن الرعب مع إسرائيل .
وقد اهتمت الصحف الأمريكية بقرار مجلس التعاون الخليجي تصنيف "حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية، معتبرة أن القرار يأتي في سياق تصاعد الخلاف بين السعودية وإيران الداعم الإقليمي الرئيسي للحزب.
ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها إعلان مجلس التعاون الخليجي "حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية بالضربة القاسية الموجهة لإيران.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التحرك مؤشر على التصعيد الخطير في التوترات بين السعودية وإيران.
وأضافت أن القرار ضد "حزب الله" المتحالف مع إيران يأتي بعد أسبوعين من إلغاء السعودية حزمة مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار كانت مخصصة لتقوية قوات الأمن اللبنانية.
وتحدثت عن أن الخلافات المتنامية بين السعودية وإيران هزت لبنان بشكل متزايد، وجاء قرار مجلس التعاون الخليجي بعد يوم من خطاب استفزازي لحسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله" انتقد فيه المملكة العربية السعودية .
واهتمت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها بإعلان مجلس التعاون الخليجي "حزب الله" اللبناني منظمة إرهابية، مشيرة إلى أن التحرك قد يضيف المزيد من الوقود للمواجهة المتنامية مع إيران الداعمة للحزب في المنطقة التي يمزقها الصراع.
وتحدثت عن أن القرار يبدو جزءاً من الخلاف المتنامي بين دول الخليج بقيادة السعودية وإيران التي تعتبر الحليف الرئيسي الإقليمي لـ"حزب الله".
وأضافت أنه لا يعرف حتى الآن تأثير القرار ضد "حزب الله" من الناحية العملية، إلا أن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكد على أن قوانين مكافحة الإرهاب المحلية والدولية ستطبق الآن على الحزب.
وذكرت الصحيفة أن مثل هذه القوانين في دول مجلس التعاون الخليجي تفرض عقوبات قاسية على أي شخص له اتصال بمنظمة إرهابية أو يعمل لمصالحها، كما يستهدف التمويل والاستثمار الخاص بتلك الجماعة المصنفة إرهابية.
ويحارب "حزب الله" بجانب القوات الإيرانية في سوريا في محاولة لمساعدة بشار الأسد على مواجهة التحدي القادم من مجموعات ثورية سنية بحسب وصف الصحيفة ضمن عملية تغذية الصراع المذهبي الطائفي .
وتحدثت شبكة "بلومبرج" الأمريكية عن أن التحرك من المرجح أن يصعد التوترات مع داعمي "حزب الله" في إيران.
وذكرت أن السعودية أصبحت محبطة بشكل متزايد من "حزب الله" في ظل تصاعد منافستها السياسية والعسكرية مع إيران بشأن الصراعات في سوريا واليمن.
وكانت الحكومة اليمنية أكدت الأسبوع الماضي امتلاكها أدلة تثبت أن مسلحي "حزب الله" يساعدون المتمردين في اليمن على تنفيذ هجمات عبر الحدود إلى داخل المملكة، واتهمت الرياض طهران بأن لها يد في التقدم الحوثي باليمن.
المملكة العربية السعودية بذهابها بعيدا في تجريم حزب الله واتهامه بالإرهاب، تتجاوز دول الاتحاد الأوروبي التي رفضت الانصياع لضغوط إسرائيلية وأمريكية شديدة لوضع الحزب على لائحة الإرهاب، واكتفت فقط بإلصاق هذه التهمة بجناحه العسكري، بحجة وقوفه خلف عملية تفجير حافلة كانت تقل إسرائيليين في بلغاريا عام 2012.
