تماشيا مع قرارات الكيان الصهيوني لمواجهة حملة المقاطعة العالمية، يشن الموالين وانصار الكيان الصهيوني على الساحة البرازيلية هجومهم على حملة المقاطعة ويصفون من يدعو لها بمعاداة السامية، حتى وانهم يربطون بعض الاحداث التي تحصل بدول القارة بانها من نتائج تحريض حملة المقاطعة، كما حصل بجريمة قتل تاجر اورغوايي يعتنق الديانة اليهودية على خلفية جنائية حيث تم اعتقال الجاني، فممثل الجالية اليهودية بالاورغواي قال "ان الجريمة جاءت على خلفية معاداة السامية ولم تكن عمليه مخططة لها من قبل مجموعة وانما عمل فردي ولم تعلن اي مجموعة مسؤوليتها عن الحادث، والبوليس يقف الى جانبنا"، اما فيرناندو لوتنبرغ رئيس الكونفدرالية الاسرائيلية بالبرازيل، فيعتبر جريمة الارغواي على خلفية تحريض حملة المقاطعة بالبرازيل وامريكا اللاتينية ضد "اسرائيل" ويضيف: "ان الجريمة التي حصلت ضد التاجر اليهودي هو نتاج من التحريض المتواصل على الشبكات الاجتماعية على الانترنت".
الكونفدرالية "الاسرائيلية" والصهيونية وانصار الكيان الصهيوني ينشطوا من اجل مواجهة حملة المقاطعة وتجريم كل من يدعو لها، فكانت زيارة النائب البرازيلي التروتسكي من حزب الحرية والاشتركية Jean Wullys الى الكيان الصهيوني وزيارة الجامعة العبرية، وتصريحاته الموالية للكيان الصهيوني وسياساته، ومهاجمة حملة المقاطعة بالبرازيل والعالم، هذه الخطوة تعتبر عاملا مساعدا لتوجهات الحركة الصهيونية وانصار الكيان الصهيوني الرامية بالتوجه الى المؤسسات التشريعية البرازيلية لاستصدار قرارات تخدم بجوهرها تجريم حملة المقاطعة للكيان الصهيوني ومن ينشط بها.
حملة معاداة السامية التي تتذرع بها الحركة الصهيونية والموالين لها بالجامعات البرازيلية، تعبر عن سياسة الارهاب وملاحقة النشطاء الذين يدينوا الكيان الصهيوني بجرائمه اليومية ويناصروا الحقوق الفلسطينية والشعب الفلسطيني بنضاله العادل، فقيام تقريبا 35 شخصا بالجامعة الفيدرالية لولاية الريو غراندي دو سول بمدينة بورتو اليغري باتهام افراد من مركز ادارة الطلبة التابع للجامعة باللاسامية، يعبر عن سياسة الملاحقة والارهاب ضد افراد يعبروا عن رايهم اتجاه سياسة الكيان الصهيوني الاجرامية، كما ان قيام بعض المواقع الاجتماعية المعروفة بولائها للكيان الصهيوني بنشر صورا لنشطاء حركة المقاطعة الى جانب صورا لقتلى "مستوطنين اسرائيليين" يهدف منها ارهاب الطلبة والاساءة الى حملة المقاطعة وارهاب نشطائها.
وان ملاحقة النشطاء ايضا بمدينة الريو دي جانيرو فقط لمجرد تأييدهم لعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله، هم على قائمة الملاحقة، وهذه ما عبر عنه النشطاء بتلك المدينة حيث اعربوا عن قلقهم من الملاحقات، وأكدوا على الحذر من الكيان الصهيوني وعملائه ، لان الكيان الصهيوني اياديه ملطخة بدماء من جرائمه التي ارتكبها.
وجاء موقف السفير الفلسطيني الاخير يوم 27/01 خلال مشاركته بذكرى ضحايا المحرقة وتصريحه القائل "ان حملة المقاطة ايضا تضر بنا" لترفع من عنجهية وصلافة الموالين للكيان الصهيوني، وان الحركة الصهيونية ستسغل هذا الموقف المضر والمسيء لكل النضال الفلسطيني ولكل حملات التضامن مع شعبنا الفلسطيني، فلا يكفي ان السفير ذهب بناء على دعوة وتنسيق بينه وبين الحركة الصهيونية البرازيلية وبموافقة ومباركة السلطة الفلسطينية، الا ان السفير ابى الا ان يعطي موقفه المخجل الذي يعبر عن حالة التفريط والانهيار والاستسلام التي وصل اليها السفراء الفلسطينين بالشتات، موقف مخجل، تخجل منه الجالية الفلسطينية، فلا يمكن لشريف ان يبارك مثل هكذا موقف، فمنذ متى السفير وربعه ينسقون مع المؤسسات الصهيونية بالبرازيل؟ حيث هذا الموقف لم يأتي عن طريق الصدفة.
حملة المقاطعة العالمية تقلق الكيان الصهيوني، فهي تمتد وتتوسع قاعدتها، وتتعزز بالوسط الدولي سواء الجماهيري او الحزبي والنقابي او الرسمي الحكومي، والكيان الصهيوني خصص ميزانية لمواجهتها، وان التهديد والتلويح بالعنف وملاحقة النشطاء ليخيفهم ويرهبهم ويشعرهم انهم لن يفلتوا من عقابه هي من سياسته ومن ارهابه، كاسلوب يمكن ان يعتمد عليه للحد من تمددها وانتشارها، ان حملة مقاطعة نقية بقواها ومواقفها هي القادرة على محاصرة الكيان ومواجهته، ولن ترهب القائمين عليها لانها حق مطلبي نضالي بطريقة سلمية ضد سياسة عنصرية يمارسها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وحملة المقاطعة ستحقق اهدافها، لان النضال الفلسطيني حقا يمارسه الشعب الفلسطيني من اجل استرداد حقوقه.
بقلم/ جادالله صفا