تحتضن قاهرة العروبة .. قمة تجمع ما بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان ... حيث تحظي هذه القمة بالمتابعة والتحليل .... والتمنيات الدائمة بان يكون النجاح حليف نتائجها .... وان يشاهد المزيد من التطور بالعلاقات الثنائية .... بما يخدم قضايا العرب والامة .... وان تاخذ الدولتين خطوات متقدمة علي طريق بناء وحدة الموقف العربي .... وتعزيز القدرات العربية ..... والنهوض بحالة الامة الي مستوي التحدي والمواجهة.. لكافة المتربصين والمعتدين عليها من قوي خارجية .... ومن جماعات تكفيرية ارهابية .
القمة المصرية السعودية .... قمة تاريخية .... بتوقيتها .... ومدتها ... وبنتائجها المتوقعة .... وربما تكون الافضل بنتائجها السياسية ....ورسم معالم تحالفاتها الاقليمية .
الموقف الاوروبي والقومي ومجمل التمنيات لكافة اللقاءات التي تجمع المسؤولين العرب .... بقاهرة العروبة .... ولما فيه مصلحة امتنا العربية .... وامالنا القومية .... يحرك مشاعرنا .... ويدفع بنا .... ويسهل علينا امورنا واجتهاداتنا .... وحتي توجهاتنا ..... حتي يمكن لنا ان نلمس..... نجاحات قومية ثنائية وجماعية لهذه الامة التي اصابها الكثير من التصدع والانشقاق .... وما وصل فيه الخلاف الي حد اسالة الدماء ... وفتح ابواب العرب لقوي خارجية .... ولجماعات تكفيرية ارهابية ..... شاهد الجميع منا ممارساتهم الوحشية .... وسلوكياتهم اللاإنسانية .... وافعالهم المشينة .... ومحاولة تخريبهم لبلاد العرب وعواصمهم .... وحتي تهجير شعوبهم عن اوطانهم .
ما يجمع العرب اكبر ... واكثر بكثير مما يفرقهم .... ما يجمعهم وحدة مصالحهم .... وجذورهم التاريخية ... الثقافية ... الدينية .... وروابطهم الجغرافية .... وما يجمع العرب من امن قومي مشترك ..... ومن تكامل اقتصادي .... ومن سوق عربية مشتركة ... يفرض علي اقطارنا العربية ان تتحرك بوتيرة اسرع ... وان تعمل علي تعزيز وحدة موقفها .... الذي يصلب من قدراتها ويعزز من مقومات نهضتها .... وانهاء كافة النظرات الاحادية والقطرية الغالبة .... والطائفية المقيتة .... والاطماع والمصالح .
لقاء القمة المصري السعودي .... لا يعني يالمطلق تطابق المواقف ... ووجهات النظر السياسية .... فلكل دولة مكانتها وموقعها وجغرافيتها .... وخصوصية سياستها .... لكن هذا لا يعني التباعد.... بقدر حاجتنا الي النقارب .... بما يعزز وحدة الموقف والاهداف .... والحرص علي وحدة وسلامة كافة الدول ...وسيادتها واستقلالها الوطني .
ليس من حق احد ان يعارض أي تقارب عربي ... ويجب ان لا يكون هناك تعارضا ما بين المواقف .... علي اعتبار ان مساحة الاجتهاد والتباين .... ستبقي حيزا متاحا ومسموحا به .... ويمكن فهمه واستيعابه ... والتعامل معه .... وهذا ليس وليد اللحظة.... ولكنه منذ عقود طويلة في ظل تاريخنا السياسي الحديث .... وما انتجه هذا التاريخ من حقائق سياسية واستراتيجية قائمة علي ركائز وثوابت مصر .... سوريا ... السعودية .
فاذا ما سقطت احدي هذه الركائز سيتصدع .... وربما سيسقط الاخريين ....في وحل المؤامرات .... والاستهدافات .... وما يخطط ضد هذه الدول الثلاث من مؤامرات اقليمية ودولية .
