المونيتور الأمريكي ومحاولات التسويق والعبث في الساحة الفلسطينية

بقلم: علي ابوحبله

موقع المونيتور الأمريكي نشر مقالا بعنوان دحلان .... الخيار الإقليمي في الساحة الفلسطينية ، هذا العنوان فيه إساءة للسيد محمد دحلان أكثر مما هو تسويق للسيد دحلان ، وهو تدخل غير مشروع في الشأن الداخلي الفلسطيني وتعدي على الشرعية الفلسطينية لان في المحصلة الشعب الفلسطيني هو صاحب الاختيار الحر لمن يمثله عن طريق صندوق الاقتراع بانتخابات حرة ونزيهة حسب ما نص عليه القانون الأساس الفلسطيني ،
وان ماورد في التقرير لموقع المونيتور عن التدخلات للسيد محمد دحلان في الشؤون الداخلية للعديد من الدول أو الوساطة لمصالح دول إقليميه هو في غير صالح القضية الفلسطينية لان مصلحة الفلسطينيين عدم إدخال القضية الفلسطينية لأتون الصراعات الاقليميه ،
وإذا كان السيد محمد دحلان يملك القدرات التي تضمنها التقرير فلم نشهد من هذه القدرات ما يخدم القضية الفلسطينية بل العكس من ذلك مارس ضغوط على الرئيس الشهيد ياسر عرفات في قمة كامب ديفيد لتقديم تنازلات رفض الرئيس الشهيد الانصياع لها مما فجرت ألانتفاضه الثانية عام 2000 وأصر على الانسحاب الإسرائيلي من القدس وكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وتمسك بقضية عودة اللاجئين ، وان للسيد دحلان كان مشاركه في كل مراحل التفاوض مع إسرائيل هذه المفاوضات التي لم تحقق أية نتائج لصالح الفلسطينيين .
وحين يشير التقرير عن مشاركة السيد محمد دحلان " في 13 آذار/مارس في مؤتمر تأسيس حزب "الغدّ السوريّ" المعارض برئاسة أحمد الجربا في القاهرة، وشكر متحدّث باسم الحزب، لم يكشف هويته، دحلان لجهوده البارزة في حلّ الأزمة السوريّة. وفي 19 كانون الثاني/يناير، تحدّثت مجلة "جارتشك حياة" التركيّة (Gerçek Hayat) عن مخطّط انقلابيّ متعدّد الجنسيّات ضدّ الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، تقوده الإمارات العربيّة المتّحدة بدعم روسيا وإيران، وبإشراف دحلان.
وقبلها، ظهر دحلان في 12 كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2015 في اجتماع يترأسه الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين بمدينة سانت بطرسبرغ الروسيّة، خلال افتتاح منتدى الثقافة العالميّ التابع لليونيسكو. كما ألقى دحلان في 18 تشرين الثاني/نوفمبر محاضرة في مؤتمر أمنيّ ببروكسل برعاية حلف الناتو، هاجم خلالها الحركات الإسلاميّة، واتّهم تركيا بدعم تنظيم الدولة الإسلاميّة. وفي نيسان/أبريل من عام 2015، تحدّثت مجلّة "نيوزويك" عن دور كبير قام به دحلان في إتّفاق مشروع سدّ النّهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان في آذار/مارس من 2015
.
هذه المشاركات التي يذكرها التقرير هي ضد السيد محمد دحلان في جوانب وفي جوانب أخرى يعطيها التقرير حجما اكبر من ذلك لان التقرير ينتقص من قدرات بعض الدول التي ذكرها ،
وحين يشير التقرير عن مشاركة السيد محمد دحلان في تأسيس حزب الغد ، هذا الحزب الذي أرسل لرئيس حكومة الاحتلال رسالة لأجل إقامة علاقات مع إسرائيل ونشر الرسالة باللغة العبرية فمعنى ذلك أن هناك شكوك تعتري تأسيس حزب الغد والتي روجت له الصحف العبرية ، والكل يعلم أن حزب الغد السوري وغيره من أقطاب المعارضة السورية تعمل لصالح أجندات ضد سوريا فأين هو دور السيد محمد دحلان من حل ألازمه السورية
وهنا يثور التساؤل عن المحاضرة الامنيه التي ألقاها السيد دحلان في مؤتمر امني في بروكسل ألقاها بالنيابة عن من ولصالح من فهل المحاضرة تأتي في سياق المصلحة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، فهل ذكر دحلان في محاضرته الإرهاب الإسرائيلي والقتل اليومي على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي للفلسطيني ؟؟؟وهنا مكمن السؤال هل تطرق السيد دحلان في محاضرته ضد الاحتلال واتهم إسرائيل بممارسة الإرهاب والقتل اليومي ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وهو صاحب قضيه كما يقول ويسعى لان يكون رئيس للشعب الفلسطيني بحسب تسويق موقع المونتيور الأمريكي .
