الإنتحار ليس إرادة الموت بل إرادة الإختفاء

بقلم: حنا عيسى

"لن تكون سعيدا طالما أنت تبحث عن مكونات السعادة، ولن تستطيع الحياة إذا كنت تبحث عن معنى الحياة"

(ألبير كامو)

الانتحار هو الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمداً في موت نفسه. تُرتكب جريمة الانتحار غالباً بسبب اليأس، والذي كثيراً ما يُعزى إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات. وغالبًا ما تلعب عوامل الإجهاد مثل الصعوبات المالية أو المشكلات في العلاقات الشخصية دوراً في ذلك. وقد أوردت بيانات لمنظمة الصحة العالمية بأن 75% من حالات الانتحار تسجل ما بين متوسطي الدخل وسكان الدول الفقيرة. وتشمل الجهود المبذولة لمنع الانتحار تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية، وعلاج الأمراض النفسية وإساءة استعمال المخدرات، فضلاً عن تحسين التنمية الاقتصادية.

أسباب الإنتحار في الوطن العربي:

الأسباب كثيرة ومختلفة

1.  الحالة الإقتصادية المتردية التي تعاني منها الشعوب العربية كافة، لذلك نجد ان حوادث الانتحار تحدث بشكل أكبر بين الطبقة الفقيرة بحكم أنها الأكثر تأثراً ومعاناة.

2.  الأمراض النفسية، ويعتبر الإكتئاب الخطوة الأولى على طريق الإنتحار، حيث ان 50% من مرضى الإكتئاب يحاولون الإنتحار مرة واحدة على الأقل في حياتهم ، وينجح 15% منهم فى الانتحار فعلياً.

3.  الإعلام وما يقدمه من كوارث، فهو صاحب الفضل في ترسيخ فكرة التخلص من المشاكل بالإنتحار، وذلك من خلال الأفلام والمسلسلات الرخيصة التي يعرضها.

4.  الأوضاع السياسية غير المستقرة في معظم البلدان العربية؛ كالتضييق السياسي وغياب العدالة والديمقراطية ،والحروب الأهلية، كل هذا يتسبب بشكل مباشر في تردي الوضع الإقتصادي وإنتشار البطالة والفقر، ما يتبعه الفشل الدراسي والمهني والإجتماعي، إلى آخره من كوارث !.

طرق الإنتحار:

تختلف الطريقة الأكثر شيوعًا للانتحار حسب البلد، كما ترتبط جزئيًا بمدى توافر الوسائل. وتشمل الطرق الشائعة ما يلي: الشنق والتسمم بواسطة المبيدات الحشرية والأسلحة النارية. هناك ما بين 800.000 إلى مليون شخص تقريبًا يموتون كل عام عن طريق الانتحار، مما يجعله عاشر الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. المعدلات أعلى في الرجال عنه في النساء، حيث أن الذكور أكثر عرضة لقتل أنفسهم من الإناث بمقدار 3-4 مرات. هناك ما يقدر بنحو من 10 إلى 20 مليون محاولة انتحار فاشلة كل عام. وهذه المحاولات أكثر شيوعًا بين الشباب والإناث.

 

عوامل الخطورة:

·       الأمراض العقلية خاصة الاكتئاب

·       شرب الخمر

·       وجود محاول سابقة للانتحار

·       وجود سيرة مرضية عائلية من المرض العقلي أو الإدمان

·       وجود سيرة عائلية من الانتحار

·       العنف العائلي، ويشمل هذا العنف البدني والاستغلال الجنسي

·       السجن

·   تعرض الشخص لسلوكيات انتحارية، مثل ما يمكن أن يحصل عليه من أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو عبر وسائل الإعلام، مثل مشاهدة أفلام أو برامج تظهر أشخاصا يقدمون على الانتحار.

·   التعرض لأزمة أو صدمة يعجز الشخص أو يظن أنه يعجز عن التعامل معها، مثل أزمة مالية أو مرض.

·       معايشة الكوارث والعنف والحروب.

·       معدلات الانتحار أعلى لدى الفئات الضعيفة في المجتمع مثل اللاجئين والمهاجرين.

 

العلامات التحذيرية :

·       التحدث عن الانتحار.

·       أن يقول بكل وضوح إنه سيقتل نفسه.

·       قد يصرّح بطريقة غير مباشرة، مثل أن يقول "أتمنى لو أنني ميت" أو "أتمنى أنني لم أولد".

·       الانسحاب من النشاطات الاجتماعية.

·       زيارة من يعرفه وتوديعه، وكأنه سيلقاهم للمرة الأخيرة.

·   المرور بتقلبات حادة في المزاج، مثل أن يكون في يوم في مزاج جيد ومرتفع للغاية ثم يصبح مكتئبا للغاية في اليوم لتالي.

·       الإقبال على شرب الخمر أو تعاطي المخدرات.

·       القيام بأعمال خطيرة مثل القيادة المتهورة.

·   الحصول على أدوات الانتحار، مثل شراء سلاح أو الحصول على سلاح ناري أو شراء أدوية أو مبيدات.

·       حدوث تغيرات في شخصية الشخص.

·       الشعور بالعجز وفقدان الأمل.

وقد تأثرت وتباينت وجهات النظر حول الانتحار بالموضوعات الوجودية العامة مثل الدين والشرف ومعنى الحياة. تعتبر الأديان الإبراهيمية تقليديًا أن الانتحار معصية لله ويرجع ذلك إلى الإيمان بقدسية الحياة. وخلال عهد الساموراي في اليابان، كانت طقوس السيبوكو تعتبر وسيلة محترمة للتكفير عن الفشل أو تعتبر كشكل من أشكال الاحتجاج. الستي، وهي ممارسة جنائزية هندية يجرمها القانون الآن، كانت تستلزم أن تقوم الأرملة بالتضحية بنفسها في المحرقة الجنائزية لزوجها، سواءً برغبة أو تحت ضغط من الأسرة والمجتمع. الانتحار ومحاولة الانتحار، في حين كانت جريمة يُعاقَب عليها جنائيًا في السابق، إلا أنها لم تعد كذلك في معظم البلدان الغربية. وفي المقابل، فهي لا تزال تمثل جريمة جنائية في معظم البلدان الإسلامية. في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

بقلم/ د.حنا عيسى