الازمة السورية ... ومصيدة الوقوع فيها ... يجب تجاوزها بهذه القمة .... واخراج انفسنا بطريقة تحفظ لكل طرف مكانه ودوره ... ولا يجب ان تاخذنا الازمات الي المزيد من خلق الازمات وتعميقها .... وادخالنا بمنزلقات اضافية .... تحدث المزيد من الضرر الامني والاقتصادي والسياسي والاستراتيجي للامة .
قاهرة العروبة ..... بمكانتها ودورها .... وقوة تاثيرها .... وحرصها الدائم علي وحدة الموقف العربي .. واحداث التوازن بالمواقف .... بما لا يحرف المسار ... وبما يصوب التوجهات .... ويجعل من امتنا ... امة قادرة علي مواجهة تحدياتها والمخاطر المحدقة بها .... وبما يخدم كل قطر عربي ..... في اطار امتنا الواحدة .
الملف السياسي ... والعلاقات العربية العربية .... والازمات العربية في سوريا واليمن والعراق وفلسطين وليبيا .... من القضايا الملحة والحاسمة ....والتي تحتاج الي قوة قرار القمة المصرية السعودية .... كما ان تصويب العلاقات العربية مع ايران وتركيا .. يجب ان تحدد وفق اسس وركائز سياسية عربية مجمع عليها ..... وبما يحفظ مكانة وهيبة العرب ومصالحهم .... وان لا يسمح بتفرد هاتين الدولتين بتنظيم علاقاتهم المنفردة مع كل دولة علي حدا .... لاعتبارات خاصة وثنائية .... قد تسبب اضرارا استراتيجية لامتنا .
أي بمعني لا يجوز لهتين الدولتين الاقليميتين .... ان يمارسوا نظرتهم الفوقية او يمارسون قوتهم العسكرية .... ونفوذهم وامتداداتهم .... لصالح تحقيق اغراضهم واهدافهم علي حساب امتنا العربية .
القمة المصرية السعودية ... ونتائجها الاستثمارية والاقتصادية ... ستبقي العنوان ... الذي يؤكد ان راس المال العربي يجب ان يستثمر في بلاد العرب لصالح قضاياهم .... ومعالجة سلبيات اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية .... والعمل علي تعزيز المناخ الاستثماري والعائدات المجزية ... وبناء المشاريع الاستراتيجية ذات الاهمية الحيوية .... كما جسر الملك سلمان .... وجامعة الملك سلمان والعشرا ت من المشاريع الاستثمارية الهامة التي تحقق مصالح الطرفين .
الاستثمار العربي في ارض العرب له العديد من الفوائد والعائدات .... لانه الاستثمار الذي يعالج البطالة ويوفر المزيد من فرص العمل ..... كما انه الاستثمار الذي يزيد من دخل الفرد.... ومن الدخل القومي .... ويعالج الكثير من الظواهر المتفشية من فقر وجهل ومرض .... كما ان الاستثمار يزيد من فرص الانتاج .... ومعدلات دوران راس المال .... وينهض بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ويزيد من معدلات التنمية .... ويوفر الاحتياطات النقدية بما يوفر فرص الاقراض وبناء المشروعات وتمويلها .
امتنا العربية يجب عليها ان تزيد من استثماراتها ..... لان زيادة الاستثمارات .... محاولة جادة وصادقة لبث نور الامل .... وانهاء الظلام الذي تحاول بثه جماعات التكفير والارهاب وقوي الشر .... التي تعمل علي احباط معنويات الامة .... وزيادة اتكاليتها .... واعتمادها علي الاخريين .
الاستثمارات العربية يجب ان تبقي لصالح الشعوب العربية ومشاريعها التنموية .... والتي تاخذ طريقها عبر مصر حاضنة الامة .... وصانعة مجدها .... والامينة علي اهدافها .
بقلم/ وفيق زنداح