وما تتضمنه التقرير عن دور السيد دحلان في اتفاق سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان وهنا يثور التساؤل عن الدور الذي لعبه السيد دحلان للتوصل إلى هذا الاتفاق فهل مصر ذات الثقل الإقليمي تحتاج لفرد للتوسط لها وهل افتقدت مصر بثقلها الإقليمي للخبراء والسياسيين وذات القدرات والثقل حتى تستعين بشخص السيد دحلان إلا إذا كان السيد محمد دحلان يملك قدرات خارقه نجهلها نحن الفلسطينيين وننتظر تسخيرها لحل القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي . ومن الجدير ذكره أن سد النهضة أنشئ بخبرات وتمويل إسرائيلي لأجل محاصرة مصر والتحكم في مياه نهر النيل

وهنا وضمن ما أشارت إليه وفي 19 كانون الثاني/يناير، تحدّثت مجلة "جارتشك حياة" التركيّة (Gerçek Hayat) عن مخطّط انقلابيّ متعدّد الجنسيّات ضدّ الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان، تقوده الإمارات العربيّة المتّحدة بدعم روسيا وإيران، وبإشراف دحلان ، هذا الذي تتضمنه بيان الموقع لا يستحق التعليق عليه لان الانقلاب فيما لو تم التخطيط له فهو لا يمكن أن يتم بمعزل عن أمريكا وإسرائيل واغلب التحليلات لا ترى ذلك لان تركيا جزء من التحالف ضد سوريا وهي ترتبط بعلاقات تحالف مع السعودية وهي عضو في حلف الناتو
وهنا لا بد من التوقف عند مضمون التقرير الذي يتحدث عن أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق "يوسي بيلين"، قد توقع يوم 16 يناير 2016 أن يصبح دحلان الرئيس الفلسطيني القادم، لأنه براغماتي ذكي، ويجد نفسه مهيأ لخلافة عباس
هذا المضمون يحمل من الإساءة للسيد دحلان أكثر مما يحمل من التسويق السياسي والدور الإقليمي للسيد دحلان لان مضمون التقرير يشير في النهاية أن السيد دحلان خيار إسرائيلي
ومع ذلك يشير التقرير إلى الصراعات الاقليميه التي تشهدها المنطقة بالإشارة "ولا تبدو علاقة دحلان مع السعودية بأحسن ظروفها، عقب حملة انتقادات قاسية وجهها أكاديميون ومحللون سعوديون ضده، لاتهامه بتهديد أمن السعودية، والتهجم على علمائها الدينيين.
ربّما يعلم دحلان جيّداً أنّ أحد أهمّ معايير نجاح أيّ قياديّ فلسطينيّ هو امتلاكه لشبكة علاقات إقليميّة ودوليّة تساعده على التوصّل إلى تحقيق طموحه المتمثل برئاسة السلطة الفلسطينيّة أو "فتح"، بجانب ما ينفقه من أموال على مريديه ومناصريه المنتشرين في مختلف الأقطار العربيّة، لاسيما داخل الأراضي الفلسطينية وبين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان، من خلال المشاريع الخيرية بملايين الدولارات، ومعظمها بأموال إماراتية، بهدف كسب نفوذ له بين الفلسطينيين
هذا التقرير للموقع الأمريكي يحمل الكثير من المغالطات ومحاولات الدس الرخيص للإيقاع بين القيادة الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ودول عربيه بحيث أن مضمون التقرير أن السيد دحلان هو خيار لدول إقليميه وهي تدفع له الأموال إما لشراء موالاة وذمم وإما لغايات إثارة النعرات بين الفلسطينيين خاصة وان التقرير يتحدث عن مليارات الدولارات التي تصرف لهذه الغاية وتصرف في المخيمات الفلسطينية في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة وكان مضمون التقرير يحمل تحذيرات لتسو نامي فلسطيني أو ربيع فلسطيني يسعى السيد دحلان إلى تسويقه لخدمة أجندات غير فلسطينيه .