ربما يختلف الكثيرون في الوطن العربي وخارجه حول تدخل حزب الله عسكريا، وقتاله إلى جانب الجيش العربي السوري ضد فصائل المعارضة المسلحة التي تدعمها المملكة السعودية وحلفائها في سوريا ، إلى جانب الولايات المتحدة بالمال والسلاح بين مؤيد ومعارض، ولكن لا يجب أن يغطي هذا الاختلاف على الانجازات الكبيرة التي حققها الحزب في مقاومته الشرسة للاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها إجباره على الانسحاب من لبنان من طرف واحد عام 2000، وهزيمة جيشه المذلة في حرب تموز (يوليو) عام 2006، وإطلاق آلاف الصواريخ التي ضربت العمق الإسرائيلي، مثلما لا يجب أن ننسى الدعم الكبير، العسكري والعملياتي والتدريبي، الذي قدمه هذا الحزب للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهو الدعم الذي أدى إلى صمود هذه المقاومة وانتصارها، وقصفها لتل أبيب، وإرسال أكثر من أربعة ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية تنتقد تدخل “حزب الله” في سوريا والعراق واليمن، وهذا من حقها، فان تدخله هذا يتواضع كثيرا إذا ما قارناه بتدخل المملكة العسكري في سورية والعراق واليمن ومليارات الدولارات، وعشرات آلاف أطنان الأسلحة التي تقدمها المملكة للمعارضة المسلحة التي تدعمها في سورية، وحربها المباشرة في اليمن، التي تكمل هذه الأيام عامها الأول، وتتضمن إرسال مئات الطائرات لقصف مستشفيات، مدارس، أسواق شعبية، أعراس، معامل تعبئة مياه، ومزارع أبقار ودواجن، مما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف يمني وإصابة ثلاثين ألفا لا يجدون الدواء والعناية الطبية اللازمة بسبب الحصار.
بات نخشى على المملكة السعودية من نتائج هذه الحروب العسكرية والإعلامية والسياسية التي تفجرها في أكثر من دولة عربية، وعلى رأسها اليمن، مثلما نخشى على حلفائها أيضا، سواء كانوا خليجيين أو لبنانيين أو عراقيين أو عرب آخرين من جرائها ونتائجها ، وكان لافتا التصريحات التي نسبت إلى السيد سعد الحريري رئيس تيار “المستقبل” الموالي للسعودية، ورئيس لبنان الأسبق، الذي أكد أن تياره سيستمر في الحوار مع حزب الله رغم تصنيفه منظمة إرهابية.
توسيع دائرة الأعداء، ودون النظر بعين متعمقة إلى ظروف الحلفاء وإمكانياتهم ومصالحهم، وتحميلهم أكثر من طاقتهم، ربما ينعكس سلبا عليهم، وعلى المملكة بالتالي في نهاية المطاف.
بات يخشى حقيقة على لبنان من الحمله غير المسبوقه للسعوديه والتي وصلت في سياستها لحافة فقدان قيادة السفينه وباتت خسارتها للبنان شبه مؤكده لمواقفها التي تؤلب اللبنانيين على سياسة السعوديه ومجلس التعاون الخليجي بسياسة العقاب الذي يستهدف لبنان واللبنانيين ،
القرار لمجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله بالإرهابي جاء بعد ساعات من تقاطع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرا لله والرئيس سعد الحريري عند ضرورة استمرار الحوار بين «الحزب» و«تيار المستقبل»، لحماية الساحة الداخلية الهشة من مخاطر الفتنة المذهبية، فاجأ مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب لبنان بتصنيف «حزب الله»، الممثل في مجلس النواب والحكومة، وصاحب القاعدة الشعبية الواسعة.. منظمة إرهابية!
لم يشفع لـ«حزب الله» دوره المحوري في المقاومة، ولا تقديمه آلاف الشهداء والجرحى على طريق الصراع مع إسرائيل، ولا إنجاز التحرير في العام 2000، ولا انتصار تموز 2006، ولا دعمه للفلسطينيين المحاصرين في غزة.
كل هذه السيرة الذاتية في مواجهة الاحتلال لم تكن كافية، حتى لتخفيف العقاب، بل شطبها قرار مشبوه بشحطة قلم، لم يرف لها جفن.. ولم ترتجف منها يد.
والأرجح، أنه بسبب هذه التضحيات والإنجازات، قررت الأنظمة العربية التي جمعتها «المصيبة» من المحيط إلى الخليج، مع بعض الاستثناءات، تأديب «حزب الله» ومعاقبته، بمفعول رجعي، استنادا إلى أحكام جاهزة ومعلّبة.
وليس خافياً على كثيرين أن المقاومة أحرجت، منذ الولادة، الكثير من تلك الأنظمة التي لم تكن تملك في الماضي ما يكفي من الذرائع لمواجهة الحزب، فأتت الأزمة السورية وحرب اليمن لتشكلا الغطاء المناسب للانقضاض عليه، وتصفية حساب مؤجل ومتراكم معه، في لحظة احتقان مذهبي، تبيح المحظورات.
