بين العبثية والجدية لإنهاء الانقسام

بقلم: علي ابوحبله

منذ تاريخ الانقسام 2007 بعد الاقتتال الدامي الفلسطيني وفصل قطاع غزه عن الضفة وحكومة في غزه وأخرى في الضفة الغربية ، ومعاناة شعبنا في ازدياد بفعل الانقسام ، لم تفلح كل الجهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الجغرافية الفلسطينية ، وتحولت المفاوضات بين فتح وحماس إلى مفاوضات عبثيه كعبثية المفاوضات مع إسرائيل ،

اتفاق الشاطئ الذي أدى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله حيث لم تنجح جهود توحيد المؤسسات الفلسطينية ولم تنجح لغاية الآن إعادة بناء قطاع غزه بعد عدوان إسرائيل 2014 ،

حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني وقفت موقف وطني وتاريخي من عدوان إسرائيل على قطاع غزه وحملت حكومة الوفاق الوطني إسرائيل مسؤولية جرائمها بحق الشعب الفلسطيني واعتبرت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني تصدي الفلسطينيين للعدوان الإسرائيلي حق مشروع وتضمن خطاب رئيس حكومة الوفاق الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله أن المقاومة الفلسطينية حق فلسطيني شرعته كافة القوانين الدولية ,

لم تفلح جهود حكومة الوفاق لإنهاء الانقسام رغم الجهود التي بذلتها الحكومة من خلال طرح حلول لعملية التغلب على مشكلة موظفي حكومة قطاع غزه ومحاولاتها لتسلم المعابر وبخاصة معبر رفح للحرس الرئاسي الفلسطيني ،

ورغم العراقيل التي وضعت أمام تطبيق اتفاق الشاطئ وعدم ألقدره على تحقيق إجراء انتخابات رئاسية وتشريعيه ومجلس وطني بالفترة التي حددها اتفاق الشاطئ بفعل تعثر تنفيذ ما تم التوصل إليه من بنود لإنهاء الانقسام بفعل وضع العراقيل أمام الحكومة لإتمام برنامجها الذي حدده اتفاق الشاطئ .

طرحت مسالة تشكيل حكومة وحده وطنيه فلسطينيه من مختلف القوى والفصائل وتكون من أولى أولوياتها إنهاء الانقسام وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعيه وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ومحددة بفترة ستة أشهر وتم وضع عراقيل أمام ذلك

تم الشروع بمفاوضات جديدة لتحقيق الهدف المنشود في الدوحة حيث ما زالت تلك المحادثات تراوح مكانها ،

يبدوا أن المصالحة ما زالت تراوح مكانها وهي مصالحه موجودة على الورق ، وكان إنهاء الانقسام كتب على شعبنا بحيث لا نستطيع أن نبني مؤسسات الوطن الفلسطيني ولا أن نبني حريتنا ووحدتنا ومستقبلنا إلا على الورق في ظل مما حكات سياسيه ومناكفات وتصريحات تصدر من هنا وهناك تعيدنا لعبثية المفاوضات بين فتح وحماس

بدلا من التفاؤل والأمل أصبح التشاؤم سيد الموقف وأصبح يخشى من حالة الضياع التي يعيشها شعبنا الفلسطيني بفقدان الأمل بالنجاح لتوحيد رؤى الشعب الفلسطيني وإعادة توحيد الجغرافية الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية وتحقيق أدنى متطلبات العيش الكريم لأبناء شعبنا الفلسطيني لرفع الحصار عن قطاع غزه وفتح الميناء وإعادة تأهيل مطار غزه وفتحه ،

في ظل الانقسام تنشط الجهود الاقليميه التي تستغلها إسرائيل لصالحها وينشط معها المقترحات لتجسيد الفصل الجغرافي عبر مشاريع يتبناها البعض لإنشاء دويلة في غزه أو اقتطاع أجزاء من سيناء ما يمكن حكومة الاحتلال من استكمال مشروعها ألتهويدي والاستيطاني في القدس والضفة الغربية وتدمير رؤيا الدولتين وهذه بالطبع تخدم أهداف إسرائيل التي تضع فيتو على المصالحة وإنهاء الانقسام

