لم تمض سوى أيام قليلة على عملية الطعن التي نفذها الشهيدان لبيب عازم ومحمد زغلوان في المستوطنة "عيليه" الاسرائيلية جنوب مدينة نابلس في فلسطين المحتلة ، حتى شاهدنا مقاومان آخران ينفذان عملية طعن جديدة في مستوطنة "هار براخا" جنوب مدينة نابلس ، التي لا تبعد كثيراً عن المستوطنة الأولى ، وقد شكلت هاتين العمليتين البطوليتين المتشابهتين في نفس المنطقة وفي يوم واحد صفعة على وجه الإحتلال الذي يماس كل الضغوط والأعمال الإرهابية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في رسالة ربما لم يفهمها قادته أن الانتفاضة مستمرة برغم كل محاولات الخنق والحصار التي تنتهجها ألة القتل الإسرائيلية في حق شعبنا الفلسطيني رغم ثبوت فشل هذه الممارسات منذ اغتصاب أرض فلسطين إلى الآن والمستقبل .
سياسات قمعية فاشلة :
هذا و يأتي الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قرى جنوب نابلس بعد أيام من حصار مماثل شهدته بلدة قباطية ، بعد تصفية الاحتلال للشاب الفلسطيني "قصي ذياب أبو الرب" أحد أبناء البلدة والذريعة دائما محاولة تنفيذ عملية طعن .
فسياسة الحصار والتدمير التي ينتهجها الاحتلال ضد المدن والبلدات الفلسطينية التي يخرج منها الاستشهاديون ومنفذو العمليات، تشكل عقاباً جماعياً، ليكون ذلك رادعًا لتلك المناطق ولإضعاف التعاطف الشعبي مع المقاومين الأبطال ..
وفي نفس الوقت فإن حكومة الاحتلال تسعى كذلك إلى إرضاء المجتمع الاسرائيلي الذي يسمع ويشاهد بأم عينيه عجز جيشه عن حمايته وتوفير الأمن المفقود له مما دفع قادة الإحتلال لإنهاء الحصار والعدوان سريعاً بعدما شهدته مدينة قباطية من مواجهات عنيفة خلال الحصار الذي فرضه الاحتلال الاسرائيلي على المدينة في مشهد يثبت بفشل هذه السياسات القمعية الفاشلة .
الماضي الذي يلاحق الاحتلال :
إن كل أساليب القمع والقتل والتشريد التي مارسها الاحتلال منذ اغتصاب فلسطين قد أتت بنتائج عكسية لصالح تغزيز وصمود مقاومينا الأبطال ، بالرغم من استخدامها من قبل الاحتلال في الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى وبرغم ذلك لم ولن يستطيع إيقاف هذه الإنتفاضة ، حتى سياسية الحصار والإعدامات الميدانية وتدمير البيوت وتشريد الأهالي ومصادرة الأراضي لن تثني شعينا البطل عن المطالبة بحقوقه المغتصبة ، حيث أدرك قادة الاحتلال أنه لا يوجد هناك حل جذري للانتفاضة بالطرق الارهابية والبربرية التي يستخدمها والتي قامت كيانه عليها ، ومنها بناء السور الواقي عام 2002 والحصار الذي فرضه منذ عشرة سنوات على غزة لم يقلل من قوة المقاومين بل زاد من القوة التي بات الاحتلال يخاف التوغل فيها .
وأخير إن الاحتلال الاسرائيلي بات يدرك تماماً بأنه ليس صاحب الأرض التي اسمها فلسطين وأن سياساته الارهاربية التي يمارسها في فلسطين لن تكسر شوكة شعبنا الفلسطيني ، وأن مزيداً من القتل والإعدامات الميدانية والحصار لا يجدي نفعاً لأن الانتفاضة مستمرة برغم الحصار والتدمير و وانهي مقالتي هذه بكلمات للشاعر سميح القاسم تجسد فكرنا الفلسطيني :
ربما أفقد – ما شئت- معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجاراً، وعتالاً، وكناس شوارع
ربما أبحث، في روث المواشي، عن حبوب
ربما أخمد عريانا، وجائع
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
بقلم الأستاذ وسيم وني