الشهيد ( أبو عمار الديري) مسيرة طويلة من النضال والعطاء

بقلم: عباس الجمعة

نقف لنكتب عن رفيق ومناضل عربي فلسطيني، انتمى لجبهة التحرير الفلسطينية ، ليقوم بدوره الوطني والقومي انطلاقا من قناعته، وكرس جل وقته للمهمات النضالية ، حيث فقده كل من احبه من رفاقه واصدقائه في لحظة مفاجئة كان لها أثر كبير في الجبهة ومناضليها ، فهو من كسب قلوب كل المناضلين فاحبه الشهيد القائد ابو العباس الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، فأضحى مناضلا وقائدا من قادة جبهة التحرير الفلسطينية ، وليسجل اسمه على شجرة شهداء جبهة التحرير الفلسطينية التي لا تموت فهي شجرة مثمرة، وأبو عمار هو فرع من هذه الشجرة وأحد من عملوا من أجل فلسطين، وأحد غصون هذه الشجرة التي يعتز بها شعبنا.

ومن موقعنا نقول ان الشهيد القائد عبد الله شاكر الزركان ( أبو عمار الديري) هو مسيرة وسيرة، مسيرة طويلة من النضال والعطاء والتضحية تكللت بالشهادة، وسيرة نبيلة وعطرة جعلته يتبوأ مكانة كبيرة في قلوب ابناء الجبهة، وهو علامة بارزة في العطاء والفداء.

نعم مضى الشهيد ابو عمارعلى درب الكفاح والثورة التي استشهد من اجلها القائد الشهيد ابو العباس, حيث تعانق روح الشهيد سماء الوطن، مع أرواح الشهداء القادة العمالقة ياسر عرفات وطلعت يعقوب وابو العباس وابو احمد حلب وسعيد اليوسف وابو العز وحفظي قاسم وابو العمرين وجهاد حمو مدرسة الثورة والمقاومة والانتفاضة ، مدرسة رواد الفعل الثوري من الاستشهاديين الذين رووا بدماءهم أرض فلسطين الطاهرة.

في هذه اللحظات نقول في وداع الشهيد القائد أبو عمار الذي تولى مهماته بكل جدارة واحترام في الجبهة وصولا الى عضو قيادتها لإقليم سوريا ، فهو المناضل القائد الذي جمع القول والعمل بكل جوانبه في هيئة التدريب المركزي للجبهة، واصل حياته بكل عزم وصلابة ، فكان دوماً متسلحاً بمواقف الجبهة وثوابت شعبنا ، فهو من المناضلين الذين نعتزّ بهم ، ويعتزّ بهم الشعب الفلسطيني، ومن المحطات التي نفاخر فيها غيرنا من الأمم والشعوب محطات نضاله الطويل من أجل فلسطين والأمّة، ومن الأحداث التي نتوقف عندها بإمعان هو ذلك التقاطع الذي استشهد في قلبه ابو عمار وهو التقاطع بين فلسطين وسوريا.

لقد شكلت تجربة الشهيد ابو عمار النضالية والعسكرية نموذجا نضاليا في بيروت واليمن وتونس والعراق والجزائر ، وهذا يتطلب تصعيد المقاومة والانتفاضة وترسيخ النهج الثوري في الساحة الفلسطينية، والتأكيد على حق شعبنا في الرد على جرائم الاحتلال.

إن حاجتنا في مثل هذه المرحلة العصيبة، من تاريخ كفاحنا ونضالنا إلى مثل هذه النماذج الثورية التي تجّسدت في القائد أبو عمار ، ومن الواجب والثوري والوطني، ان نؤكد وفائنا لشهدائنا وثباتنا على العهود التي قطعناها لهم بأن نصون موقفنا السياسي والنضالي وأن تبقى بنادقنا موجهة إلى صدور ورؤوس أعداؤنا ، لأن هكذا تعلمنا من الشهيد القائد ابو العباس ورفاقه ومن جبهتنا التي نعتز بانتمائنا إليها على امتداد مسيرة النضال لانهم كانوا عنواناً للعطاء في سبيل مواصلة الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني النازي.

ان الوفاء للشهيد القائد ابو عمار، تجعلنا أكثر قدرة على فهم ماذا تعني لنا عندما نودع شهيد كان المحرض والثوري في مسيرة الكفاح والمقاتل والقائد، والعسكري المخلص، والمؤمن بالوحدة الوطنية ، كما كان رمز الجبهة الشهيد القائد "ابو العباس" الذي اكد على الدوام، الاندماج في الكفاح الثوري ضد الاحتلال، والعمل الدؤوب على تمتين وحدة الصف الفلسطيني بدون أي تهاون أو كلل، وتعزيز الوعي، والثقافة في عقول الأجيال الشابة ، والوقوف بجانب أبناء شعبنا الفلسطيني .

ولذلك اقول ان ابو عمار كان طلية مسيرته النضالية مقاوم عنيد ، بكل ما للكلمة من معنى وهو بهويته القومية من جسد العلاقة بين سورية وفلسطين في مواجهة معسكر الاستعمار والصهيونية ، تلك هي جبهة التحرير الفلسطينية التي شكلت محور حياة هذا البطل وقضية عمره ومضمون ما تركه من إرث للمناضلين الذي دربهم وعلمهم وقادهم في العقود التي أمضاها مناضلا حتى استشهاده ، وان هذه الجبهة بخسارتها الكبيرة بفقدان احد مناضليها وقادتها لا تزيدها إلا قوة تصميما،في طريق المقاومة لأن مناضليها تلهمهم سيرتك ويتمثلونك قدوة في نضالهم ويعاهدونك كل لحظة على انهم يحركون بأرواحهم قوة جديدة في مسار النضال تدفع المسيرة الكبرى نحو أهدافها العظيمة، فانت عشت مناضلا في كل لحظات عمرك واستشهدت قائدا وروحك التواقة إلى فلسطين التي سترعى وتظلل رفاقك في كل اماكن تواجدهم، ولهذا نقول لك ايها الشهيد ان سوريا ستلملم جراحها وسيعود لاجئيها ومشرديها،وستبقى الحاضنة لفلسطين وقضيتها المركزية مهما حاولت قوى الاستعمار والامبريالية والصهيونية والتطرف والإرهاب القضاء على مشروعها القومي،خدمة لمشروع تقسيم الوطن العربي من جديد على أسس مذهبية وطائفية، الا ان سوريا ستنتصر.

ختاما : ان الوفاء للقائد الشهيد عبد الله شاكر الزركان ( أبو عمار الديري) يكون بالإيمان العميق، بالأهداف التي ناضل واستشهد من أجلها، والمضي قدما في مسيرة النضال إلى الأمام حتى تحرير الارض والانسان .

بقلم / عباس الجمعة

كاتب سياسي