وان هذا التقرير ومضمونه جزء من الحرب الاعلاميه التي تشنها مواقع تعمل لخدمة أهداف إسرائيل وتسعى لإحداث بلبله في الداخل الفلسطيني ضمن سياسة الابتزاز وسياسة الترغيب والترهيب لتقديم تنازلات مجانية للاحتلال الإسرائيلي والقفز على الثوابت الوطنية الفلسطينية .
.
وإذ نشير لمضمون ما تتضمنه التقرير " وفي هذا السياق، قال رئيس تحرير صحيفة "المستقبل" الصادرة في الأردن شاكر الجوهري، المطّلع على تحرّكات دحلان، لـ"المونيتور" في اتّصال من عمّان: "إنّ دحلان يحظى بدعم أطراف إقليميّة فاعلة كالإمارات العربيّة والسعوديّة ومصر والأردن. كما وصل تأثيره إلى الفلسطينيّين في لبنان والقارّة الأوروبيّة، بفعل الأموال الّتي يوزّعها على أنصاره فيها، ممّا يجعله منافساً قويّاً حقيقيّاً لأبو مازن، كون دحلان موجود خارج الأراضي الفلسطينيّة، ويبقى بعيداً عن ضربات أبو مازن الّتي قد يوجّهها إلى كلّ من يعارضه داخل فتح، وهذه الجهات الإقليميّة الداعمة لدحلان تستفيد منه على الصعيد الأمنيّ لمواجهة الإخوان المسلمين
بحسب تصريحات رئيس تحرير المستقبل أن السيد دحلان يعمل لدى هذه الجهات التي لها أجندات وأولويات هي في الواقع تعد حرف لأولوية الصراع مع إسرائيل وان العديد من الدول المذكورة تقيم علاقات مع إسرائيل والبعض منها ينسق مع إسرائيل وان الخدمات التي تقدم لهذه الدول بعيده عن معاناة الفلسطينيين وان الصراعات التي تشهدها المنطقة هي ضمن مشروع أمريكي صهيوني هدفه تصفية القضية الفلسطينية وان هذا المشروع في طريقه للاندحار بعد صمود سوريا وإفشالها للمؤامرة التي استهدفت وحدة سوريا وهدفت الى تصفية القضية الفلسطينية ،
إن مضمون تقرير المونتيور الذي يجهل حقيقة الشعب الفلسطيني كان من المفروض في معد التقرير أن يقرأ ما يدور في فكر الفلسطينيين وان يكتب عن التفكير الفلسطيني ورؤيته للمستقبل وان هناك مؤسسات تحكم عملية الاختيار والانتخاب وان هناك شعب له رأيه وهو لن يقبل بأي شخص مهما كان موقعه الإقليمي والدولي الا عبر الشرعية الفلسطينية ، لان محصلة ما يسعى الشعب الفلسطيني لتحقيقه هو التحرر من الاحتلال وتحرير فلسطين المغتصبة ولا يهمه غير ذلك ولا ينظر لمن لا يهمه معاناة ومكابدة شعبه والإرهاب الذي يواجهه من الاحتلال ويسعى عبر إمبراطورية المال لاستغلال شعبه أو شراء ولاءات وذمم محصلتها حرف الصراع عن أولويته
عملية التسويق أضرت السيد دحلان أكثر مما تزيد في رصيده إن لم يكن التقرير اضر برصيده ، وهنا العبرة في نهاية التقرير "وأخيراً، تتزايد فرص دحلان بالصعود في المواقع القيادية الفلسطينية، وصولاً إلى الرئاسة، بنيل رضى الإقليم والعالم رويداً رويداً، ممّا قد يرفع من أسهمه بالصعود التدريجيّ ليكون الخليفة المرتقب للرئيس الفلسطيني، رغم ما قد تعترضه من ألغام داخليّة سواء من خلال عدم وجود توافق عليه داخل "فتح"، أو العقبة الكأداء المتمثّلة بعداء "حماس" التاريخيّ له
وهنا تكمن المعضلة بان السيد دحلان لن يكون بمقدوره العودة ليتصدر القوائم لان هناك ألغام داخليه تعترضه وان احد أهم الألغام ما احتواه مضمون التقرير الأمريكي الذي يسئ للسيد دحلان أكثر من أن يفيده وربما قصد البعض من ذلك التقرير لحرق أوراق دحلان إقليميا وفلسطينيا .

المحامي علي ابوحبله