بسم الله الرحمن الرحيم
بينما يكون القائد والمسئول منهمك بخطابه علي منبر الانتخابات ويتغني بالشعب ، يكن هناك من غالبية الشعب من لا يجد قوت يومه ، وفي أوقات الانتخابات وبينما يقف المسئول خلف الميكروفونات وأمام الفضائيات ببدلته الأنيقة ويتحدث عن الفقراء والبسطاء وحبه لهم ، يكن هناك بين أزقة المخيم وبين جدران البيت الصغير أطفال يعانون الفقر والمرض والحاجة ،
في لحظات استجداء المسئول لأصوات المواطنين ويعدهم بالوفاء وبمعالجة مشاكلهم ، يكن هناك وعلي مقربة من المهرجان الخطابي الانتخابي مواطنون يستجدي أطفالهم رغيف خبز يسد رمق جوعهم ،
بينما تمر عشرات السيارات الحديثة في موكب المسئول مسرعا في شوارع بقايا الوطن وتفتح له كل الطرق وتغلق في وجوه المواطنين ، حينها يكن هناك بالمخيم جنازة لكهل مات وهو مازال يحلم بالعودة لوطنه الذي هُجر منه ، ويعاني جيرانه وأهله من إخراج نعشه بسبب ضيق شوارع المخيم ،
في أجواء الصيف الحارة وبيت هذا المسئول ينعم بنسيم المكيفات ، يكن هناك من يتألم من حرارة الشمس الحارقة وهو جالس تحت سقف الاسبست في بيته الصغير المنهك الجدران ،
وفي أجواء الشتاء والصقيع القارس ينعم هذا المسئول وأبناءه وأسرته وأزلامه في دفء المكيفات داخل قصورهم وبيوتهم الفخمة ، يكن هناك في هذا الوطن من يرتجف من البرد ويعاني من غرق بيته بمياه الأمطار ،
هذا المسئول الذي يعيش حياة الرفاهية والثراء الفاحش مازال ودون خجل يتحدث عبر المنابر عن المخيم ومعاناته ، وعن الشعب وأوجاعه ، ويمثل دور المنقذ لهذا الشعب ، ويتقمص شخصية المواطن البسيط الذي يشعر بالمعاناة ،
ولا يعلم ذلك المسئول المحاط بالسحيجة والمنافقين من أزلامه أن الشعب أفهم وأوعي مما يتخيل ، وأنه سقط حتى في أن يكن ممثل ، وفشل في الاستمرار بخداع الناس وتقمص دور واهم ،
القائد والمسئول الذي يحيا في قصور وفلل ، عليه أن يخجل حينما يسمع عن معاناة المخيم ، عليه أن يتوقف عن الخطابات والتغني بآلام الناس ، فخطاباتكم وشعاراتكم فقط للمتاجرة بآلام المواطنين ، فشيء من خجل وكفوا عن التسلق والانتهازية والسمسرة بمعاناة وآلام الناس ،
من يعيش في برستيج وثراء كبير لا يحق له أن يتحدث عن الشعب وآلامه وجراحه وفقره ، فلا يشعر بالمعاناة إلا أهلها ، فلا تتحدثوا باسم هذا الشعب وفقط أريحونا من ظلمكم ومتاجرتكم بآلامنا ، وعيشوا حياتكم بعيدا عنا ، واتركونا بآلامنا ومعاناتنا وقهرنا ولا تزيدوا جرحنا نزيفا ،
عندما زار غاندي بريطانيا لبحث مطالب الشعب الهندي ، قال له أحد المسئولين الانجليز : لماذا ترتدي ملابس بالكاد تستر جسمك !!! فأجاب غاندي : لأني أمثل أمة من الجائعين والعراة !!!
فيا قادة النفاق ويا كل المسئولين في وطني ، أنتم لا تمثلون إلا أنفسكم ، ولا تمثلوننا ، فجراحنا وآلامنا ليس للمساومة ولا للمتاجرة ،وحماك الله يا وطني ،
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (16)
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]