هو ..مدمنٌ بالتدخين، أقلع عن السجائر رغما عنه ،بعد ارتفاع بورصة الأسعار التي طالت حتى المزاج النفسي المعكر، والكيف..لكن ماهي إلا ساعات قليلة ٍ، وإلا وقد أصابته رجفة شديدة سرت في جسده النحيل، وأحس بدوار ٍعنيف يهز رأسه..ذهب على عجالة ليبحث عن بدائل جديدة رخيصة الثمن تعيد إليه توازنه المختل .! هو يعلم ُ جيدا أن الأمر يتعلق ببورصة محلية، وليست عالمية وسط الحصار الخانق والإغلاق المحكم للمعابر ..ويعلم أن الذين يقفون وراء الكاميرات لاتراهم دائما أعين المشاهدين ،لكنهم هم أكثر المستفيدين من جمع الأموال التي يعرفون كيف يلتقطونها بكل براعة، كما تلتقط الأفاعي الصغيرة، والتي تجيد السباحة بكل مهارة فتلتقط الضفادع والسمك لتتغذى عليها ..! هو أمرٌ جنوني لكنه يعكس واقعا مريرا ..وأخيرا استقر به الحال فأقبل بكل شغف ٍ ونشوةٍ عارمة على أحدِ الباعةِ فاشترى كيسا صغيرا من التبغ الشامي الذي لأول مرة يشربه، ولا يعلم عن مكوناته أي شيء ..إذا هو عود على بدء لسنوات ٍ عجافٍ مضت.. كان فيها كبار السن يستمتعون بلف مثل تلك السجائر ..! وما أن وصل بيته وجلس بغرفته سعيدا ، حتى عبأ أول سيجارة بيده، و بسرعة مفرطة ،وأشعلها ..لكن المفاجأة.. أن زوجته ،قامت بتسخين فتات أرغفة من الخبز ، هي مسكينة لأنها.. لم تكن تعلم أن التبغ الذي كان بالكيس لم يكن سوى عبارة عن أعواد ملوخية جافة تم طحنها فعجت رائحتها بالمكان ..!!
بقلم/ حامد أبو عمرة