نجحت الجهود التي بُذلت خلال الأيام الماضية، في سحب فتيل التوتر بين "حركة فتح" و "تجمع الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة، بعد أن شهد المخيم بناء دشم وتحصينات متبادلة ما بين جبل الحليب وعدد من أحياء المخيم واستقدام مقاتلين وتعزيز المواقع العسكرية بالعتاد والأسلحة والذخائر للمعركة.
وحسب تقرير لصحيفة " السفير" اللبناينة، تدخّل الحكماء في المخيم أنقذ الموقف، إضافة إلى ما يتم تناقله بين القيادات الفلسطينية في عين الحلوة بأن مسؤول مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهو أبلغ الجميع رسالة مفادها "أي رصاصة يتعرض لها أي جندي منتشر حول المخيم مصدرها عين الحلوة، لا أحد بإمكانه معرفة ردة فعل الجيش ولا بأي مستوى".
ويتردد في عين الحلوة أن العميد حمود وجه دعوة صريحة إلى الفصائل للعمل على تنفيس الاحتقان الداخلي، وقد قام شخصياً بمبادرة في المخيم لتبريد أجواء الاحتقان ولاقت الخطوة التي قام بها استحساناً برغم محاذيرها الأمنية ومخاطرها.
وكانت لجنتا حي "المنشية" و "عرب الزبيد" و "لجنة أهالي بلدة السميري"، أنجزت المصالحة بين "فتح" و "الشباب المسلم" خلال لقاء عقد في "قاعة الأسدي" في المخيم "لكي ينعم مخيمنا دائماً بالأمن والأمان وتوجّه بنادقنا دائماً نحو العدو الصهيوني، ونلتفت إلى انتفاضة القدس المباركة وإلى مواجهة مشاريع وكالة الأونروا الظالمة بحق أبناء شعبنا". حسب الصحيفة
وشارك في اللقاء قائد "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، قائد القوة الأمنية المشتركة اللواء منير المقدح، قائد القوة الأمنية المشتركة في منطقة صيدا العميد خالد الشايب، ممثل "الشباب المسلم" الشيخ جمال حمد، وبمشاركة أمير "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب، ممثل "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو شريف عقل، ممثل حركة "حماس" في منطقة صيدا أبو أحمد فضل، ممثل "أنصار الله" إبراهيم أبو السمك، وممثلون عن لجان الأحياء والقواطع في المخيم.
وتحدث في اللقاء الناطق باسم لجنة "عرب زبيد" عاصف موسى، فأكد على أهمية اللقاء والتواصل والتلاقي لقطع الطريق على أي توتير أمني أو فتنة. ممثل "الشباب المسلم" الشيخ جمال حمد شدد على الالتزام بكل ما من شأنه تعزيز الأمن ووحدة أبناء المخيم.
بدوره، أكد اللواء أبو عرب أن حركة "فتح" حريصة على تعزيز الوحدة الفلسطينية وحفظ أمن المخيم والجوار اللبناني .الشيخ جمال خطاب أشار إلى أن "اللقاء رسالة إيجابية بأننا لن ننجر إلى أي توتير أمني في ظل معركتنا المطلبية مع وكالة الأونروا". وبارك الناطق باسم "عصبة الأنصار" الشيخ أبو شريف عقل اللقاء، آملا أن يتواصل من أجل طي صفحة الأحداث الأليمة في الماضي وفتح صفحة جديدة.
وتحت شعار "المحافظة على السلم الأهلي في المخيمات وجوارها أولوية لبنانية - فلسطينية مشتركة"، عقدت قيادة "عصبة الأنصار الإسلامية" ممثلة بالشيخ أبو عبيدة مصطفى، الشيخ أبو طارق السعدي، الشيخ أبو شريف عقل والشيخ أبو عبيدة حوراني، في مقرها في مخيم عين الحلوة، لقاءً مع وفد من قيادة حركة "حماس" برئاسة ممثلها في لبنان علي بركة، وضم الوفد الدكتور أحمد عبد الهادي وأبو أحمد فضل.
وفي إطار ترسيخ الأمن وسحب فتيل التوتر من المخيم، ألقت "القوة الأمنية المشتركة" القبض على الفلسطيني "سالم.ع" الذي أقدم على قتل زوجته (هناء ي.) في "حي طيطبا" في المخيم منذ أيام، وباشرت التحقيق معه لمعرفة دوافعه
