اثيرت من جديد قصة وصول يهود اليمن الى فلسطين المحتلة ، فنقلت القناة الثانية عن خبر وصولهم بعملية معقدة شاركت فيها دول اقليمية ودولية بما فيهم السلطة الفلسطينية ، وتصريح لرئيس الوكالة اليهودية يشكر فيه دور السلطة والرئيس عباس لاعطائه تعليماته لضباطه وتحت مبرر العمل الانساني لمساعدة هؤلاء اليهود، فيما قيل ان رئيس المخابرات العامة سيذهب لحفل تكريمي لامريكا تقديرا وتكريما لدوره في انجاز تلك الصفقة ....
السلطة الفلسطينية التزمت الصمت حول هذه القضية التي تمثل اقصى انواع الخطورة اعتباريا وماديا وتاريخيا وسياسيا وقد تكون اخطر من كل الاتفاقيات والالتزامات التي ابرمت مع الاحتلال بما فيها التنسيق الامني التي تدعىي السلطة انه مبرر.
قيل ان اليهود اليمنيين قد تنقلوا بجواز سفر فلسطيني ... وهذا ان صح الخبر ايضا يعطي مؤشرا بان السلطة واجهزتها اصبحت وبشكل سافر جزء من العملية الامنية الاسرائيلية واحد اطرافها .... كان يمكن ان يبرر ان يعطي الرئيس الفلسطيني جوازات السفر للفنانيين والفنانات ولكن ان تصل الامور ان تساعد السلطة في تحقيق الادعاء الصهيوني بعودة اليهود الى ارض الميعاد .. فحقيقة هذا كارثي .... ويتوجب ان تشكل فتح وهي حزب السلطة لجنة تحقيق وان تضع العقوبات اللازمة التي قد تصل الى حد الخيانة وفي تفرد وكتمان لا يعلمه الا الرئيس واجهزة امنه .... كيف نقول للشعب الفلسطيني والشوب العربية وشعوب العالم اننا نطالب بحق العودة المدعوم تاريخيا وقانونيا والسلطة تجهذ هذه الحقيقة بل تساعد على ما يقال عودة اليهود الى وطنهم ...؟؟!! كيف يمكن ان يصدقنا العالم باننا حركة تحرر وطني في حين رئيس السلطة وفتح والمنظمة يعمل على عودة اليهود... الجريمة ليست سياسية وامنية فقط بل هي جريمة اعتبارية واخلاقية ووطنية .
قد قبل البعض على ان تكون السلطة مؤتلفة في معركة محاربة الارهاب ودور المخابرات في ليبيا ومساعدتها في اعتقال احد قادة القاعدة ... ولكن مالا يقبل وطنيا ان تساهم السلطة في عودة ما يسمى يهود العالم الى فلسطين .... وقد يفتح هذا السلوك تبويبا لماذا اتسع الاستيطان تحت مبرر المفاوضات والدراماتيكا التي تمارسها السلطة سلوكا .
هل عملت السلطة سياسيا باعترافها باسرائيل وسيطرتها على 82% من فلسطين التاريخية فلم يعد يهما كم من اليهود على تلك الاراضي .... اذا ماهو واقع الاستيطان في الضفة الذي اصبح يقدر بمليون مستوطن وقد يكون اليهود اليمنيين احد سكان تلك المستوطنات الجديدة التي يعلن عنها من الجانب الاسرائيلي يوميا .
مادامت السلطة لم ترد على ما اثاره رئيس الوكالة الدولية والقناة الثانية والتزمت الصمت .... اذا كل ماقيل صحيحا وليس مستغربا اذا ما نسبنا هذا السلوك الى تعطيل كل ما اقره المجلس المركزي لمنظمة التحرير .
ان تالف وتوافق اجهزة الامن الفلسطينية للسلطة مع اجهزة امن الاحتلال في المهمات والاهداف التي وصلت لملاحقة نشطاء وحاضنة صرخة القدس يحتاج لوقفة جادة من كل القوى الوطنية والتي هي احد افرازاتها التعاون في استقطاب اليهود الى ارض فلسطين .
هذا العمل الذي يصل الى مرتبة الخيانة وان احصيناها فهي كثير ولكن هذا الجرم الذي مر على شعبنا يحتاج لوقفة شعبية ومظاهرات واعتصامات تندد بهذا السلوك والتعاون الخطر مع الاحتلال الذي مازال يهود كل الارض الفلسطينية ولا يعترف بحق العودة وشطب خيار حل الدولتين ويقتل ابنائنا بدم بارد في عمليات تصفية ميدانية .... وان كان للسلطة رد اخر فيجب ان تخرج عبر المتحدثين باسمها توضح ذلك وتحدد موقفها مما قاله رئيس الوكالة اليهودية ، ونحن نستغرب لسرعة خروج المتحدثين الاعلاميين للسلطة عندما يتعلق الامر بالمشاحنات والردح على بعض من قادة فتح اوهذا الفصيل او ذاك ... فالاجدر ان يقوم هؤلاء النتحدثين بتوضيح الامر للشعب الفلسطيني ومتى تورط السلطة واجهزتها في هذا العمل الخطير
سميح خلف