لا اكتب مقالي هذا تضامنا مع د صلاح جاد الله ، ليس لا نه لا يستحق التضامن، لكن لا نني اعرف ان جميع الذين يتعينون في الجامعة الإسلامية وجامعة الازهر وباقي جامعات فلسطين يتعينون بالواسطة والمحسوبية حصرا ثم يتوارثون نفس النهج ويتسببون بنفس الازمه لزملائهم الاكاديميين، حتى اصبحت الجامعات ممتلكات خاصه لرؤساء الاقسام وعمداء الكليات. جامعات حماس لا تعين الا ابناء حماس بينما جامعات فتح لا تعين الا ابناء فتح. كتبت مقال مطول عن تجربتي مع جامعات فلسطين اسمه "جامعات فلسطين للواسطة والتجربة والتطوع". استطيع ان اقول ان جامعات فلسطين للواسطة او التجربة او التطوع وتعاني من فوضى أكاديمية واداريه وتعتمد اساليب التفافيه للتوظيف مما يتسبب في تدهور التعليم. علما انني حاصله على دكتوراه هندسه كهرباء وغطيت جميع مواد هندسه الاتصالات والكمبيوتر خلال مراحل دراستي المختلفة، لكن كلما اتقدم للتدريس في جامعات غزه او الضفة منذ عام 1998 اجد ردود تثير الاحباط كأن يقال لي لا يوجد حاجة لمدرسين جدد او يتم الطلب مني بالتطوع بحجة الازمه المالية للجامعة او ان الجامعة لا تقبل تدريس السيدات في الجامعة لان السيدة لا تدرس للشباب او ان مؤهلي اعلى من احتياجاتهم. وعندما اشتكي للإدارة اتفاجأ بتهربهم واعادة الامر للكلية التي ترد بنفس الرد. اغلاق الباب في وجهي من جامعات غزه كان يدفعني ان ابحث عن فرص تدريس بجامعات عربيه واجنبيه خارج الوطن، وكنت اتفاجأ بفرق شاسع في تقييمهم لمؤهلاتي، حتى انه كان يتم استغلالي لتدريس حوالي 17 ساعه أكاديمية وكان الطلاب يتخصصون بهندسة الكهرباء من دون التخصصات الاخرى كالاتصالات او الالكترونيات بسبب رغبتهم ان اتولى تدريسهم وانصافي في تقييمهم. وصدقا لقد ياست من دق باب أي جامعه في فلسطين لا نني اعرف جيدا العقول التي تديرها وهي لا تستحق ان تسمى جامعات، حتى ان اخي رفض الدراسة بها مع ان معدله جدا عالي ويسمح له بدخول كلية الطب، لكن تعاملهم معي جعله يدرك فوضوية هذه الجامعات وقرر الدراسة بالخارج.
امثله سريعة عن النهج الإقصائي لهذه الجامعات: عندما كنت اتقدم بالعمل لجامعة الازهر منذ عام 2003 لكلية هندسة الكهرباء وتكنلوجيا المعلومات وكانت حينها كلية تكنلوجيا المعلومات فقط، كان رئيس القسم د سامي ابو ناصر والعميد د نبيل ابو شعبان يدعون انه لا يوجد حاجة لمدرسين جدد لكن كان يتم التعيين من تحت بطن سواء بنظام الساعة او غير ذلك. كتبت مرارا شكاوى لرئاسة الجامعة انه ليس من الطبيعي ان لا يستعان بي من 2003 وانا مدرسه أكاديمية لسنوات بالخارج لكن لم يتم الاهتمام بشكوتي بل تعذر لهم العميد د سامي ابو ناصر انني قابلت لديهم كثيرا ولم اوفق بدون التفاصيل. فاستغربت متى قابلوني وانا كنت ادرس بالخارج؟؟ هم لم يقابلوني الا عام 2007 مره واحده على اثر شكوى لي ولم يتعاملوا معي باهتمام ولم يسمحوا لي بتدريس حتى ماده بنظام الساعة. وجامعة القدس المفتوحة تنتهج نفس نهج جامعة الازهر حيث كان يتم التعيين من دون اعلانات توظيف بالواسطة منذ عام 2003.
