تساؤلات حول ظروف اعتقال القيادي منذر محسن

بقلم: سهيله عمر

كتبت مقال حول اعتقال القيادي منذر محسن وانتقدت فيه الاعتقال السياسي بعنوان " الحرية للقيادي منذر محسن وكفى للاعتقال السياسي". كما اعتقل ابنه فادي البالغ من العمر 17 عام معه وافرج عنه لصغر سنه ثم اعيد اعتقاله ولا اعرف اذا افرج عنه. وانا اكتب مقالي هذا متمما للمقال السابق.

تعجب احد القراء ان اطرح موضوع منذر محسن في تعليق له بالفيس بوك ذكر فيه: (( لو ان أحد الأشخاص اعتقل على حيازة مخدرات وقامت عائلته بالإعلان عن أنه اعتقل على خلفية سياسية هل يحق لنا أن نتضامن معه قبل أن نتبين من الخبر ونتأكد من سبب الاعتقال الحقيقي . يجب أن نتعامل مع الأخبار بالطريقة العلمية القائمة على البحث والتثبت قبل ابداء رأي أو تصدير موقف. لو ذكر اسم أو حادثة فإن المقال ينتقل من العام الى الخاص وحتى يكون هذا الانتقال موضوعي لا بد أن تتأكدي قبل تصدير موقف من وجهة نظري. نحن نريد ترسيخ منهجية في التعامل مع مثل هكذا قضايا حتى لا ننشأ دكتاتورية جديدة تحت مسمى دكتاتورية النشر والإعلام أو دكتاتورية الرأي العام فكما نكره دكتاتورية الحكام فإن دكتاتورية النشر والصحافة والرأي العام أشد قسوة على الكيان المجتمعي وتهدد أبسط قواعد القانون والنظام العام الذي لا بد أن يسود المجتمع .أدعوك لاعتماد المنهجية العلمية في الحكم على الامور وبالتأكيد هي طريقة صعبة في واقعنا اليوم ولكن جيد أن يكون هناك من يضرب النموذج ويعلق الجرس))

اتفق مع راي هذا الشخص بكل المقاييس. لا يحق ان نتدخل في شئون الامن الداخلي ونطرح قضيه اعتقال شخص للراي العام ونحن لا نعرف ملابسات القضية. لكن رددت عليه انه اصبح العرف عندنا عندما يعتقل حمساوي في الضفة او من اسرائيل يتم الاعلان من قبل حماس انه اعتقال سياسي بينما ترد السلطة في الضفة ان الاعتقال كان على خلفيه مخالفات جنائية. ونفس الشيء لو اعتقل قائد من كتائب شهداء الاقصى في غزه يتم الاعلان من فصيله انه على خلفيه سياسيه بينما ترد حماس انها على خلفيه مخالفات جنائية. ولقد كتبت رايي بشكل عام في معظم حوادث الاعتقال كأشرف فياض واعتقال الصحفيين والمفكرين على خلفيه حريه الراي، وحادثه اعدام اشتيوي التي تعاطفت فيها معه وقلت انه كان يجب ان يحاكم محاكمه عادله من قبل القضاء. نحن لا نعرف الحقيقة اين لكن نكتب وندق الجرس عندما نستشعر ان هناك خطر او ظلم سيقع على مستقبل ابناءنا. ومن ثم انا اكتب رايي بشكل عام حول الاعتقال السياسي او الاعتقال على خلفيه راي عام بما انها اصبحت ظاهره في مجتمعنا لا يوجد لها مسوغ قانوني او شرعي.

راجعني احد اصدقاء منذر محسن في رساله على الفيس بوك وسألني من اين اعرف منذر محسن، فأجبته: ((انني لا اعرفه، لكنه عرض مساعدتي عندما وضعت اعلان في النت بان يبحث لي عن فرصه للتدريس بإحدى الجامعات ولم ارد عليه نظرا لإحباطي من جامعات القطاع حيث ارى ان لديها فوضى اداريه وأكاديمية وتوزيع المواد بها يتم بالواسطة والمزاجية والحزبيه، فكل جامعه توظف عناصر الحزب التي تمثله ادارة الجامعة . لكن موقفه هذا اعطاني انطباع عنه من النوع الذي يحب مساعده الناس بدون ان يعرفهم))

