الطب النبوي

بقلم: الشيخ الداعية الدكتور سعيد نزال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الطب النبوي

الطب النبوي هو مجموعة النصائح والهدي المنقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الطب الذي تطبب به ووصفه لغيره، وصلتنا على شكل أحاديث نبويه شريفه، بعضها علاجي وبعضها وقائي. وتناولت علاج أمراض القلوب والانفس والابدان والارواح، منها ما هوعلاج بالادويه الطبيعية ومنها ما هو علاج بالادويه الروحانيه وألأدعية والصلوات والقران جمع تلك الوصايا بعض المتقدمين وأهمهم ابن قيم الجوزية ، ثم أضاف إليها المتأخرون كتباً أخرى.
ان الله تعالى يقول :(وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)(الاسراء:82)فالقراان هو الشفاء التام من جميع الامراض القلبية والبدنية باذن الله تعالى واذا احسن المريض التداوي به واخذه بصدق وايمان وقبول تام واعتقاد جازم فان الله يمن عليه بالشفاء .
والاستشفاء بالرقية الشرعية هي جزء من هديه الشريف صلى الله عليه وسلم والايات والاذكار والادعية التي يستشفى بها ويرقى بهاهي في نفسها نافعة شافية لكنها تحتاج الى تثبت بها واعتقاد فيها .
والعلاجات بالطب النبوي متعددة الابواب في : الحجامة والكي وعصابة الراس وفي الاستشفاء بالادوية الطبيعية النباتية كالحبة السوداء وعسل النحل والقسط الهندي وهناك العلاج بالحرارة والعلاج بالماء والعلاج بالحركة والعلاج بالصوم والصلاة وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما اخرجه مسلم : ان لكل داء دواء فاذا اصاب دواء الداء برأ باذن الله واخرج البخاري قوله صلى الله عليه وسلم )ما انزل الله من داء الا انزل له دواء).
والمتامل في قوله تعالى(واذا مرضت فهو يشفين)(الشعراء : 80) يجد ان المسلم يرجو الشفاء من الله تعالى العظيم الذي بفضله تكشف الكروب ويعافي المريض ويرفع الضر .
تصنف الأمراض حسب الطب النبوي إلى نوعين مرض القلوب، ومرض الأبدان، وهما مذكوران في القران يقول ابن القيم: " ومرض القلوب نوعان: مرض شبهة وشك (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا) البقرة 10، ومرض شهوة وغي (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) الاحزاب 32. فهذا مرض شهوة الزنا والله أعلم. وأما مرض الأبدان، فقال تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) النور61
واذا كان الناس يلجاون الى ما يسمى بالطب الصيني والطب الهندي فضلا عن الطب الاوروبي الحديث المعروف بتطوره وتعدده وسعة انتشاره فان الطب النبوي فيه متسع للشفاء باذن الله.
وعودة الى الطب النبوي واحياء لهديه الشريف صلى الله عليه وسلم نجد ان هذا باب عظيم من العلم والعطاء في الشفاء والتشافي بمعطيات هذا العلم الشريف الذي له جذوره واسسه القوية ويقوم الطب النبوي على الحفاظ على البدن وسلامته من الامراض والوصول الى نعمة العافية ويعين على هذا تجنب الكحول والمسكرات والمفترات وكل دواء خبيث.
كما يعطي اهمية لقدرات الجسم الشفائية التي يواجه بها الامراض من خلال قدراته التي اودعها الله سبحانه وتعالى(قال ربنا الذي اعطى كل شيئ خلقه ثم هدى)(طه : 50)
كما ان الدعاء والتوجه الى الله بطلب الشفاء والصبر وشدة التضرع والخشية وهذه من ابواب الاستشفاء بالدعاء (وقال ربكم ادعوني استجب لكم)(غافر :من الاية 60).
ومعلوم ان المرض نعمة ورحمة للمسلم وليس غضبا ولا انتقاما منه سبحانه بل هو تكفير عن السيئات ورفع للدرجات ولهذا فهو تكريم من الله سبحانه لكل مريض يريد ان يطيبه ويغسله وينوره .
وادعوا الله العظيم ان يستعملنا في طاعته وان يستخدمنا في محبته وان يديم عليكم نعمة العافية ويرزقنا واياكم الاستقامة والهداية والانس اليه والشوق الى لقائه سبحانه وتعالى.

الكاتب الدكتور سعيد ابو عباه
قلقيلية