وعندما كنت اتقدم للجامعة الإسلامية منذ عام 1998 كنت اتفاجأ انه يتم استبعادي من المقابلات، وعندما كنت اراجعهم كانوا يقولون لي بصراحه ان الاعلان نزل لتعيين شخص بعينه ينتمي لحماس ودعوه للمقابلة واستثنوا الباقين. هذا بالإضافة لتعذرهم انهم لا يعينون فتيات للتدريس لا نه ليس باستطاعتها تدريس الشباب مما يتسبب في مشكلة لدى توزيع المواد. بعد عودتي من الخارج عام 2014 اصبحت حجتهم ان الجامعة تعاني ازمة ماليه واوقفت التعيينات منذ فتره. سياستهم هذه جعلتني ادرك عنصريه حماس لذلك لم انتخبها وحذرت كثيرا انها ستمارس نفس العنصرية لو فازت بالانتخابات بالمؤسسات الحكوميه.
بالنسبة لكلية العلوم والتكنلوجيا بخانيونس ، تم الاتصال مره بي من قبل النائب الاكاديمي لتدريس مادتين بنظام الساعة مع مختبراتهم عام 2015 واعطاني النائب الاكاديمي جدولهما وقال لي انني سأتقاضى اجري بنهاية الفصل بدون عقد رسمي. طلب مني ان اذهب لشئون التوظيف، وعندما رأى شئون التوظيف في اوراقي ما يدلل انني لست من حماس، اعترض على ان اقوم بالتدريس وطلب مني ان اعود للشئون الأكاديمية الذي اعتذر لشئون التوظيف وسحب المادتين مني. اشتكيت لوكيل وزارة التربية والتعليم العالي بغزه د زياد ثابت وطلبت منه اذن للتدريس لكنه اهانني وقال لي انه يعتبرني غير مؤهله بسبب عدم انتمائي لحماس ويحق لهم استبعاد من يشاءون .اما الجامعات الاخرى كجامعة غزه والكليات الاخرى كانت تطالبني بأساليب التوائية التطوع بحجة قلة عدد الطلاب لتعطيني فرصه بالتعاقد بعد سنه. اضف ان هناك جامعات فلسطينية وجامعات عربيه كجامعة بيرزيت توظف المدرس بعقد تجريبي لفصل واحد وتترك مصير المدرس بين ايدي طلبه مستهترين فلا يجدد عقده اذا تامروا عليه في التقييم، ومن هنا يلجأ المدرس لتسهيل الامتحانات لكسب الطلاب اما المدرس الشريف فينتهي مستقبله من الجامعة بسبب طلاب مستهترين. هذه صور من الفساد الاكاديمي التي تعاني منها الجامعات في فلسطين.
اطرح هنا بعض مما قراته على لسان بعض أساتذة الجامعة الإسلامية بخصوص اساليب الجامعة الإسلامية الالتوائية في التعيين. يقول رائد عطل: ((وظفت الجامعة الاسلامية بإعلانات وهمية المئات من الاداريين.. جاؤوها بالبراشوتات من المكتب السياسي وقادة المناطق والمساجد حسب الكوتة… في خلل نسبي عددي رهيب تجاوز 3 اضعاف المسموح.. ورفعت الكادر المالي للضعف دون حسابات منطقية…وافتتحت قناة الكتاب والكتاب منها براء …واشترت الابراج والعقارات وتوسعت بخطوات غير مدروسة……لم يكن المشايخ الطيبون يفكرون وفق استراتيجية بعيدة المدى…ولم تفترض الادارة الاسوأ…. فانهارت الجامعة تماما وبيعت العقارات بعد توقف المنحة التركية بأشهر فقط…واصبح الدين العام بالملايين …..فما كان من ادارتها الا ان تخلت عن موظفيها وتركتهم ما بين 60 % وما بين 0% ( مفصول ) دون اي مقومات انسانية….في مجزرة أكاديمية فاقت حد الوصف….بدعم مساند من المكتب الحركي ونقابة العاملين.
