مع الدكتور الزهار بعد لقاء الدوحة

بقلم: فايز أبو شمالة

لماذا ترفضون برنامج منظمة التحرير الفلسطينية؟ هذا البرنامج الوطني الذي تشترط حركة فتح أن توافقوا عليه، كأساس لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتراه السلطة منطلقاً لحل قضية الموظفين، بما في ذلك العسكريين منهم، حيث وافق وفد حركة فتح الذي اجتمع قبل يومين مع نائب رئيس المكتب السياسي السيد إسماعيل هنية على دمج جميع الموظفين بما فيهم العسكريين شرط أن توافق حركة حماس على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي؟.

لقد اجاب الدكتور محمود الزهار على هذا السؤال صغير، ذي الدلالة السياسية الكبيرة، حين قال في حوار له مع  الكتاب والمحللين السياسيين في قطاع غزة: لم نوافق على برنامج منظمة التحرير، ولن نوافق عليه، وذلك لأن البرنامج الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1988 يقوم على خيار الدولتين في فلسطين التاريخية، والعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة سنة 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

لقد مهد برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الطريق للتوقيع على اتفاقية أوسلو في أيلول 1993، وما نجم عن ذلك من اتفاقية القاهرة في 4/5/1994، وقيام السلطة الفلسطينية، والانتخابات التشريعية والرئاسية!!.

فأين هي الدولة الفلسطينية المستقلة التي تضمنها برنامج منظمة التحرير الفلسطينية؟ وما الذي جناه الشعب الفلسطيني بعد 28 عاماً من المفاوضات؟ وأين هي الأرض الفلسطينية التي نجت من اغتصاب المستوطنين، والتي ستقام عليها الدولة الفلسطينية، وكم هي نسبة الأرض التي ظلت تحت السيادة الفلسطينية الكاملة، وأين مقومات الدولة؟

ويضيف الدكتور محمود الزهار في معرض دفاعه عن رفض الاعتراف ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية:

بعد 28 عاماً من المفاوضات واللقاءات مع الإسرائيليين لم يتقدم برنامج منظمة التحرير الفلسطينية خطوة واحدة إلى الأمام، ولو كان برنامج منظمة التحرير قد حقق انتصاراً واحداً، وفرض نفسه على الأرض دولة مستقلة ذات سيادة، لخجلنا في حركة حماس من مشروعنا، وانكفأنا للوراء خطوة، ولكن تبين للجميع أن برنامج منظمة التحرير غير قابل للتنفيذ، وذلك بحكم أطماع الإسرائيليين، وعدوانهم، فكيف تطالبني بالموافقة على برنامج ثبت فشله، ولم يحقق للفلسطينيين أي امتياز ولم يعد لهم أي حق مغتصب؟

كيف تطالبني أن أوافق على برنامج لم يذق منه الشعب الفلسطيني أي ثمرة انتصار؟ ألا تعني موافقة حماس على برنامج منظمة التحرير أنه برنامج رائع ومحكم ومتكامل ومفيد للشعب الفلسطيني، فهل هذا صحيح؟ أم أن الصحيح هو الاعتراف بأن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية قد فشل في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها حين تم إقراره سنة 1988، وبالتالي يجب مراجعته، وتنقيحه، وتصويب خطه السياسي من جديد؟

ويبقى السؤال الفلسطيني الذي يفتش عن جواب: لماذا تطرح الموافقة على برنامج منظمة التحرير كشرط لحل قضية موظفي قطاع غزة المدنيين والعسكريين؟

ولماذا تطرح الموافقة على برنامج منظمة التحرير شرطاً لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟

ويبقى السؤال الأهم: فيما لو وافقت حركة حماس على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، فهل سيوافق الشعب الفلسطيني ـ الذي قدم ألاف الشهداء والجرحى والأسرى ـ على هذا البرنامج الذي ظهرت سلبياته، وأعطى لإسرائيل فسحة من الزمن كي تعمق احتلالها للأرض الفلسطينية، وتعزز من سيطرتها على مفاصل الحياة للشعب الفلسطيني؟

ألم يحن الوقت بعد؛ كي تراجع منظمة التحرير الفلسطينية برنامجها السياسي، وتجربتها التفاوضية، وتلتقي مع حركة حماس ومع حركة الجهاد الإسلامي ومع باقي  فصائل المقاومة على برنامج سياسي يضمن حقنا في المقاومة، ويحفظ حقنا في المناورة السياسية؟

د. فايز أبو شمالة