الامة العربية تشكل قوة كبري داخل الاقليم الشرق اوسطي ....من حيث تعداد الدول ونسبة السكان .... وامكانياتها الاقتصادية ....ومواردها البشرية وقدراتها الذاتية ....وخبراتها المتعددة بالعديد من المجالات والعلوم ..... امة حية قادرة علي النهوض.... واستنهاض طاقاتها... وتسخيرها لصالح هذه الامة ... التي لازالت تواجه العديد من التحديات التنموية كما تحدياتها والمخاطر المحدقة بها ....من دول الاقليم التي تستهدف خيراتها .... وتنتهك سيادتها .... وتتلاعب بطوائفها
الامة العربية تمثل مجموعة من القيم والعوامل والروابط التاريخية الجغرافية الثقافية الاقتصادية الدينية والقومية السياسية....كما وتنظم علاقات هذه الامة مؤسستين اقليمتين جامعة الدول العربية .... ومجلس التعاون الخليجي....اضافة للعديد من المؤسسات والاطر التي تجتمع فيها الدول العربية بحسب انتسابها وعضويتها كما الاتحاد الافريقي .... ودول عدم الانحياز.... والمؤتمر الاسلامي .
الامة العربية ....تقودها تاريخيا وواقعيا مصر العربية .... بما لها من مميزات استراتيجية تعزز من مكانتها ودورها .... وقوتها العسكرية .... لكن الاقليم الشرق اوسطي اظهر قوي اخري لها وزنها وقوتها مثال ايران .... وتركيا .... قوتين ليسوا علي حالة من التوافق والانسجام .... ولا ينتجون بتركيبتهم العقائدية والسياسية استراتيجية واحدة .... ومصالح موحدة ..... لكن حالة علاقتهم قائمة علي الصراع الخفي ... المعلن احيانا ...والخفي ...باحيان اخري بحسب مصالحهم وعلاقتهم مع الاقطار العربية .
الخليج العربي ...ليس مطمئنا من ايران واطماعها وتوسعها ...واحتلالها للجزر الاماراتية الثلاثة ... وسوريا والعراق غير مطمئنين ....بل ينتابهم الشك والي درجة اليقين بحكم ملابسات الواقع من الدور التركي واطماعه وتوسعه واحتلاله لمناطق حدودية شمالي العراق وسوريا ..... واستمرار فتحهم للحدود لتحرك الجماعات الارهابية .... بل وتشجيع هذه الجماعات التكفيرية علي الاستيلاء علي ابار نفطية وبيعها للاتراك .... اضافة لعوامل التوتر القائمة ما بين الاكراد داخل تركيا ....وعلاقاتهم باكراد العراق وسوريا .
من هنا فالمشهد الاقليمي ليس قائما علي وحدة المصالح .... ووحدة الاهداف ...وحتي علي وحدة الاولويات .... بل لكل طرف من اطرافه مصالحه التي يسعي لتحقيقها من خلال تحالفات ثنائية .... او من خلال زعزعة استقرار دولة مجاورة .. او حتي اسقاط حكم دولة اخري... والتحالف مع قوي خارجية لتحقيق مصالح ذاتية .... لا علاقة لها بمصالح المنطقة ودولها وشعوبها .
مصرالقوة الوحيدة داخل هذه الامة ....التي لا زالت علي قوتها وتماسكها .... يقظتها ووعيها .... وما يحكم تاريخها من اسس متينة .... وركائز ثابتة .... جعلت منها الدولة الاقوي والاقدر علي المحافظة علي وحدة ارضها ...وسيادتها ....وتطور مصادر قوتها الذاتية ..... برغم استهدافها من قوي الشر والطغيان .... والتي تسجل فشلها يوما بعد يوم .
ايران ... وتركيا يتحركون داخل الاقليم خارج حدودهم الجغرافية ... وسيادتهم السياسية .... بانتهاكهم لسيادة دول اخري.... تنفيذا لمصالحهم وتوجهاتهم .
ايران في سوريا .. وتركيا في سوريا .... كما تركيا بشمال العراق ....بطبيعة الحال فالفرق شاسع ما بين دولة تؤيد دولة اخري بقرار قيادتها الشرعية ... وما بين دولة اخري مثال تركيا التي تتدخل في سوريا والعراق دون اذن ..... وبتدخل سافر .... يصل الي حد احتلال جزء من الارض .... ودعم جماعات مسلحة لزعزعة امن واستقرار هذه الدول .
