يعاني المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة من ارتفاع شديد بمستوى البطالة وحالة الفقر بسبب الحصار الدولي القائم على القطاع منذ عام 2005 مما أكثر على الوضع الاقتصادي وأدى إلى انهياره بشكل تام، وما " زاد الطين بله " هو الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وغياب الشرعية الوطنية الفلسطينية منذ عام 2007 إلى يومنا هذا وتخلل هذه الفترة عدد من الحروب والاعتداءات الإسرائيلية أدت إلى انهيار البنية التحتية لغزة .
كل الأسباب السابق ذكرها أدت إلى حالة من الضياع بين أوساط الشباب، فمنهم من بدء يسلك سلوكاً غير مقبولاً في التوجه إلى بعض العقاقير المخدرة بهدف الهروب من الواقع غير مبالي لمدى الخسارة البدنية والمالية التي قد تلحق به أو حتى تعرضه للسجن التي قد ينهي حياته بها، والكثير من الشباب أصبح يفكر بالهجرة والكثير منهم نجح بعد عدد من المحاولات في الوصول إلى الدول الأوروبية بهدف الحصول على حياة كريمة وإنشاء مستقبل قد يكون معروفاً وعادة ما يكون مجهول .
العمل على الإنترنت ما بين مؤيد ومعارض والذي يريد معرفتها .. !!
لقد بات الأمر مستهجناً جداً بين أوساط الشباب بغزة ما يعرف بالتجارة والعمل على الإنترنت كعامل في الهروب من شبح البطالة الذي أصبح يخيم على كافة الشباب بغزة، فمنهم من يؤيد الموضوع عن معرفته للفكرة وأخرون يريدون التعرف عليها والدخول في احداثياتها، وفي الجانب الآخر بالمقابل هناك من لم يقتنع بأوصل الفكرة وأصبح ينعتها بالنصب والاحتيال بناءاً على جهله بها أو قد تدخل في منظور تحريم الدين الإسلامي الحنيف نظراً لوجود الكثير من الفتاوى التي منها تؤيد الأمر والكثير منها يعترض عليها جملة وتفصيلاً .
- عمر في العشرينيات من العمر ويدرس العلاقات العامة والإعلان أكد على أنه يعمل في هذا المجال ومقتنع جداً به ويقول بأن الأمر يحتاج إلى متابعة جيدة باستمرار والذكاء والتحلي بالصبر لأنه يؤمن بأنه لا يوجد ربح سريع في هذا المجال .
- أحمد تحدث معي شخصياً وكنت أرى اليأس يتسلل في داخله وكان رافضاً للفكرة بشكل تام قائلاً أن هذا ضياع كامل للوقت وأنه قد تعدى الثلاثون من عمره ولم يحقق أدنى امنياته في تكوين اسرة والزواج وأنه يعيل والديه المرضى .
- حسام في الأربعينيات من العمر قال لي بنبرة المزاح، معذور مجتمع مغلق ألا يؤمن بهذه الأمور مع أنها معروفة بكل العالم وقد شاهدت الأكثر من ذلك في سفرياتي الأخيره خارج غزة، فالأمر حقيقة ولكن سرعان ما يحترفه النصابون بغزة ويقلبو موازين الأمور .
العمل على الإنترنت حقيقة موجودة .. !!
موقع حسوب السعودي، جوجل آدسنس الأمريكي، الفوركس والكثير من المواقع التي أوجدت ثقتها بين عملاؤها الذين يعملون معها من وراء الشاشة بواسطة الإنترنت، فالامر يعتمد على أمور مقنعة في عملية النشر والترويج لمنتجاتها إلى جمهور تستهدفه بعينيه في جميع دول العالم على حدٍ سواء ، حيث يسعى العميل في وصول إعلاناتها إلى الفئات المستهدفة بمقابل مادي ليس كبير ولكن هو حقيقة موجودة، حيث لا تسمح مثل هذه الشركات في محاولة الاحتيال والتلاعب بين العميل والزبون وتوقف اي حسابات حاولت التحايل دون سابق إنذار وتضع عقوبات بحرمانه من الاموال المستحقة في حال تبين وجود أي خطأ أو تحايل معها .
