تحرير تدمر يحمل أبعاد استراتجيه يخل في ميزان القوى ويضعف معارضة الرياض السورية

بقلم: علي ابوحبله

أكد الرئيس السوري بشار الاسد ان تحرير مدينة تدمر التاريخيه دليل على نجاعة استراتجية الجيش العربي السوري وحلفائه بالحرب على الارهاب ، ، لافتاً الى أن زيارات الوفود البرلمانية إلى سوريا يمكن أن تساعدها على العمل لتصحيح السياسات الخاطئة والمفاهيم القاصرة التي تتبناها حكومات بعض الدول تجاه ما تشهده سورية.
كلام الرئيس بشار الأسد جاء خلال استقباله وفداً فرنسياً يضم عدداً من البرلمانيين والمثقفين والباحثين والإعلاميين، حيث لفت إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع تحرير مدينة تدمر التاريخية اليوم والذي يعد انجازاً مهماً ودليلاً جديداً على نجاعة الإستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب مقابل عدم جدية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم أكثر من ستين دولة في محاربة الإرهاب بالنظر إلى ضآلة ما حققه هذا التحالف منذ إنشائه قبل نحو عام ونصف.
العملية السريعة المفاجئة والدقيقة للجيش العربي السوري شكلت صدمة لجماعة داعش الإرهابية، فدقة العملية والتحرك السريع على عدة محاور في وقت واحد، بالإضافة إلى الإصابات الدقيقة لسلاح المدفعية، كان السبب الرئيس في انهيار دفاعات داعش، وخاصة بعد مقتل عدد كبير من مسلحيهم وإصابة آخرين تم نقلهم إلى احد مقار داعش في جبل بلعاس شرقي حماة، في الوقت الذي تحدثت مصادر مطلعة عن حشد داعش لمجموعات لها في منطقة السخنة والمحطة الثالثة لصد تقدم الجيش، فيما تحركت ارتال لداعش من مدينة الرصافة باتجاه السخنة في محاولة يائسة لإيقاف تقدم الجيش.
لقد تحقق للجيش العربي السوري عدة أهداف تحملها سيطرة الجيش السوري على تدمر، ولا يمكن اختصارها فقط بالسيطرة على مساحة 30 ألف كيلومتر في عمق البادية السورية، حيث تتعدى الأهداف ذلك بكثير، ويمكن القول أن من أهم الأهداف الإستراتيجية لهذا التقدم تكمن في قطع طرق الإمداد عن مسلحي داعش في منطقة القلمون الشرقي، وحصارهم بين فكي كماشة، بعد أن كانت تعتبر تدمر والبادية السورية نقطة الوصل لهؤلاء المسلحين مع الرقة المعقل الرئيس لداعش، كما ستحرم مسلحي داعش في القلمون الغربي من كل الإمدادات والتواصل الجغرافي، بالإضافة إلى ذلك سيكون لهذه المعركة صدى يصل إلى أطراف دير الزور ومنطقة الشولة المرتبطة بالبادية ما سيساهم في تعجيل فك الحصار عن المدنيين في المدينة، ولن تتوقف المعارك عن هذه الجغرافية إن القوات المتقدمة ستلامس أطراف محافظة الرقة، الأمر الذي سيعتبر بداية معركة تحرير تلك المحافظة من تواجد داعش بشكل كامل،.
تحرير تدمر تحمل أبعاد استراتجيه وتحول في ميزان الحرب وتغير استراتيجي على موازين القوى على الأرض خاصة وان الذي مهد لاحتلال تدمر أمريكا وحلفائها الذي سهلوا لداعش وغيرها من دخول تدمر والتي كانت تحركاتها تحت مراقبة الأقمار الصناعية الامريكيه التي شاهدت طوابير السيارات وهذا ما كشف عنه احد ضباط المخابرات البريطانية ، أن من انشأ داعش ومنظمات التطرف هم أنفسهم المتآمرين على سوريا وادعوا زورا وبهتانا بمحاربتهم للإرهاب وداعش وان تفجيرات بلجيكا وأحداث فرنسا وتخوف أوروبا من التهديدات التي تتهددها حيث أيقنوا حقيقة جريمتهم بحق سوريا واحتلال العراق وحربهم على اليمن ومحاولاتهم لإثارة الفتنه المذهبية والطائفية التي ارتدت عليهم سلبا
تحرير تدمر ستكشف الكثير من الغاز الإرهاب الممارس ضد سوريا وآلامه العربية وانخراط النظام العربي بالإرهاب الذي يضرب ألامه العربية وأمنها القومي لحرف أولوية الصراع مع إسرائيل وتحقيق امن الكيان الإسرائيلي الذي يمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين
إن استعادة القوات السورية لمدينة تدمر يسلط الأضواء على هدفين أساسيين:وهو أن الوجود الروسي والدعم الروسي ما زال قائما وهو ينفي صحة الأنباء التي تم تداولها عن انسحاب القوات الروسية وتخلي روسيا عن سوريا
