توالت الأحداث الإرهابية مؤخرًا مستهدفةً عددًا من العواصم والدول حول العالم ولاسيما الدول التي تتعامل مع الدين الاسلامي بشكل سمح ، وتعطي مساحات واسعة من الحرية للمسلمين ، تلك العمليات اصبحت مخلفةً حالة من القلق والتوتر على الصعيدين الشعبي والحكومي في بلدان العالم ،وطارحة تساؤلًا يدفع الجميع بصرف النظر عن مقامه وموقعه إلى البحث عن اجابات مقنعة لإيجاد الدوافع الأساسية لانتشار الإرهاب أو لإقدام الإرهابيين على تفجير أنفسهم بهذا الشكل.
أوجه الارهاب:
للإرهاب عددًا من الأوجه والأشكال فهناك الإرهاب الخشن القاسي والمباشر، وهو الذي يكون من خلال الاستهداف العسكري والقصف للبيوت والسيارات ، أو التفخيخ والتفجير الجسدي المباشر، وعلى الجانب الآخر هناك الإرهاب الناعم الذي تمارسه الدول وبعض الأفراد من خلال دعم الإرهابيين ماديا واقتصاديًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا وأكاديميًا من خلال الكتابات ووسائل الاعلام والفضائيات عبر تمريرها البيانات الداعمة للإرهاب والمجموعات الإرهابية.
الانتقام من تمدد المسلمين في اوروبا :
وبتقديرنا ان ما يحدث من عمليات ارهابية في القارة الاوربية واخص بالذكر تلك الدول التي تعطى هامش من الحرية للمسلمين أكثر من بلدانهم ، واستهداف بلجيكيا بالذات له عدة دوافع واهداف شيطانية ، فقد ازداد التعاطي الايجابي مع المسلمين هناك ، في الوقت التي حوصرت فيه الدعاية الصهيونية فاصبح عيدي الفطر والأضحى عطلة رسمية في بلجيكا وازداد عدد المسلمين في بلجيكا بين 500 و700 ألف شخص من أصل 11 مليون، واصبح نصف سكان العاصمة بروكسل مسلمون وأغلبهم من المغرب العربي ، كما ان بلجيكا تعترف رسميا بالمساجد وتتكفل الحكومة بجزء من نفقاتها وأنها تعطي رواتب لأكثر من 250 إماما مسلما يتقاضون رواتبهم من وزارة العدل مباشرة ..
امام هذا الانتشار المتزايد وامام الزحف الاسلامي الهادئ للقارة الاوربية ،ودخول العديد من المشاهير في كافة المجالات للإسلام ، أدركت المنظومة الصهيو انجلياكانية انه لابد من وقف زحف هذا الخطر الإسلامي باعتقادهم ، وتسخير كافة الإمكانيات للحيلولة دون انتشار الاسلام في اوروبا ، فشرعت أجهزة مخابراتها الى صناعة منظمات ارهابية بمسميات اسلامية ، واملت عليها معتقدات غريبة عن الاسلام ، عبر شخصيات استخباراتية مدربين جيدا على مسح عقول الشباب الضائع الباحث عن آمال ومعتقدات تنسجم مع دوافعه وميوله الداخلية ، واغدقت عليها الاموال الطائلة فمارست تلك المنظمات الارهابية المصطنعة ، أقذر الاساليب المنفرة من الدين ، من ذبح وقطع رءوس وحرق ، وانبرت اجهزة اعلام مجهزة للغرض ذاته ، لإبراز هذه الاعمال وما يتبعها من فتاوي لأعمال لا علاقة لأي دين بها مثل ( النخاسة - وزواج النكاح- وغير ذلك) وابراز للعالم أن دوافع التفجير الإرهابي تتمحور حول الأيدولوجية الدينية المتطرفة ، وتمرير شعارات إن المنفذ للتفجير يعتقد أن من يقتلهم كفار يستحقون القتل ..
والهدف من ذلك هو تقديم صورة سيئة عن الاسلام والمسلمين لخلق حالة من النفور والكراهية ، وهذا ما نراه بالفعل وراء كل عملية ارهابية من رفع شعارات (الموت للمسلمين - لا للإسلام )
ومن الملاحظ لنا كمراقبين ان المنظومات الصهو انجليكانية تتجه لدعم بعض الجماعات الإرهابية، من أجل استخدامها في تشكيل أداة ضغط على دول أخرى تتعارض معها في المصالح السياسية والاستراتيجية، مما يجعل تلك الدول تنعزل عن المجالات المتنافس عليها.
تأسيسا لما سبق اوجه رسالتين :
اولاها : لشبابنا ايكم وان تكونوا فريسه بل وضحايا للمتاجرين بكم، ومن يسعوا الى غزوة افكاركم بشعارات زائفة لا علاقة لها بدينكم الحنيف ، فالإسلام بني على اليسر والتسامح وفلسفة الاخلاق والحب ، والمجادلة بالحسنى ،والاخلاق وحسن المعاملة كانت سببا منطقيا لانتشار الاسلام في العالم ..
ثانيا : للمسئولين : ارحموا شبابنا وانقذوهم من الضياع ، ووفروا لهم فرص عمل ليتسنى لهم تحمل المسئولية والمشاركة في الوطن ، ولا تجعلوا الوطن غنيمة لكم ولمريديكم ، وسخروا عائدات الوطن للكل الوطني ، وليس لأنشطة احزابكم الصنمية ...
بقلم/ د. ناصر اليافاوي