سالت صديقه عن سبب اعتقاله وكنت اعتقد انه مجرد استدعاء عابر وسيخرج بسرعه. قال لي: ((ان القيادي منذر محسن مناضل شريف في كتائب شهداء الاقصى وقد استهدف مرتين من قبل الاحتلال. تم نصب فخ له، حيث طلب منه من قبل شخصيات في حماس ان يساعد اهل غزه بقضاء حوائجهم من خلال تواصله مع السلطة وايضا التواصل مع مصر لمحاولة فتح معبر رفح حيث لا يوجد لحماس الا عدو واحد وهو الاحتلال . وبالفعل كان يحاول ان يساعد من يقصده من اهل القطاع حسب استطاعته من خلال اتصالاته مع رام الله. الا انه فوجئ باعتقاله واخذ جوالاته وحواسيبه. تم اعتقال منذر محسن حسب قول صديقه بتهمه "التخابر مع مصر والسلطة" وهم يحاولون الحصول منه على اعتراف بذلك. هم في كتائب شهداء الاقصى يخشون عليه كثيرا فهذه التهمه عقوبتها من 4 سنوات الى الاعدام ولا يجدون من يساعده. وحيث ان منذر محسن يعتبر من الفتحاوية الشرفاء فيبقى دائما مستهدفا ))

استغربت كثيرا ولم استطع تصديق ان يتم اعتقاله بتهمه التخابر مع السلطة و مصر لمساعدته اشخاص في قضاء حوائجهم. حاولت ان ابحث عن منذر محسن في النت وقرأت مقال قديم بخصوصه منذ عام 2012 بعنوان "محسن: اسرائيل انتقمت مني وفتح تخلت عني". سرد في المقال سيرته وهذا بعض ما ورد في المقال: (( هو اب ل 4 ابناء، وهو من العشرة البارزين في كتائب شهداء الاقصى المطلوب تصفيتهم من قبل الاحتلال. تعرض لمحاولات اغتيال فاشله من الاحتلال ومازالت الشظايا في جسده من الصواريخ الإسرائيلية. مع قدوم السلطة الوطنية عام 1994 عمل في مكتب الشبيبة الفتحاوية وتركزت اهدافهم حينها في مكافحة الفساد بصفوف الحركة، ثم تدرج ليعمل في مفوضيه فتح ومن ثم تولى منصبا رفيعا في كتائب شهداء الاقصى فكان الرجل الاول في منح الموافقة على تنفيذ عمليات عسكريه ضد اهداف إسرائيلية وتم اصابته بإصابات بليغه عام 2002 في احدى العمليات ضد الاحتلال. وعندما راي ان الكتائب بدأ يختلط بهم بعض المتسلقين طالب بوقف زج أي عناصر فاسده بها، واستقال لعدم الاستجابة لطلبه. ثم ترك صفوف كتائب الاقصى والتحق في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام وكانوا يعرفون عنه محاربته للفساد. وعمل في صفوف كتائب عز الدين القسام في وحدة التصنيع، ثم قرر العودة الى صفوف كتائب الاقصى بعد وعود بعمل اصلاحات بها. ونقل خبرات تصنيع العبوات والصواريخ الى كتائب الاقصى وتم تكليفه بتشكيل الوحدة الصاروخية في كتائب شهداء الاقصى. ثم اراد انشاء موقع للتدريب العسكري لكتائب شهداء الاقصى عام 2005، ولم يساعده احد في انشاءه واصبح مديونا. وخلال هذا العمل تعرض محسن لمحاولة اغتيال فاشله من الاحتلال. وفي غضون الحرب على قطاع غزه عام 2008 ، استهدفت طائرات الاحتلال منزل محسن لتجعله اثرا بعد عين كونه مسئول الوحدة الصاروخية في كتائب شهداء الاقصى. ولم يكترث احد من قاده فتح لحاله ورفضت الاونروا مساعدته كون منزله استهدف بشكل مباشر من الاحتلال، فاضطر لسحب قرض من البنك وبناء منزل صغير. ثم عانى من ضيق في مجرى البول بسبب بقاء الشظايا في جسمه خلال اصابته السابقة وبدأت مناشداته لقادة فتح لتغطيه علاجه بدون فائدة، وبعلاقاته الشخصية تمكن من التحويل لمعهد ناصر فأجريت له عمليه جراحيه الا انها تسببت في عجز جنسي تام بسبب خطأ طبي. وناشد السلطة خلال المقال لتغطية نفقات علاجه)). علما ان هذا مقال قديم منذ 2012 وحتما وضعه وظروفه تغيرت منذ ذلك الحين.

