قد يقودنا عنوان هذا المقال واذا دخلنا في تفاصيله وستراتيجياته لكي نقول المشروع الوطني اين ..؟؟؟!! والى اين ...؟؟!! بل الايقونة الفلسطينية .. واطروحة الدولة المختزلة على ارض ما قبل 67م
قد نتوه في العنوان الذي سيدخلنا في عناوين متعددة ، قد نلاحظ فيها حالة التيه السياسي والتخبط والانقسام والفوضى ، ولان العناوين غير كافية حول المشروع الوطني سياسيا وامنيا وغير كافية بخصوص المصالحة وانهاء الانقسام وغير كافية بالنسبة للقدس ومبهمة بخصوص صرخة الاقصى ، ومتشائمة بخصوص اي انتخابات رئاسية وتشريعية ، ومعدومة بخصوص المصالحة الداخلية الفتحاوية ، وشبه مستحيلة لانعقاد مؤتمر حركي سابع في المناخات الحالية سواء يعبر عن الجمع الحركي او يعبر عن فئة استحواذ القرار الحركي .
على الاقل فل نطرح السؤال : غزة الى اين ..؟؟؟ فالصدق في ابرام المصالحة اصبح كظاهرة السراب ، والتلاعب البندولي اصبح واضحا من هذا الطرف او ذاك وخاصة عندما تسير الحركة البندولية نحو اللعب على محاور اقليمية تبدأ من الدوحة الى تركيا الى القاهرة ، وبخصوص القاهرة تعرف جيدا ومتمرسة تاريخيا في ملف القضية الفلسطينية فلا تحتاج عزام الاحمد او غيره لكي ينقل اوجاع القاهرة من الاخوان المسلمين ، او تستنزف قوى في المقاطعة الموقف المصري محرضة ومشعلة النيران وهي تفهم ان من يتضرر بالدرجة الاولى 2 مليون فلسطيني في غزة ، وهنا لا انكر ان حماس تتضرر من خسارتها في الساحة المصرية وعدم رؤية استراتيجية مبكرة لتنحاز لفكرة حركة التحرر بدلا من التلويح بانضمامها وجزئيتها جزء من مشروع الاخوان الذي خسر في كل الساحات ، وعلى سبيل المثال لا الحصر موقف الاخوان في الاردن وانفصالهم ، ولو انني ادرك انه لا يوجد للاخوان قيادة عالمية مركزية بل كل ساحة لها مفاهيمها التنظيمية وغيره من اليات الوجود الحزبي ، قد اخطأت حماس بعدم تفهمها المتغير الاقليمي ومؤثراته على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، وكل الاطروحات لانهاء الانقسام عبر اتفاق القاهرة والدوحة وجده ومن ثم الدوحة والدور القطري والتركي واتفاق الشاطيء ، لم تكن كفيلة بانهاء المؤثر الاقليمي والدولي سواء من الامريكان والاسرائيليين والغرب او بعض الدول العربية ، فالانقسام اتي بترتيب دولي اشترك فيه عباس وحماس سويا في قطف نتائجه كل لبرنامجه الخاص مبتعدين عن المصلحة العليا للشعب الفلسطيني .
لكي نفهم اجابة السؤال.... من بوابة غزة وبعدها ما يحدث بالضفة من استيطان وتهويد وتجمعات سكانية فلسطينية قد تفرض رؤية سياسية وامنية احتلالية لطبيعة المكون السياسي في الضفة وبالتالي طبيعة المكون السياسي والامني في غزة ، وبالتالي نحن بحاجة لمبادرة الاخ محمد دحلان وما تلاها من ابجديات معتدلة للقائد الحمساوي احمد يوسف، على ان لا تأخذنا التفاصيل في بحث الماضي ووقفاته العاطفية دون النظر الى مصلحة الشعب العليا والتي يتأثر فيها 2 مليون فلسطيني في غزة ، فالضفة الغربية مهمة جدا لاي ايقونة فلسطينية سياسية ولكن بدون غزة فالوطنية الفلسطينية ناقصة بل معطلة ، وان كان الحوار بين حماس وفتح السلطة حوار طرشان وكل يستغل الوقت والزمن في استنزاف المواقف الاقليمية ، وفي حدود لانهائية من الزمن تزداد فيها العذابات على سكان غزة ....بحيث يصعب بقاء الحال كما هو عليه .... وبالتالي الحلول الوسطية التي تقدم الحالة الوطنية عن الحالة الحزبية مهمة جدا في المرحلة الحالية واللاحقة ، ومن اتنتاج واقع لا ينفصل عن برنامج منظمة التحرير في فهم الحل المرحلي الذي يمكن ان يطبق في غزة وبامتدادات برمجية متصلة مع الواقع الوطني في الضفة والشتات ، فلا يمكن اعادة انتاج الفشل بفشل اخر ، وهذا لاينفي من مبادرات محلية تخص القطاع وفك ازماته مع دول الاقليم وفك الازمات الداخلية الناتجة عن احداث 2007م وعدم التمترس بالعواطف فالعالم يتغير والزمن لا يتوقف وبالامكان وضع معالجات لكل القضايا ولكن بشرطية ان يفهم الجميع ان هناك 2 مليون فلسطيني يجب حل ازماتهم ومشاكلهم وبالتالي هذا هو التصويب والتبويب الصحيح لحل الازمات الوطنية ، والانسانية والكل يجب ان ينحني لمصالح الشعب ، فليس بالمنظور وبالشكل التقليدي بين حماس وتيار ابو مازن الوصول لحلول وطنية او حلول لازمات غزة .... ولذلك يجب السلوك مسلك اخر ... فيكفي فشل وعطب ونرجسيات .
سميح خلف