والهدف الثاني أن روسيا سعت إلى تحقيق تقوية الجيش العربي السوري وقيادته، وهي تدعم بقاء الرئيس بشار الأسد في قمة الحكم، إن التفاهمات الأمريكية الروسية حول وقف العمليات العسكرية التي ما زالت صامدة على الأرض، كانت تهدف إلى إعطاء الأولوية، وتركيز الجهود للقضاء على “الدولة الإسلامية” وخطرها،”.
لا شك أن الرئيس السوري بشار يملك أوراق القوه في المفاوضات الجارية في فينا وان الخطوط الحمر التي رسمها وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيجد نفسه في موقف تفاوضي قوي، ليس في مواجهة المعارضة السورية المدعومة من واشنطن والرياض، وإنما في مواجهة التحالف الستيني الدولي الذي كان يطالب برحيله عن الحكم،
وان وفد الحكومة السورية الذي سيتوجه إلى جنيف في غضون أيام للمشاركة في الجولة الثانية المباشرة من المفاوضات سيكون في موقف أقوى ، وأبرزها وأهمها، ان “مقام” الرئيس الأسد ليس مطروحا على جدول الأعمال، ومما يعزز هذا الرأي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن بعد لقائه جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قبل أيام أن واشنطن اقتنعت بعدم الحديث عن مستقبل الأسد، وهذا قبل استعادة تدمر فكيف سيكون عليه الوضع بعدها؟
التطورات العسكرية في الميدان السوري والإخلال بميزان القوى عزز موقف الرئيس السوري بشار الأسد وموقعه في قمة السلطة، وأضعفت خصومه في المعارضة السورية ، وهي تطورات ستكون عاملا مؤثرا في رسم خريطة المستقبل السوري سياسيا وعسكريا:
إن تفجيرات بروكسل، وندم الرئيس باراك اوباما على تدخل بلاده العسكري في ليبيا، واتهامه الصريح للمملكة العربية السعودية بنشر التطرف والإرهاب في مقابلته مع مجلة “اتلانتيك” كلها مؤشرات تصب في مصلحة بقاء الرئيس الأسد في المستقبل المنظور، وباتفاق وجهات نظر الدولتين العظميين على وجه الخصوص.
لا شك أن الجانبين الروسي والأمريكي اتفقا على أنهما بحاجة ماسة إلى الجيش السوري النظامي للمشاركة في الحرب للقضاء على التنظيمات الجهادية الإسلامية المتشددة، و”الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” على وجه الخصوص، وتقدمه المفاجئ نحو تدمر، ومعاركه الطاحنة في دير الزور هي بداية تنفيذ الاتفاقات السرية في هذا الخصوص.
هذه هي الحقيقة التي يجب أن تعلمها المعارضة السورية التي بدأ حلفاؤها يتخلون عنها تدريجيا، ابتداء من تركيا التي وصلت التفجيرات الإرهابية إلى عاصمتها السياسية والاقتصادية، ودمرت صناعتها السياحية التي تدر 36 مليار دولار على خزينتها سنويا، ومرورا بقطر التي اختارت البقاء في الظل، وتخلت عن دورها القيادي في بداية الأزمة السورية، وانتهاء بالمملكة العربية السعودية التي تورطت في حرب اليمن، وما زالت تعيش صدمة اتهامات اوباما لها بدعم الإرهاب، وتبرئة إيران، خصمها الاستراتيجي منه، ومطالبتها بسلام بارد معه، ورفض اوباما الانجرار إلى خوض حروب طائفيه دفعته إليها الدول المتامره على سوريا حيث فشلت في تحقيق أهدافها وهذا ما دفع اوباما لاتهام السعودية ومجلس التعاون الخليجي وعرضه لهجوم دول مجلس التعاون الخليجي
المعارضه السوريه تعيش مازق انتصار سوريا وتغير الموازين للقوى على الارض وان المعارضه السوريه قد تكون ضحية تغير المواقف للدول الداعمه لها والتضحية فيها لانها كانت ادوات لتنفيذ المؤامرة على سوريا ، وان السعوديه بعد فشل تحقيق اهدافها في حرب اليمن وتظاهرات اليمنيين التي افقدت هادي لشرعيته مما اجبر السعوديه لمفاوضات مباشره مع خصومها وباليقين ان انتصارات سوريا قد تطيح برموز للانظمه العربيه وان عادل الجبير وزير الخارجيه السعودي قد يكون اولى ضحايا هذا التغيير ، اذ لم نعد نسمع السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي وتصريحاته برحيل الرئيس الاسد سلما او حربا ، وهناك دول عربيه شرعت لفتح خطوط للتفاوض مع سوريا في الغرف المغلقه وهناك من يسعى لاعادة العلاقات مع سوريا لان الجميع يدرك ان سوريا اصبحت معادله قويه في الصراعات في المنطقه وهي محور اقليمي فاعل بقوة الجيش العربي السوري وتماسك النظام في سوريا وان التغير الدولي والاقليمي يعود لصمود سوريا التي غيرت كل قواعد اللعبه

المحامي علي ابوحبله