لم يجد زعماء الخليج ولا معظم وزراء الداخلية العرب أي حرج في التماهي مع أدبيات الاحتلال الإسرائيلي وتوصيفه المعتمد لـ«حزب الله». ولم يزعجهم أن يجدوا أنفسهم في خندق واحد، عن قصد أو غير قصد، مع العدو الذي انقلب صديقا نكاية بإيران.
وإذا كانت المواجهة بين السعودية و«حزب الله» قد بلغت حداً جعل الرياض تذهب بعيداً في الانتقام من دون التمييز بين الدولة اللبنانية والحزب، فإن ما ليس مفهوماً أو واضحاً هو تقيّد العرب الآخرين بـ«النوتة» السعودية، وبالتالي مسارعتهم إلى الرقص فوق حافة الهاوية المذهبية على إيقاع غضب المملكة.
والمفارقة، أن الولايات المتحدة وأوروبا ظهرتا حتى الآن أكثر رأفة بلبنان من أشقائه المفترضين، وأحرص منهم على حماية استقراره الداخلي وعلى تسليح جيشه، ولو كان ذلك يأتي ربطاً بمصلحة أميركية ـ أوروبية في إبقاء الوضع الداخلي ممسوكاً، قدر الإمكان، حتى لا ينفجر ملف النازحين بين أيدي القارة العجوز والدولة العظمى.
والأغرب أن أوروبا بدت «معتدلة»، قياساً على العرب، عندما اكتفت بوضع الجناح العسكري في «حزب الله» على لائحة الإرهاب، بينما لم يتردد الأقربون في «التعميم» الذي لا يميز بين مستوى سياسي وآخر عسكري، ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان الرئيس تمام سلام بات يترأس حكومة تتعاون مع الإرهاب، باعتبارها تضم في صفوفها وزيرين للحزب؟
وإذا كان القرار الخليجي يُدرج في أحسن الحالات في خانة التهور والانفعال، إلا أنه يسجل في المقابل أن الداخل اللبناني أظهر، في مواجهته، قدراً عالياً من المسؤولية والعقلانية، عكسه أساساً وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعترض على قرار مجلس التعاون الخليجي وزراء الداخلية ونأى بنفسه عنه، «صوناً لما تبقى من مؤسسات دستورية». كما أن الرئيس سعد الحريري أكد، قبل أن يجف حبر البيان الخليجي، استمراره في محاورة الحزب والتعاون معه لتحصين الداخل، وإن يكن قد انتقد في الوقت ذاته سلوك الحزب وخياراته في المنطقة.
وأغلب الظن، أن المدى الذي وصلت إليه المواجهة الخليجية مع «حزب الله» باتت تحرج الحريري أكثر مما تريحه، برغم أنه في موقع الخصومة الحادة للحزب، ذلك أن رئيس «تيار المستقبل» يعلم أنه لا يستطيع أن يجاري هذه الاندفاعة المحمومة، بمعزل عن عواطفه، وهو الذي يدرك أن التوازنات اللبنانية الدقيقة لا تطيق حمولة سياسية ثقيلة من النوع الذي يجري تصديره إلى لبنان حاليا.ولم يتأخر النائب وليد جنبلاط بدوره في التقاط هذه الحقيقة، قائلا: نحن في لبنان لا نستطيع أن نتحمل هذا التصنيف.
السعودية بقرارها وموقفها ضد حزب الله عمدت إلى إحراج حلفائها بلبنان وهي هدفت من وراء قرارها لخلط الأوراق على الساحة اللبنانية لكن وعي اللبنانيين قد يفقد القرار السعودي لأهميته ويحرج السعودية بمواقفها حيث تغرق بالوحل اليمني وبالفشل في سوريا بفعل تغير موازين القوى ، وان التحدي السعودي لحزب الله في الموقف والقرار يفقد السعودية ويجعلها في حالة انعدام للوزن بفعل قرارات مرتجله وغير مدروسة وهذه ما يجعل السعودية تفتقد لحالة من التوازن الإقليمي ويزيد في حالة الغرق والتو هان ضمن عملية استغلال إسرائيل للحالة التي تعيشها السعودية وتوجيهها الوجهة التي تخدم إسرائيل وأمنها ومشروعها التوسعي.
بقلم/ علي ابوحبله