أي ان المشهد الاقليمي ....لا يدعوا للارتياح والاطمئنان .... ولا يبشر بخير قادم ...علي امتنا العربية .... اذا ما استمرت علي مواقفها ....وسياساتها القائمة علي القطرية ...والتحالفات الثنائية .... والنظرة القصيرة الاجل ..... وتغيب الرؤية الشمولية لبناء سياسة استراتيجية مجمع عليها ....وقائمة علي وحدة الحالة العربية ..... ووحدة مصالحها.... كما وحدة تحالفاتها وقوتها السياسية والاقنصادية والعسكرية .
لا يصح بالمطلق ان تبقي الاقطار العربية بحالة تفرد وعزلة واقامة تحالفات هنا وهناك .... تعزز من حالة التفرد .... والاعتماد علي الاخريين .... وفق خياراتهم التي لا علاقة لها بالعرب ومصالحهم المشتركة.
باستطاعة الامة العربية ....اذا ما اسقطوا من حساباتهم سياساتهم القطرية ...ونظرتهم الاحادية .... القائمة علي حالة عدم الثقة بالقدرات العربية.... ولا حتي بحسن الجوار .... والجنوح لقوي اقليمية اعتمادا علي قدراتها العسكرية .... او علي الاقل محاولة لتجاوز شر الجار ..... ومخاطره بحسب وجهة نظرهم .
هذه السياسة ربما تخدم لفترات وجيزة .... ولمراحل محددة ... لكنها لا تخدم المصالح الاستراتيجية لامتنا العربية .... ولا حتي لاقطارها كل علي حدا.
التوافق والتعاون العربي المشترك لزيادة القدرات علي مواجهة كافة التحديات .....التي يمكن ان تطرا داخل الاقليم ..... من خلال تدخلات خارجية .... او من خلال هذا الارهاب الاسود التكفيري ... وليس انتهاء باطماع دول اقليمية لا زالت تعمل علي بناء امبراطوريات وهميا استغلالا للحظات عصيبة تجمعت فيها مصالح بعض الاطراف الاقليمية مع قوي خارجية لاحداث شرق اوسط جديد .... من خلال الفوضي الخلاقة .... لتقسيم المقسم ....وتجزئة المجزا وانهاء الجيوش والانظمة السياسية ....وتقسيم البلاد والعباد .... وحتي تهجيرهم واعادة توطينهم .
مصر العربية .... رائدة الامة ... وطليعتها .... وحصنها المنيع ...لا زالت علي دورها ومكانتها ووقوفها لجانب كافة الاقطار العربية ..... رغم استمرار استهدافها ..... وما يخطط من قبل قوي الشر والارهاب لزعزعة استقرارها ....وتعطيل عجلة التنمية بداخلها ....واضعاف الاستثمارات ....الخارجية بمشاريعها التنموية ....وزيادة الاعباء الاقتصادية والاجتماعية علي كاهل المواطن المصري .... حتي يشعر بانه ليس هناك تقدم ملحوظ ....وهذا بعكس الحقيقة .... ومجريات الواقع .... وافاق المستقبل ....في ظل ضرورة زيادة الوقفة العربية الاستثمارية والداعمة لمصر ومشاريعها التنموية ..... لان مصر القوية .... قوة للعرب .
العرب بحاجة الي مصر القوية والقادرة علي توفير سياج امانها .... كما ان مصر بحاجة الي امتها ...واستثماراتهم بداخلها لتحقيق العائدات المجزية ....وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتنموية .... وبناء امة عربية ذات قوة اقتصادية عالمية ...تنافس الاقتصاديات العالمية .... وتكون علي خارطة التجارة الدولية كاحد الدول المصدرة والمنتجة ...وليست المستهلكة .
هذه القوة الاقتصادية العربية ... تعمل علي خلق استراتيجية صناعية وانتاجية لتغطية احتياجات السوق العربي .
مقومات القوة العربية ...سياسيا واقتصاديا .... تنمويا وعسكريا .... ثقافيا واعلاميا .... ستبقي ركائز هامة واساسية... لنجعل من هذه الامة امة قوية وقادرة ....علي استنهاض طاقاتها ... وتسخيرها ... امة علي راسها مصر العربية ... مصر العرب ...حتي لا يكون هناك مجالا لامبراطوريات الوهم ...الذي تقوده بعض دول الاقليم ..... وانهاء الخوف المصطنع.
بقلم/ وفيق زنداح