حماس و شعرة الديمقراطية والامن

بقلم: علاء المشهراوي

 لا شك ان منع أمن غزة، عقد مؤتمر "وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة" التأسيسي في غزة، قد شكل جدلا جديدا يضاف الى الجدل المزمن في قطاع غزة لا سيما لدى حركة حماس لا يخلو من التناقضات.

فالناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم، قال : إن وزارته لا تعارض تنظيم أي فعالية لتعزيز المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام ، إلا انه استدرك قائلا : الفعالية التي كانت ستعقد هي محاولة لتدشين جسم جديد عليه بعض الملاحظات، وليست مرتبطة على الإطلاق بفعالية لدعم إنهاء الانقسام.

وفي المقابل اتهمت اللجنة التحضيرية لمؤتمر "وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة" التأسيسي في غزة امن غزة  ، بالتراجع عن وعوده ، مؤكدة أنها حصلت على تصريح لعقد المؤتمر وأُلغي التصريح بعد صدوره.

كما اعلنت القوى الديمقراطية (الجبهة الشعبية / الجبهة الديمقراطية / وحزب فدا /حركة المبادرة الوطنية / وحزب الشعب ) أن مجموعة وطنيون لإنهاء الانقسام دأبت على التحضير لهذا المؤتمر منذ شهور وقد اطلعت كافة القوى على تحركها هذا، بما في ذلك الحصول على موافقة الأجهزة الأمنية المختصة في قطاع غزة التي عادت مساء الخميس وسحبت موافقتها هذه دون إبداء أسباب مقنعة.

الواضح هنا ، وجود سوء نوايا ، فتراجع امن غزة عن موافقته ، اكيد له ما يبرره من وجهة نظره ، فربما اعتقد ، ان هذا المؤتمر يصب في غير صالحه ، بهدف خلق حراك له اجندة سياسية لزعزعة امن غزة ، وبطبيعة الحال هذه تبريرات غير منطقية ، لا سيما ان حركة حماس اطلعت الفصائل على فحوى حوارات الدوحة وشاركتهم الاراء ، ووصفت اللقاءات بانها إيجابية ، الامر الذي يزيد الامر تناقضا وغموضا.

وبعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة ، فمن المؤكد أن ما حدث بكل الاحوال ليس فعلا ايجابيا ، انه اخفاق جديد في علاقتنا الوطنية وفي نسيجنا الاجتماعي ، وانتكاسة لامال شعبنا وتضحياته ، لان اختلاف قواه يعني خواره وضعفه .

المواطن يا سادة ، لا يهمه ان كان هناك جسم جديد ، او مؤتمر مرخص او غير مرخص ، ما يهمه فقط ، ان يبصر ويشعر بخطوة للامام على طريق المصالحة ، لا ان ينتكس بخطوات للوراء على طريق الانقسام .

واذا اتسع صدر حركة حماس لرأيي المتواضع ، فان الحاكم يجب ان يتصف بكثير من المواصفات التي تستوعب الاخرين ، فالواضح ان معادلة حكم حماس لقطاع غزة ، تؤكد انها قد حققت الامن بنسبته العليا ، ولكنها لم تحقق الديمقراطية بنسبتها الدنيا ، فكم اتمنى ان تكون هنالك معادلة تمكن حماس من الحفاظ على الشعرة الممتدة بين الديمقراطية والامن دون ان تنقطع.

بقلم/ علاء المشهراوي