انا لا اعرف اين الحقيقة، ولا يحق لي ان اكيل الاتهام لجهة ما او اجزم بالتهمة الموجهة لاعتقاله. لكن من حقي ان اطرح تساؤلاتي عما اراه من ظروف غامضه تكتنف اعتقاله:

1) لماذا تم تمرير خبر اعتقاله من قبل المواقع الإعلامية، فلم نجد الا موقعين فقط تحدثا عن ذلك مع انه قائد كبير في شهداء كتائب الاقصى.

2) لماذا لم نرى تصريح رسمي لفتح يستنكر اعتقاله ؟؟ حتى اني لاحظت خبر اعتقاله في صفحه الفيس بوك لاحد الناطقين باسم الحركة، ثم تم حذفه بعد ذلك بساعات قليله ولا اعرف السبب؟؟

3) هل بالفعل تم نصب فخ لمنذر محسن بان تم مطالبته من قبل شخصيات في حماس بالتواصل مع السلطة ومصر لمساعده اهل القطاع ثم تم اعتقاله بتهمه التخابر مع السلطة ومصر حسب ادعاء صديقه ؟؟

4) كيف ممكن اعتبار تواصل مواطن مع وزير في حكومة الوفاق او مسئول في السلطة لحل مشكله بعد ان تقطعت السبل في غزه للحل تخابر ؟؟ وكيف ممكن اعتبار تواصل شخص مع مصر لعمل تنسيق للخروج من معبر رفح او الاتصال باي مسئول بمصر لفتح المعبر تخابر مع مصر ؟؟ اين هو التهديد على الامن القومي على قطاع غزه بذلك ؟؟ هل وصل حالنا بالانقسام لهذا، منذ متى كانت السلطة او مصر اعداء ويهددون الامن القومي الفلسطيني ؟؟ ثم ما هو الاذى الذي تسبب به اتصاله لتبرير الاعتقال؟

5) بنظره عابره الى تاريخ القيادي منذر محسن نجد ان تاريخه جدا مشرف، حيث انه مناضل شريف كافح الفساد في كل مكان عمله به سواء في الشبيبة او مفوضيه فتح او في صفوف كتائب شهداء الاقصى، وكان يجند نفسه لخدمه اهل قطاع غزه من خلال علاقاته، اضف الى تاريخه كقائد عسكري كبير قاوم الاحتلال فاستهدف من قبل الاحتلال مما تسبب له في اصابات مستديمة وهدم بيته. ما هو التهديد الامني الذي ممكن ان يشكله مناضل مطلوب من الاحتلال؟؟ أهذا هو جزاءه الذي يستحقه بعد سجله النضالي الطويل خاصه انه يعرف نفسه من شرفاء حركة فتح ويكافح الفساد والتسلق؟؟

6) كيف يعتقل ابنه المراهق الصغير ولا يزيد عن 17 عام بدون وجود تهمه جنائية ؟ مراهق كهذا مازال في طور التعلم من الحياه وحتى ان اخطأ نعلمه بالرفق

من هنا جل ما ادعو اليه ان تكون بوصلتنا العدل والانصاف واحقاق الحق وازهاق الباطل، وامن ان الشرفاء موجودون في وسطنا سواء في فتح او حماس او باقي الفصائل مهما علت مناصبهم، فأرجو انصاف منذر محسن بعيدا عن مناكفات الانقسام والصراع على السلطة. كما ادعو للكف عن الاعتقال السياسي في الضفة او غزه بتهمه التخابر مع السلطة او مصر او حماس والتي ممكن تطيح بالعديد من الابرياء. فالتكن معايير التعامل بيننا واضحه كما ينص عليها الشرع. من حق أي شخص شرعا ان يتواصل مع أي جهة لقضاء حاجه على ان لا يتسبب بكيد او اذى واضح صريح لا ي جهة او يخل بالأمن بشكل واضح. واعيد لا أكد انني لا اعرف اين الحقيقة واكتب مقالي لعرض بعض الحقائق التي توصلت اليها ووجهة نظري؟؟ والله من وراء القصد من مقالي .
[email protected]