أنشئت ألجامعه العربية من اجل توحيد المصالح العربية وتوحيد جهودها والدفاع عن أعضائها وقد نص على ذلك ميثاق ألجامعه العربية الذي يتألف من عشرين مادة، تتعلق بأغراض الجامعة، وأجهزتها، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء، وغير ذلك مــــــــن الشؤون.
ويتصف الميثاق للجامعة العربية بالشمولية والتنوع الواسع في تحديد مجالات العمل العربي المشترك، ويفتح الباب أمام الدول الراغبة فيما بينها، في تعاون أوثق، وروابط أقوى مما نص عليه الميثاق، أن تعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذه الأغراض.
ويجوز تعديل الميثاق الخاص بالجامعة العربية بموافقة ثلثي الدول الأعضاء، وذلك لجعل العلاقات فيما بين الدول الأعضاء أوثق وأمتــــن، ولإنشاء محكمة عدل عربية، ولتنظيم العلاقات بين الجامعة والمنظمات الدولية التي تسعـــى لصـــون السلم والأمــــن الدوليين.
ويردف الميثـــاق ويكمله وثيقتـــان رئيسيتان : معاهدة الدفاع العربي المشترك (إبريل 1950) وميثـــاق العمـــل الاقتصادي القومي (نوفمبر 1980).
لكن وللأسف في ظل ما نشهده من تغيرات إقليميه ودوليه في المنطقة والعالم تحولت ألجامعه أداة لتنفيذ مخططات تستهدف امن وسلامة أعضاء ألجامعه وأصبح هناك اليوم من التجمعات الاقليميه ما يهدد عقد ألجامعه العربية ، التي فقدت أصلا مبرر وجودها ، إذ أن مجلس التعاون الخليجي حاليا والذي يضم ستة أعضاء ويسعى لتوسيع أعضائه يسعى القائمون عليه ليكون بديلا عن ألجامعه العربية ، حيث أن مجلس التعاون الخليجي يسعى إلى إخضاع ألجامعه العربية لإرادة مجلس التعاون الخليجي ،
ألجامعه العربية منذ نشأتها ولغاية الآن لم تحقق أيا من الأهداف التي أنشأت من اجله ، ما سطرته ألجامعه العربية من قرارات على مستوى وزراء الخارجية العرب بالأمس يعد تاريخ اسود يضاف لتاريخ ألجامعه العربية بتصنيفها لحزب الله بالإرهابي ، لم يعد للجامعة العربية أي مبرر للوجود لأنها افتقدت أصلا لمبررات وجودها ، فعدا عن أنها تثقل على الدول العربية الفقيرة وهذه الدول أصبحت لا تملك القرار السيادي وهي مرتهنة بمواقفها لمن ارتهن ألجامعه العربية واستحوذ عليها لتمرير قرارات ومخططات بعيده عن مصالح ألامه العربية وأصبحت القرارات مقتصرة لمصالح دول بعينها ولمن يدفع أكثر في شراء الذمم والمواقف .
ألجامعه العربية التي ادعت أن مسؤولية تحرير فلسطين هي مسؤولية العرب مجتمعين للأسف لم تعد القضية الفلسطينية في سلم أولوياتهم واهتماماتهم لا بل العكس من كل ذلك لم يعد النظام العربي ليكترث بفرض مقاطعة إسرائيل فغالبية الدول المنضوية تحت قبة ألجامعه العربية يهرولون للتطبيع مع إسرائيل .
وان الدول المهيمنة على مقدرات ألجامعه العربية أداه من أدوات الضغط لفرملة التحركات الفلسطينية ولم نلمس موقف عربي يقود لتامين الحماية للأطفال الفلسطينيون والنساء الفلسطينيات الماجدات وهم يقتلون بأيدي القوات الاسرائيليه على مسمع ومرأى الحكام العرب دون إبداء موقف رجولي يعبر عن غيره عربيه للتصدي لإسرائيل ووقف عدوانيتها على الفلسطينيين وشهدنا ذلك في مواقف ألجامعه العربية التي لم تحرك ساكنا حين حوصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقر ألمقاطعه ، وحين قصفت ودمرت إسرائيل قطاع غزه 2008 و2012 و2014 وكان العرب للأسف جزء من أدوات محاصرة غزه وإغلاق معبر رفح .
