الرئيس محمود عباس صمام الأمان للفلسطينيين

بقلم: علي ابوحبله

البعض لم يعد يفرق بين التكتيك والمواقف ألاستراتجيه ، وفي الاونه الاخيره كثرت سهام البعض ممن يحاول التشكيك في المواقف الفلسطينية مستغلا تصريحات للرئيس محمود عباس معتبرا أن هناك تنازلا فلسطينيا دون الأخذ بعين الاعتبار للفهم السياسي والواقع الذي تعيشه المنطقة ، وعمق المؤامرة التي تستهدف القضية الفلسطينية ومحاولات الاستفراد في القضية الفلسطينية بعد أن وصلت المحادثات مع إسرائيل إلى طريق مسدود ، لم تعد القضية الفلسطينية أولوية الصراع في المنطقة في ظل ،تغذية الصراعات التي تستهدف تحقيق امن إسرائيل على حساب الأمن الفلسطيني

الصراع على سوريا والعراق ولبنان هو ضمن المؤامرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وان محاولات البعض لإثارة الخلافات في المخيمات الفلسطينية بهدف تفجير الساحة اللبنانية باستغلال الورقة الفلسطينية هدفه تصفية القضية الفلسطينية في ظل غياب موقف استراتيجي عربي داعم للحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية

وهنا مكمن الديبلوماسيه الفلسطينية لتصريحات الرئيس محمود عباس للإعلام الإسرائيلي والتي تهدف لوضع السياسة الاسرائيليه وموقفها من السلام المنشود وتهربها من استحقاقات العملية السلمية موضع تساؤل ومسائلة المجتمع الإسرائيلي والإقليمي والدولي .

الديبلوماسيه تعني توظيف العمل السياسي لخدمة ألاستراتجيه الفلسطينية وهي ليست عارا أو تنازلا عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني أو تفريط في الثوابت الوطنية الفلسطينية ، وإنما هي فن تكتيكي يخدم الهدف الفلسطيني ضمن ألاستراتجيه الوطنية للشعب الفلسطيني

لا يمكن لأحد أيا كان بالتشكيك بالموقف الوطني للرئيس محمود عباس الذي لم يقدم تنازل لسلطات الاحتلال يذكر بل العكس من ذلك فان الرئيس محمود عباس متمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية ، ودليلنا أن الرئيس محمود عباس رفض العودة لطاولة المفاوضات بالشروط الاسرائيليه وأصر على ضرورة تحديد الحدود لدولة فلسطين استنادا لقرارات الأمم المتحدة ولقرارات الشرعية الدولية وان الاستيطان غير شرعي وان القدس عاصمة فلسطين ورفض أية مقايضه على الثوابت الوطنية الفلسطينية والاعتراف بيهودية ألدوله العبرية .

الرئيس محمود عباس قاوم كل الضغوط التي مورست على القيادة الفلسطينية لعدم التوجه للأمم المتحدة وتمكن بدبلوماسيته وسياسته الواقعية من تحقيق أهم الانجازات السياسية للقضية الفلسطينية ومنها الحصول على الدولة والاعتراف فيها في الأمم المتحدة باكثريه ساحقه أذهلت الإسرائيليين وأمريكا الداعمة للسياسة الاسرائيليه ،وعمل بجهود متواصلة إلى الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية وأكثر من خمسة وثلاثين معاهدة ومنظمة ومعاهدة دوليه، وأعاد القضية الفلسطينية إلى أولويتها وأهميتها وجعلها تتصدر اهتمام المجتمع الدولي في ظل الصراعات ألقائمه التي هدفت لتحريف الصراع عن أولويته وطمس القضية الفلسطينية ، وأن سياسة الرئيس محمود عباس ودبلوماسيته أثبتت للعالم اجمع عدالة مطالب الشعب الفلسطيني وان الفلسطينيون هم ضحية الاحتلال وممارساته وان إسرائيل تحتل فلسطين بوجه غير شرعي ومحق وبمخالفه صريحة وخرق فاضح لكافة المعاهدات والقرارات الدولية .

إذا أصغينا لصوت العقل والمنطق ليس صحيحا ما يتداوله الإعلام الإسرائيلي ويفسر التصريحات وفق ما يخدم إسرائيل لان الرئيس محمود عباس متمسك بقرارات الأمم المتحدة وبالشرعية الدولية وفي أولويتها ومقدمتها حق العودة.

ووفق ما ذكره موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "بول هيرشيزون" قال إن المسئولية تقع على عاتق "عباس" للعودة إلى المفاوضات، مضيفاً أنه "إذا كان يريد أن يرى صفد أو أي مكان آخر في إسرائيل، فإنه يسعدنا أن نريه أي مكان يريده. لكن يجب أن تكون هناك رغبة في المضي قدماً في عملية السلام "

هذا التصريح يدلل أن الرئيس محمود عباس قد وضع الحكومة الاسرائيليه في مأزق وانه حملها مسؤولية فشل المفاوضات وتحقيق السلام وحملها مسؤولية الإرهاب الممارس بحق الشعب الفلسطيني لأنه بتصريحاته هذه عرى حكومة الاحتلال الإسرائيلي وان مشروعها الاستيطاني والتهويدي وممارساتها الارهابيه والقتل والحرق والتدمير لا يحقق الأمن والسلام وان إسرائيل من تتحمل المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع .

إن الرئيس محمود عباس وهو يدرك أن إسرائيل لا تريد السلام فهو يسعى بخطى حثيثة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنيه تجمع جميع الفلسطينيون نحو هدف واحد وهو إنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين .

الرئيس محمود عباس زاهد في السلطة وإن: “احتمالية اتجاه الرئيس محمود عباس نحو مغادرة الحياة السياسية بعد إتمام المصالحة مع حماس، وفي ظل تعثر المفاوضات، وقد المح الرئيس محمود عباس مؤخرا إلى ذلك بأنه إذا لم يحدث تقدم بالمفاوضات سيسلم الراية” ، وان “عقيدة الرئيس محمود عباس السياسية هي المفاوضات، وهو غير مؤمن بخيارات أخرى، وبالتالي فان الرئيس محمود عباس سيعطي فرصة أخيرة بالأشهر القادمة،

وبعدها سيفكر جديا بالرحيل، ويمكن أن تكون هذه الفترة مرحلة تحضير لبدائل، كإنجاز الانتخابات بعد تحقيق الوحدة الفلسطينية، حتى لا يسجل التاريخ أنه لم يقم الدولة الفلسطينية، ووقع الانقسام بعده، وتنازل لإسرائيل، لذلك على الأقل هو يحاول أن يرمم الوضع الداخلي الفلسطيني ويعيد إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وان من أولوياته تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإجراء الانتخابات >

وان الرئيس محمود عباس لم ولن يسجل عبر تاريخه الحافل أي تنازل عن الثوابت الفلسطينية ولكل أولئك المشككين أن يعلموا ان الرئيس محمود عباس صمام امان الفلسطينيين وعلى هؤلاء ان لا يخلطوا بين التكتيك والدبلوماسيه والاستراتجيه وان الاستراتجيه تبقى من ثوابت الرئيس محمود عباس وهو شديد الحرص للحفاظ على الثوابت الوطنيه والتي لن يتنازل عنها قيد انمله ، ومهما كثرت سهام البعض سترتد الى نحورهم لان الرئيس محمود عباس هو احرص الناس على القضيه الفلسطينيه وحقوق الشعب الفلسطيني وهو صمام الامان لكل الفلسطينيين بحنكته وسياسته التي يحاول من خلالها ان يوصل الفلسطينيون لبر الأمان.

بقلم/ علي ابوحبله