مشايخنا فشلوا في ادارة جامعة كنموذج مصغر وتركوها تتخبط مترنحة تبحث عن نصر خادع وبالونات نجاح زائفة((
ويقول احد طلاب الدكتور د صلاح جاد الله : ((إذا أردت أن تعرف المعنى الحقيقي لحرية الرأي والتعبير فعليك أن تفهم أنه حق لكل شخص اختلف معك أو مع أي مؤسسة على قضية معينة! هو حق للمختلفين وليس للمتفقين معك فقط.ما معنى أن يتم محاسبة إنسان على آرائه الخاصة؟هل يمنع انتقاد المؤسسات وحفنة من المتسلطين على ظهورها بحجة الإساءة إلى سمعة المؤسسة. ألا سحقاً لكم ولمؤسساتكم. إنني أتذكر ذلك المربي الفاضل الذي علمني وقال لي عليك أن تغسل عار حملك لشهادة من الجامعة الإسلامية بحمل شهادة أعلى من مكان مرموق يقدر العلم حقاً.إن الأحوال في الجامعات الفلسطينية وخصوصاً في جامعات غزة هي أحوال مزرية وهي من خراب إلى خراب لأن العاملين فيها في معظمهم تعينوا بالوساطات والمحسوبيات والبقية منهم نال حقه بسبب الاحتياج الشديد له في ظرف معين. وعندما تصارحهم بسوء ما يعملون علقوا كل مصائبهم على الحصار!أعان الله الدكتور الفاضل صلاح جاد الله ((
عوده للدكتور صلاح جاد الله. طبعا ما يثير الغرابة في امره انه قيادي في حماس وتعين بدعم من حماس، وقد اعطته الجامعة راتب عالي وامتيازات عالية تجعله يشعر انه ملك، كما انه مثبت بالجامعة، فلماذا اذا يتمرد على الجامعة الإسلامية والحزب المنتمي اليه ؟؟ الإجابة انه لم يتمرد على الجامعة او الحزب الحاكم، لكن تمرد على الظلم والفساد الذي كان يراه بعينه نظرا من قربه من اصحاب القرار. لقد عشت كثيرا الصراع الذي عاشه. انها معادله صعبه بين ان يلتزم الشريف بالصمت ويغض عينه عن كافة الممارسات الفاسدة للجامعة التي يعمل بها او ان يتمرد ويعبر عن رغبته بالإصلاح ومحاربة الفساد عبر وسائل الاعلام المتاحة كالفيس بوك ووكالات الانباء فيخسر عمله. قد يختار الالتزام بالصمت خوفا على لقمة عيشه، لكن سينفجر من وقت لأخر وسيتضح انفجاره من خلال تعليقاته العابرة بالفيس بوك، وممكن تزداد وتيرتها اذا اقترب من سن التقاعد حيث لن تملك جهة عمله ايذاءه مع اقترابه من سن التقاعد. انها حرب شعواء يعيشها الشرفاء بين الضمير من جهة والحاجة للعمل من جهة اخرى.
عن نفسي عشت جيدا تجربته ، حيث كنت اعمل بجامعه اجنبيه تعاقدت معي للتدريس لسنتين قابله للتجديد حسب رغبة ادارة الجامعة لكن الجامعه كانت بادراه جهنميه. كانت تستغلني للتدريس حتى 17 ساعه بحجة عدم وجود مدرسبن بينما كان المفترض ان يكون حملي الدراسي هو 12 ساعه. لم تكن تدفع لنا الزيادة في الحمل بحجة انه لا يوجد نصوص في العقد تلزمهم بذلك. كان جميع المدرسين من الاجانب يتحملون هذا الاذلال بسبب خشيتهم على لقمة عيشهم. وجانب اخر من فساد هذه الجامعة انها كانت تعين حملة الدكتوراه والماجيستير على نفس الدرجة (محاضر) نظرا لانه لا يوجد منصب استاذ مساعد ومن ثم على حامل الدكتوراه ان ينتظر 3 سنوات ليتقدم لمنصب senior lecturer على ان يكون لديه كم من المنشورات العلمية. استغربت ان زملائي لا يتقدمون للترقية، فقالوا لي انهم يدركون ان هناك غش في نظام