منذ اربعة عقود ونحن نحتفل بذكري يوم الارض...ومع اهمية هذة الذكري الخالدة ..ووفائنا لمن استشهدوا في هذا اليوم العظيم من تاريخ شعبنا .... الا اننا يجب ان نعيش الذكري بكافة مدلولاتها ... ومعانيها واهدافها ...وان لا نختصر .... ولا نختزل ..مناسباتنا وفعالياتنا هنا وهناك ..لمجرد اننا نحتفل بذكري محددة ..نتفاعل معها ... ومن ثم يذهب كل منا الي مكانه .... والي حيث موقعه .... وموقفه .... واجندته الخاصة .
الارض التي من اجلها ... ولاجل حريتها كانت التضحيات .. ومن اجل كرامتها وقضية شعبها كانت الثورة المعاصرة..... ومن اجلها لا زال يسقط الالاف من الشهداء والجرحي .... ويجري اعتقال الالاف من ابناء شعبنا .
الارض حياتنا .... كرامتنا ... تاريخنا.... ثقافتنا .... تراثنا وموروثنا ..الذي نتوارثه منذ قرون طويلة ...والذي نحفظه بعشقنا وانتمائنا ... منذ نعومة اظافرنا ...مرورا بكافة مراحل عمرنا نحفظ لها كرامتها ...وطهارتها ...بما قدمت لنا ... وبما اكلنا من خيراتها .. وشربنا من مياهها
الارض التي تحمل بباطنها عشرات الالاف ممن نعتز بهم .... وممن ضحوا من اجلنا ... وممن عاشوا وماتوا واستشهدوا لاجل اجيالنا ..... هذه الارض التي تحمل كل معاني العزة والكرامة وشرف الانتماء .... من اجلها ... ولاجلها تهون التضحيات .... وتسقط الشعارات .... والاجندات التي لا تدعوا لوحدتها ..... ولا تدعوا لوحدة شعبها .... ولا تؤكد علي وحدة قيادتها وقرارها الوطني.
ذكري يوم الارض ... ذكري عظيمة وخالدة... وستبقي محفورة بالذاكرة الوطنية.... كما كافة المناسبات الوطنية والاحداث التاريخية .
لكنني اري في هذه الذكري الوطنية .... مناسبة للتاكيد ....والتذكير... ان وحدة الارض الفلسطينية ... والمطالبة بها .... والالحاح عليها ...والتضحية من اجلها ..... يتطلب وحدة الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده ..... كما يتطلب وحدة القرار الوطني الفلسطيني.... ووحدة القيادة الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .
المناسبات الوطنية لا يمكن تجزئتها .... ولا يمكن تقسيمها... واختزالها .... ولا يجوز ان ياخذ كل منا جزئيته من هذه الذكري او تلك .... للحديث عنها والاطالة بامجادها .... والتغني ببطولاتها.... ونحن نعيش بحالتنا الانقسامية ...التي قسمنا فيها الارض والشعب والقرار .
نحن نرتكب في اللحظات التاريخية التي نعيشها ...خطيئة وطنية كبري ... باستمرار هذا الانقسام الاسود للارض ... وللشعب ... وللقرار.
كل شيء اصبح منقسما ...في ظل حالة المناكفة والتجاذبات السياسية... كل شيء اضحي ضعيفا وهزيلا.. حتي اصبحت خياراتنا تائهة ... وقراراتنا متناقضة ... وتوجهاتنا متباعدة... اصبحنا بحال لا يسر الا اعدائنا والمتربصين بنا .... وشعبنا ما زال حائرا ما بين هذا وذاك... ويتم التلاعب بظروفه ومصاعب حياته ...التي تزداد بتحدياتها وضغوطها علي مجمل مناحي حياتنا .
احتفالاتنا... مناسباتنا.... يجب ان نعيشها باستخلاصاتها ... وتجربتها ... لا ان نعيشها كحدث عابر... ومن خلال تجمع لافت ... واعلام يسلط الضوء علي المتحدثين والحاضرين ... وحتي نقول اننا هنا باقون.
شعبنا ينتظر منا اكثر من الاحتفال بهذه الذكري او تلك ...كما يحتاج منا باكثر من المسيرات والتجمعات ... لانه يطالبنا بوحدة حقيقية .... وقرار موحد ...وارادة موحدة.... شعبنا يتطلب منا اجندة وطنية موحدة خالصة ومخلصة... للارض ...وللشعب ...وللقرار الوطني .
شعبنا لا زال ينتظر الكثير منا ... ولا زلنا علي نمطية منهجنا وفكرنا السياسي... وتعاملنا مع المناسبات بصورة نمطية ... لا ابداع فيها ... ولا جديد يمكن قوله ... والتاكيد عليه... والعمل به .
بقلم/ وفيق زنداح