إن الجامعة العربية خرجت من عباءتها العربية وأصبحت أداة لأجل تنفيذ أجندات خارجية ولا تصب في الصالح العربي وهناك من القضايا العربية الملحة وذات الاولويه والتي يقتضي أن تجتمع ألجامعه العربية لأجلها لا أن تعلن أن حزب الله إرهابي ليخدم القرار إسرائيل وأمنها والقائمة ستزداد وتيرتها بالموقف المناهض للدول المنفذة للمخطط الأمريكي الصهيوني ، والأجدى بالدول العربية أن تضع في سلم أولوياتها
أولا:- قضية فلسطين التي تتطلب اجتماع دائم لمجلس ألجامعه لكيفية دعم الموقف الفلسطيني وصد العدوان الإسرائيلي عن الفلسطينيين وإيجاد الوسائل الضاغطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
ثانيا:- إن ما تقوم به إسرائيل من تهويد للقدس حيث تواصل البناء الاستيطاني وتقطيع أوصال الضفة الغربية ومن محاولات مستمرة للمس بالمسجد الأقصى الأمر الذي يتطلب من الجامعه العربيه ومجلس التعاون الخليجي تحرك عربي جامع لحماية القدس لكن لا حياة لمن تنادي
ثالثا:- قضية الأسرى والإضراب عن الطعام لن نسمع صوت عربي بهذا الخصوص
رابعا:- إن ما يتعرض له الشعب الليبي من أباده جماعية بهذا الصراع ما يتطلب من مجلس ألجامعه اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين الذي شرعت ألجامعه العربية لحلف الناتو للتدخل في شؤون ليبيا حيث قتل ما يزيد على ستين ألف ليبي وأكثر من مائة ألف جريح إضافة لهذا التدمير الهائل لكل المرافق المدنية
خامسا:- ما يجري في اليمن من قتل وذبح يومي بالحرب السعودية والقصف الغير مبرر ضد المدنيين ألا يتطلب الأمر من مجلس ألجامعه العربية أن يتحرك لحماية المدنيين العزل ويتطلب الأمر الدعوة لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب للاجتماع لوقف شلال الدم باليمن بدلا من قرار يقضي باعتبار حزب الله إرهابي
سادسا :- ما تتعرض له مصر من فتنه طائفيه وبأيدي خارجية ألا يستحق الأمر الاهتمام بحثه في ألجامعه العربية
سابعا:- التدخل السافر في شؤون سوريا وإرسال الإرهابيين ودعمهم ألا يشكل ذلك إرهابا وماهية تفسير تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالتهديد اليومي لرحيل الرئيس بشار الأسد وتخييره بالرحيل سلما أو حربا أليس في هذا إرهاب وتدخل في شؤون دوله ذات سيادة وعضو في ما يسمى ألجامعه العربية .
إن هذه ألجامعه العربية التي شرعت الحرب على العراق ووقفت موقف اللامبالي من احتلال العراق من قبل القوات الامريكيه والمتحالفة معها وهذه ألجامعه التي لم تستطع نصرة الشعب الفلسطيني ولم تتمكن من رفع الحصار عن قطاع غزه وهذه ألجامعه من شرعنت لحلف الناتو للتدخل في الشأن الليبي هي نفسها اليوم من تسعى لتدمير قوة سوريا من خلال ما تسعى لتحقيقه من احتضان لقوى المعارضة السورية والتي أصبحت ألان معروفه بمعارضة الرياض وهي صنيعة أمريكا والغرب وتركيا ودول عربيه مشاركه في هذا التآمر الذي يستهدف الأمن القومي العربي ،
إن الدعوات الطارئة لوزراء الخارجية العرب والتي تكررت لبحث مجريات الأوضاع في سوريا فيها الكثير من التساؤلات التي جميعها تدعو للشك والريبة ومحاوله من محاولات دعم المشروع الأمريكي الغربي الذي سقط بالتدخل الروسي في سوريا وقلب موازين القوى على الأرض حيث جن جنون مجلس التعاون الخليجي ،
ألجامعه العربية خرجت من عباءتها العربية ، حين قرر وزراء الخارجية العرب بإلصاق صفة الإرهاب على حزب الله وهو موقف سياسي ينقصه إثبات تعجز هذه الدول على إثباته لان هذه الدول وتدخلاتها في سوريا واليمن يحملها مسؤولية قانونيه دوليه بالتدخل غير الشرعي والمبرر .
لا شك أن ألجامعه العربية أصبحت أمام مفترق طرق إما أن تجمع العرب وتعطي لكل دوله حقها الطبيعي وان يعود لمصر دورها الريادي والقيادي ولسوريا دورها الإقليمي وللسعودية دورها الإسلامي والعربي باجنده عربيه وباحترام لميثاق ألجامعه العربية من قبل الدول الأعضاء أو أن تنهي ألجامعه العربية وتحل نفسها بنفسها وتريح وترتاح لأنها أصبحت أداة تفريق وليس تجميع وأنها أصبحت أداة لتنفيذ احندات غير عربيه وهي في قراراتها تخدم أهداف المشروع الصهيوني .
هذه ألجامعه العربية التي أصبحت مرتهنة في مواقفها وقراراتها لمن يدفع وأصبح وجودها غير مبرر وهي جامعه مدمره للعمل العربي المشترك وللأمن القومي العربي
فهل يعقل أن تشرع ألجامعه العربية احتلال العراق وتشرع لأمريكا ان تشن عدوانها وحربها على العراق من أراضي دول عربيه هم أعضاء في ألجامعه وهم يسيرونها
وهل يعقل للجامعة العربية أن تشرع للناتو التدخل في ليبيا
وهل يعقل للجامعة ان تجمد عضوية سوريا وتطالب الأمم المتحدة للتدخل تحت الفصل السابع
وهل يعقل للجامعة العربية أن تشرع للسعودية وتحالفها حربها ضد اليمن وقتل شعبه تحت مبررات واهية لحماية الشرعية
وهل يعقل أن تقر ألجامعه العربية بتقسيم السودان
هذا السجل الأسود في تاريخ ألجامعه العربية وهذا الخذلان العربي لفلسطين والفلسطينيين وللشعوب العربية جمعاء ألا تتطلب رفع الأصوات عاليا من قبل كل القوى والشرفاء في العالم العربي ليطالبوا أن أغلقوا ألجامعه العربية لأنها لم تعد جامعه للعرب بل هي احد أهم أدوات الهدم للامه العربية وها هي تنهي وجودها بقرار يصنف حزب الله إرهابي في حين البعض من وزراء الخارجية العرب يهرولون إلى إسرائيل للتطبيع
بأعلى الصوت نصرخ ألجامعه العربية لم تعد تمثل العرب ولم تعد لتحمي مصالحهم وهي أداة من أدوات التدمير للامه العربية وهي لم يعد لها أي مبرر لوجودها.
بقلم/ علي ابوحبله