الترقية خاصه للأجانب ولا يريدون اهانه انفسهم برفض ترقيتهم. تقدمت للترقية بعد المدة القانونية وتفاجأت برفضها وقبولها لا شخاص خبرتهم العملية والعملية وعدد منشراتهم اقل مني بكثير. هذا غير اساليب اخرى تتبعها الجامعة لتامين نفسها حيث تطالب المدرس بأعداد الامتحانات مقدما مع نموذج الإجابة من اول شهر بالفصل الدراسي لا رسالها للممتحن الخارجي مما يرهق المدرس كثيرا حيث عليه ان يعد كامل المنهج والمختبرات وكافة امتحانات واختبارات الفصل من اول اسبوع لجميع المواد التي يدرسها. كما كان نظام الاستقالة معقد حيث يتوجب علي المدرس ان يعطي اشعار 3 اشهر قبل الاستقالة والا سيقتطع راتب 3 اشهر من استحقاقات نهاية خدمته ومن ثم سيستهلك كافة استحقاقاته لو استقال بدون اعطاء notice 3 months. هنا كتبت ضد الجامعة في الجريدة انها تحمل الأساتذة اكثر من طاقتهم بدون اجر اضافي وتعين الدكاترة على اقل مستوى اضف انها تغش بالترقية، وعن اساليبها الجهنمية في تامين نفسها من خلال تعقيد نظام الاستقالة و مطالبة المدرس بالامتحان مقدما. لم اخشى شيء لان في النهاية عقدي سنتان قابل للتجديد حسب رغبة ادارة الجامعة فلم يكن عقدي ثابت كالمواطنين. عندما استشعرت بسوء نوايا الجامعة، طلبت من الجامعة مساعدتي بتكلفه التذكرة لحاجتي للعودة لقطاع غزه للعلاج، واستغربت موافقتهم حيث لا يحق لي تذكره الا بنهاية العقد مما اكد لي سوء نواياهم. وبمجرد عودتي لقطاع غزه عام 2014 عبرت لهم عن عدم قدرتي من الخروج قطاع غزه وهنا اضطروا لا نهاء العقد كأسلوب احترازي حتى لا يضطروا ان يدفعوا لي راتب خلال فترة اقامتي بقطاع غزه ، واضطروا لا عطاءي كافة استحقاقاتي وايضا شحن اغراضي لقطاع غزه بسبب ظروفي الاستثنائية.
من هنا نصل ان للجامعات في كل مكان اساليب ملتويه وتحاول ان تؤمن نفسها بأساليب جهنميه على حساب الكادر الاكاديمي. يكون التعيين في جامعات فلسطين بالواسطة اما بالجامعات الأجنبية فتتميز تعييناتها بالشفافية لكن تفرض شروطها على الكادر الاكاديمي بحكم حاجته للعمل من ناحيه الحمل الدراسي والدرجة وعدم الترقية وشروط انهاء العقد. تضع شروطها بجهنميه شديده حتى تؤمن نفسها وبحيث ممكن ان تستغنى عن الكادر الاكاديمي بمنتهى السهولة تحت أي مشكله تافهة ككتابته عن مشاكل الجامعة بالفيس بوك او عبر وكالات الانباء او تقييم طلاب بدون ان يكون له الحق في التظلم لان تجديد العقد الخارجي يكون بتراضي الطرفين.
الموظف الاكاديمي يكون بين نارين ، اما ان يكون شريفا ويحارب الفساد بالجامعة بكافة اشكالها التي ذكرتها وهنا سيتعرض للفصل من الجامعة او ان يخرس ليحتفظ بلقمة عيشه. لكن انى للجامعة ان تعرف انه بسياساتها الالتفافيه سواء من خلال استبعاد المثقفين بسبب تعييناتها على اساس الواسطة او من خلال الاستغناء عن مدرس لمحاربته فساد يراه في وسط الجامعة سيجعلها تخسر ابن من ابناءها الشرفاء لا يمكن تعويضه للابد. من السهل انت تنتزع حق مدرس اكاديمي ولكن من الصعب ان تعوض من انتزعت حقه وستخسر صوته للابد ولهذا اكتب ضد فساد الجامعات.
سهيله عمر
[email protected]