بين الآونة والأخرى نعود إلى الاسطوانة المشروخة عبر محاولات تجديد الأمل لإنهاء الانقسام وتجدد الاتصالات مرة أخرى وتستمر شهرين أو ثلاثة وربما أكثر لنعود حيث ابتدأنا هي نفسها العبثية التي عليها مفاوضات المصالحة وإنهاء الانقسام ،

وبعد كل جولة يخرج علينا المتفاوضون بأوراق جديدة واتفاقات جديدة عبر تعديلات من هنا أو هناك لنعود حيث ابتدأنا ونمحور خلافاتنا في المصالحة عبر نقطتين موظفي حكومة حماس والبرنامج السياسي لتشكيل الحكومة

وهنا يثور التساؤل إلى أين والى متى سيبقى شعبنا الفلسطيني يعيش الانقسام في ظل سياسة تدوير للاتفاقات وخلق نقاط للخلاف وإعادة التموضع حيث ابتدأنا .

نعم نعيش حالة الضياع في ظل الانقسام والعبثية التي تبعدنا عن جوهر الصراع مع إسرائيل وأولويته وخلافاتنا تطغى على السطح علما أننا في كل يوم نفقد جزء من كرامتنا ونفتقد الأرض رويدا رويدا في ظل الزحف الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي وممارسات الاحتلال ونحن نغرق في خلافاتنا وصراعاتنا الداخلية ، وهنا يبرز السؤال الأهم والمهم إلى متى سنبقى أسرى هذا المسلسل العبثي والذي أصبح سوداويا ومخجل بحق أنفسنا جميعا وبحق وطننا الذي نسعى لتحقيق ما نسعى إلى تحقيقه للتحرر من الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

وهنا لا بد لنا من طرح السؤال على كل القوى والفصائل الفلسطينية وجماهير شعبنا الفلسطيني هل وصلت قضايانا الداخلية ونحن تحت الاحتلال إلى درجة من التعقيد بحيث أصبحت مشاكلنا الداخلية عصية على الحل؟؟

فهل المشكلة في برنامج الحكومة الذي هو عقبة كأداء.. وهل الموظفون في غزه التابعين لحركة حماس (عقدة العقد) التي لا فكاك لها , وان الانتخابات تحولت إلى اهتمام البعض لاقتسام كعكة التشريعي في ظل الاحتلال ،

يبدوا أن البعض تناسى الاحتلال وأصبح يعيش أوهام السلطة واقتسام مغانمها وتناسى أننا ما زلنا نعيش الاحتلال وان مشروعنا الوطني والتحرري ما زال مكانك سر وأننا أصبحنا في حالة الترهل بحيث فعلا بتنا نخشى على قضيتنا الفلسطينية من الضياع والتصفية في ظل الصراعات الفلسطينية والتي تنعكس عليها الصراعات الدولية والاقليميه والتي تجيرها حكومة الاحتلال لمصالحها

إن مؤتمر وطنيون من اجل إنهاء الانقسام والحيلولة دون انعقاده في غزه من قبل حماس يؤكد حقيقة أننا ما زلنا نعيش عبثية المفاوضات ،

"وطنيون من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية " يجب تفعيلها لتشمل كل الوطن الفلسطيني لأجل الخروج من حالة الانقسام في ظل موقف وطني شامل ، يخاطب الجميع ومن كل فئات الطيف الوطني الفلسطيني ، للمطالبة بضرورة إنهاء الانقسام والشروع الفوري لتطبيق الاتفاقات التي توحد جناحي الوطن ومؤسساته من خلال تشكيل حكومة وحده وطنيه فلسطينيه قادرة على توحيد الوطن وذلك ضمن الخروج من عبثية المفاوضات وبما يلبي تطلعات وطموحات شعبنا الفلسطيني وتفعيل برنامجه الوطني التحرري لتحرير فلسطين والقدس من الاحتلال الإسرائيلي.

بقلم/ علي ابوحبله