ورد خبر اعلامي لا اعرف مدى مصداقيته، انه قام جهاز الامن الداخلي التابعة لحركة حماس في غزة باقتحام منزل القيادي بكتائب شهداء الاقصى “منذر عبدالسلام محسن” الكائن في شارع الشفاء بجوار برج الوحدة ويصادر اجهزته الحاسوبية وعدد من الجوالات ومن ثم قام باعتقاله. ذكر ان ” المحسن “تم قصف منزله مرتين من قبل الاحتلال الاسرائيلي و تعرض للعديد من الاصابات.
انا شخصيا لا اعرف القيادي منذر محسن لا من قريب او من بعيد، لكن اذكر من فتره طويله انني قمت بوضع اعلان عابر في الانترنت للبحث عن عمل، فارسل لي رساله حتى لا يضايقني باتصال تليفوني يعرض علي بجديه المساعدة بالبحث عن فرصه تدريس بالجامعات، وعرف نفسه انه محامي يحضر للدكتوراه. لكن نظرا لا نني كنت محبطه من جامعات غزه التي ارى انها تعاني فوضى أكاديمية واداريه وتحكمها الواسطة والمزاجية والحزبية في توزيع المواد، فلم ارد عليه. ويستطيع القارئ العودة لمقالي "جامعات فلسطين للواسطة او التجربة او التطوع ". وسبب اخر لعدم ردي عليه انني بحثت عن بروفايله في الفيس بوك فوجدت انه قائد كبير في فتح بينما احاول ان انأى بنفسي عن الفصائل. لكن استغربت ان اجد شخص يقدر مؤهلاتي ويعرض علي المساعدة بدون ان يعرفني ، ولم ارى هكذا تعامل الا بالدول الأجنبية. لمست انه رجل بقلب كبير موجود ليساعد الجميع من دون ان اعرفه, ولهذا اكتب مقالي دفاعا عن حريته.
استغرب كثيرا لماذا يتم اعتقال قائد كبير في كتائب الاقصى كمنذر محسن و هو مناضل تعرض للاغتيال وقصف منزله مرتين على يد الاحتلال (حسب ما ورد في الاعلام)، بالإضافة انه رجل قانون حيث يحمل درجة المحاماة ويحضر للدكتوراه، وحتما تعاملاته بلا شبهه قانونيه . السبب الوحيد الوارد لي انه اعتقال سياسي للحد من نشاطه السياسي في القطاع. لقد اعطت السلطة مطلق الحرية لحماس وكتائب عز الدين القسام للعمل العسكري والسياسي وقبلت السلطة دخول حماس للعملية الديمقراطية عام 2006 حتى وهي لا تعترف بأوسلو وسلمتها الحكومة بدون أي اعتراض او مناورات. ومن ابرز الأدلة على ذلك ان حماس تسيطر الى لليوم على القطاع بقوتها المسلحة، فلماذا يتم اعتقال قياديي الفصائل الاخرى للحد من العمل السياسي لهم بالقطاع. وحتى لو ان لهم نشاط عسكري، فذلك طبيعي في ظروف القطاع الذي هو تحت الاحتلال ويتعرض للحرب من ان لأخر ولا نجد الا فصائل المقاومة تدافع عنه، ونرى جميع فصائل المقاومة في الميدان، ولا نسال حينها من يحارب، هل كتائب الاقصى او القسام او صرايا القدس او الشعبية. كما ان السلطة لم تمنع يوما العمل المسلح لفصائل المقاومة بالقطاع ويعود لهم الفضل في انسحاب الاحتلال.
وان كنت انأى بنفسي عن الحزبية، وافخر انني مواطنه فلسطينية اصليه مستقله من قطاع غزه، لكن الحرية السياسية مكفوله في كل مكان بالعالم ولا يجوز الاعتقال بسبب نشاطات سياسيه او حتى عسكريه ونحن شعب محاصر تحت الاحتلال . لذا اناشد الجميع التعقل والكف عن الاعتقال السياسي سواء في غزه او الضفة. نحن نرى الاستشهاديون في الانتفاضة يغامرون بأنفسهم ويلقون مصرعهم في الميدان من قهر الاحتلال ولا يتركون لنا الا وصيه يعتزون فيها انهم قدموا انفسهم فداء لفلسطين بدون انتماء لأي فصيل فقد فقدوا ثقتهم بهم بعد ان رأوا صراعهم على السلطة على حساب الشعب. نحن لا نسال عن انتماء شهدائنا الحزبي سواء في غزه او الضفة لدى تأبينهم. نحن شعب ولد مشردا في بقاع الارض ولم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، شعب يحمل دم واحد وقضيه واحده ومعاناه واحده وعدو واحد غير قابل للتحزب او التفرقة او الانقسام مهما تم محاولة تحزيبه او تقسيمه. لكن جل شبابنا اضطرت للتحزب من اجل ان تقضي مصالحها وتتعايش في وسط لا قيمه فيه الا للواسطة والانتماء الحزبي، فأصبحت المؤهلات العلمية او الخبرات العملية لا وزن لها ومصيرهم التهميش. لا يمكن ان يعيش في وسطنا الا من ينتمي لفصيل مما اضطر شبابنا للتحزب لتسيير حياتهم. هذه الحقيقة المرة والاصعب من ذلك وهي حقيقة لا يريد الاغلبية الاعتراف بها وهي بحث بعض الشباب عن الموت "الاستشهاد بأي طريقة" ليتم تبنيه من حزب ما لا جل ان تحيا عائلته من بعد. هذا بالإضافة لاختلاف الرؤية السياسي بين الفصائل حول حل القضية الفلسطينية التي هي معضله التاريخ والديانات كافه منذ الازل لكن ترك الفلسطيني وحيدا في معركته ضد بني اسرائيل الذين حذر الله تعالى في القرءان من شرورهم ونعتهم باسوا الصفات ابتداء من القردة والخنازير وقتله الانبياء ونقضه العهود.
رجاء خاص من السلطة الحاكمة في القطاع الافراج عن القيادي منذر محسن والكف عن الاعتقال السياسي سواء في الضفة او غزه. تقاسموا السلطات كما تشاءون لكن اتركوا لشبابنا حرياتهم السياسية.
سهيله عمر
[email protected]