اسمحولي ان اعلق برأيي حول فيديو استتابه شيوخ غزه للأطفال في المدارس الذي اشعل المواقع الاجتماعية. بدايه ذكرني هذا المشهد بمشاهد الصلاة التي يقوم بها المسيحيون في الدول الافريقيه ومشاهد العزاء عند الشيعه.
عشت فتره في دول اوربيه، لكن النسبة الغالبه من الاوربيين بهذه الدوله كانوا شيوعيين. هم لا يؤمنون بالله تعالى او الرسل، وهذا امر لا يمكن ان يستوعبه أي شخص، فمن اين يستمدون قوانينهم ومبادئهم او اخلاقهم اذا لم يوجد لديهم مرجعيه الهيه او كتاب ؟؟ تجادلت مع الكثير منهم حول هذا الامر وكنت احذرهم من النار اذا استمروا بكفرهم بالله. كنت اسألهم من احياكم ومن سيميتكم والى ماذا ترجعون في قوانينكم ؟ لكن الجدال كان يسفر عن تجنب الشخص لي بمجرد ان اذكره باليوم الاخر والجزاء بالجنه والنار. وهذا يؤكد رهبه الانسان بالفطره من الله تعالى حتى لو انكر وجوده في الظاهر. كانت هناك نسبه قليله من المسيحيين واليهود في هذه البلد وكان المسيحون يقتصرون صلواتهم يوم الاحد في الكنائس بينما اليهود يصلون في المعابد مرتين باليوم حسب ما اذكر. ومن الملاحظ ان الدول التي حدثت فيها عمليات للموساد ضد الفلسطينيين كانت دول شيوعيه تربطها علاقات مع اسرائيل كالتشيك وبلغاريا ، ومن ثم يعتبر الشيوعيون هم اكثر من يتعاونون مع اسرائيل ضد المسلمين بسبب عدم وجود مرجعيه دينيه او الهيه في اخلاقياتهم او قوانينهم.
اما صورة المسيحيين في احدى الدول الأفريقية التي عشت بها كانت جدا مختلفه. كان لهم صلاه يوم الاحد في الكنائس لم احضر أي منها، لكن كنت ارى ان لهم دعاه منتشرون في كل مكان يقرأون علي الناس التوراه والانجيل ويسمون ذلك صلاة. كان اكثر ما يتركز وجودهم بالمستشفيات الحكوميه والمواصلات والاماكن العامه. كان الدعاه يصرخون باعلى صوتهم بخشوع شديد خلال قراءتهم التوراه الانجيل وكان الجميع يخشع لهم وتقشعر ابدانهم ولا ينبس أي منهم بكلمه او يداخلهم فتور. لم اكن افهم لغتهم، وتضايقت مره من صراخ احد الدعاة فقلت له ان الصلاه لا يمكن ان تكون بهذا الصراخ فليخفض من صوته، فهاجمني الناس كيف اتدخل بصلاتهم ودعاني احدهم ان اقرأ القرءان واصلي بصوت عالي ولن يتضايق احد. كان تركيزهم في دعواتهم على تمجيد السيدة مريم وسيدنا عيسى الذي يرون انه الله. حاججت كثيرا منهم في خطأ هذا الاعتقاد بدون جدوى.
ما اثارني هو الخشوع الذي كنت اراه لدى الجميع لدى قراءة الداعي لكتابهم وعدم تضايقهم بتاتا مهما طالت فترة صلاته بهم. كنت اتساءل عندها لماذا لا نخشع ونبكي مثلهم عند الخطبة والصلاة، ولماذا لا يلاحقنا الدعاة الى مستشفياتنا ومدارسنا والاماكن العامة لتذكيرنا بالله تعالى، ولماذا نشكك في ايمان المسيحيين اذا كانوا يحملون كل هذا الخشوع لله (مع الاخذ بالاعتبار ان الههم سيدنا عيسى). هذا اشار لي ان الصلاة لا تكون بآيات نكررها في كل صلاة، لكن قد تكون من خلال الاستماع لاحد الدعاه الذي يثير الخشوع في ابداننا. كل ذلك اثار تساؤلي هل في كتابهم ما يمكن ان نخشع له ؟؟ حاولت ان اقرأ التوراة والانجيل المترجمة للعربية، فوجدت انني اشعر بخشوع غريب جدا يصل لخشوعي للقران حيث كنت انبهر بالتشابه الكبير في قصص الانبياء في التوراة مع قصص الانبياء في القرءان. كنت كلما قرات التوراة ابدأ في التساؤل ان كان سيدنا محمد استوحي القرءان من التوراة، ولماذا يكفر اليهود والنصارى بالرسول مع هذا الكم في التشابه في قصص الانبياء والأحكام، لذا قررت التوقف عن قراءة التوراة والانجيل حتى لا افتن في ديني، بل الله تعالى طلب من الرسول العودة لا هل الكتاب للتأكد اذا ارتاب فيما يوحى اليه. قال تعالى ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
والسؤال هنا: هل هذه الطريقة بالصلاة والدعوة خاطئة ؟؟؟ صراحة كنت اشعر بالغيرة اننا لا نتمتع بخشوعهم خلال الخطبة او الصلاة كما لا نتمتع بدعاه ينتشرون في الاماكن العامة للتذكير بالله.
اما الشيعة، فنرى في عزاءاهم خاصه في محرم كل مظاهر التوبة للحسن والحسين بشكل خاص. يشقون رؤوسهم بالسيف ويضربون ظهورهم بالسلاسل والايادي بحميه شديده تعرف منها انهم يتوبون للحسين بسبب عدم نصرته ويفتدونه بأنفسهم وانهم مستعدون ان يضحوا بأنفسهم في سبيل عقيدتهم الشيعية. طبعا هم في المقابل يشنون هجوما شديدا على الصحابة خاصه سيدنا عمر ابن الخطاب حيث يرون انه انتزع الخلافة من على بن ابي طالب.
والسؤال هنا: هل هذه الطريقة بالعزاء صحيحه ؟؟ اعتقد ان قتل سيدنا الحسين وعائلته كان حدثا مؤلما تقشعر له ابدان كافة المسلمين خاصه انه قتل بأيادي مسلمة، لكن لا يجب ان نجعل منه ذكرى خاصه وقد استشهد لدينا الملايين من المسلمين بما في ذلك جميع الخلفاء الراشدين جهادا في سبيل الله ومقاومه للاحتلال.
من هنا اعتقد ان فيديو استتابة شيوخ غزه لم يكن امرا شاذا اذا قارناه بصلاة المسيحيين وطريقة عزاء الشيعة، فلا اعرف سبب التهويل فيه. الانسان تنبع عقيدته واخلاقياته منذ طفولته، لذا التوجه للدعوه للاطفال ليس خطأ. انا لا اايد طريقة العزاء عند الشيعة ولكن اايد طريقة الدعوه لدى المسيحيين في افريقيا واتمنى ان نحذو حذوهم في بلادنا المسلمة فنحن بحاجه للدعاة يذكروننا بالله تعالى اينما كنا ويزرعون الثقة في انفسنا ويعززون اتكالنا بالله خاصه اننا في اوضاع صعبه لجأ العديد للانتحار بسبب ظروف الحصار والبطاله واغلاق معبر رفح.
قال الله تبارك وتعالى: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
سهيله عمر
[email protected]