متى يصبح العمل على الإنترنت احتيالاً واضحاً .. !!
تحدثت عن بعض المواقع الموثوقة في العمل على الإنترنت وأريد أن أخبركم بأن عالم الانترنت يفتقد إلى الرقابة الكاملة وبامكان أي شخص أن ينشيء محتوى وهمي ويحاول أن يقنع به الضحايا ويزداد ذكاء منشيء المحتوى في عملية تعبئة المحتوى بطريقة ذكية وتلبي احتياجات السوق وهنا تصبح الكارثة الحقيقة في عملية النصب والاحتيال، حيث أنني أحذر الجميع بعدم التعاطي مع كافة المواقع المشبوهة والغير مقنعة التي قد تكون أنت شخصياً أول ضحاياها .
اصطدام وتصادم .. !! لماذا وما الحل .. !!
لعل غايب الوعي الكبير في عالم الانترنت هو السبب الحقيقي وراء وقوع الكثير من الضحايا عبر الإنترنت وهذا ما يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلي وهو تربة خصبة في عملية الوقوع في وحل العمالة مع الاحتلال، وهنا أضع اللوم على وزارة الاتصالات لماذا لا تعقد ورشاً تدريبية لفئة الشباب حول أفكار العمل على الإنترنت وما هي حقيقة الأمور بشكل تام، مع أنني أرى أن هذا قد يكون تربة خصبة لنا في الخروج من أزمة البطالة والعمل مع المواقع الموثوقة عبر الإنترنت في عملية جني الأرباح المعقولة .
وفي جانب آخر الكثير ممن يسمون انفسهم مدربين في هذا المجال قد أفسد الثقة الموجودة بين أوساط الشباب، فكُل من هو متفرغ أصبح مدرباً في مجال الربح عن طريق الإنترنت، والغريب في الأمر هو طريق الإعلان " اربح خلال اسابيع 500 دولار " يمكنك ربح 100 دولار يوميا عن طريق الإنترنت " والكثير من الإعلانات الغير مقنعة والتي قد تفسد حقيقة الأمر هي سبباً أساسياً في جميع المفاهيم الخاطئة التي وصلت للشباب .
- في هذه الجزئية فأنا ألوم وبشكل مباشر الأجهزة الأمنية في قطاع غزة من التحقق من مدى أهلية هؤلاء الأشخاص في إطلاق على نفسه مدرباً بمجالات قد يكون هو نفسه جاهلاً فيها، وأرجو أن يؤخذ كلامي بعين الاعتبار من أجل المصلحة العامة للمواطن .
نقابة العاملين عبر الإنترنت .. !ّ!
لماذا لا يتم انشاء نقابة للعاملين على الإنترنت وتدريب عدد من المدربين الأكفاء في هذا الأمر من أجل تدريب الشباب على الطرق الصحيحة والسليمة في الاستفادة العامة من الإنترنت والعمل مع الشركات الموثوقة، وتوعية الشباب من هذا الجانب لعل هذا الحل قد يكون مقنعاً وذكياً يجب أن تستغله وزارة الاتصالات أفضل استغلال من الموارد المتاحة المجانية التي تقدمها كافة المواقع الموثوقة التي تعتمد على عملية البيع والشراء وترويج المنتجات إلى جمهور تستهدفة بطريقة مباشرة وبطرق شرعية وقانونية لا تضر بهذه الشركات .
توصية وجب وضعها .. !!
- العمل على الانترنت حقيقة موجودة ولكن يجب أن تعرف أين تضع قدمك، ولا تنسى أن تسأل نفسك سؤالاً هل أنا أسير في الاتجاه الخاطئ أم أنني أسير في الاتجاه الصحيح .. !!
- اعرف مع من تعمل وكيف تثق في عالم الانترنت ولا تسمح لأن تكون ضحية لأحد الشركات التي لا وجود لها أو تكون شركة جديدة وأنت تكون أول من تجرب العمل معها .. !!
- اكثر حاجز البطالة والفقر ولكن بالطرق الشرعية والسليمة وكن ايجابياً ..
اعتذر جداً على الإطالة والسلام ختام .
بقلم/ محمد وحيد عوض