طلال سلمان المولود في "شمسطار" بعلبك البقاع اللبناني، عرفناه عندما اسس صحيفته "السفير" عام 1976 والتي كنا نتابع يوميا على صفحتها الأخيرة رسومات شهيد الإعلام العربي بامتياز ،رسام الكاريكاتير "ناجي العلي ورفيق دربه "حنظلة".
بيروت كانت حينها كعادتها تتصدر النضال القومي العربي،وكانت عاصمة الثقافة التحررية القومية ،الا انها كانت تعج ورغم ذلك بالذين لاصوت لهم،فجاءت جريدة السفير بمثابة "صوت الذين لاصوت لهم "وكانت بيروت آنذاك رغم انها عاصمة "المقاومة" المشتركة الفلسطينية /اللبنانية،وقبلة المد القومي العربي ،الا انها كانت تعاني من ثقافة "الطائفية" السياسية المعادية للعروبة ولفلسطين "اعني"ثقافة الإنعزال" ومعاداة المحيط فجاءت السفير صحيفة "لبنان في الوطن العربي،وصحيفة الوطن العربي في لبنان" .
امتاز طلال سلمان منذ عرفناه بدماثة الخلق،وصفاء الذهن، وعمق التحليل السياسي، وكان يمتاز بالوضوح السياسي، وصلابة الموقف ايضا،وبدفء وجداني عميق تجاه كافة القضايا القومية بعامة وقضيته ،قضية العرب الأولى فلسطين بخاصة.
فمن هنا لا ابالغ إن قلت بأنه كان علاوة بأنه وصحيفته صوت الذين لاصوت لهم، كانا صوت لبنان في القضية الفلسطينية،ومن هنا بادلته فلسطين الموقف ذاته وكانت صوته وصوت امثاله القوميين في القضية اللبنانية ووجهها العروبي، وتجسد هذا القول فعلا بأن قالت فلسطين نحن مع "لبنان سيدا مستقلا ومستقرا،وللمقاومة ممرا وليس بديلا ام مستقرا"
قبل ايام تلقينا نبأ ايقاف النسخة الورقية،اليومية من صحيفة "السفير" اللبنانية،وتواترت الأنباء بعدها ومفادها أن الصحيفة سوف تتوقف عن الصدور لضيق الوضع المادي للإعلامي المرموق لبنانيا وعربيا "طلال سلمان" وهذا بالطبع نتيجة لمواقفها الملتزمة بكل قضايا الأمة،ورفضها املاءات امريكا والغرب ودول النفط المرهون سياسيا واقتصاديا للغرب ولأمريكا.
ماتقدم كلمات وفاء لصحيفة السفير،ولطلال سلمان،وهذا لايكفي ،فماذا نحن فاعلون لكي لاتتوقف الصحيفة عن النبض؟
/يوسف شرقاوي